أخبار أدبية

وقائع المهرجان الثاني والعشرين للشعر في سلمية

وقائع المهرجان الثاني والعشرين للشعر في سلمية

2070 مشاهدة

وقائع المهرجان الثاني والعشرين

للشعر في سلمية

 

أقلع هذا المهرجان في عام 1988 بجهود فرع نقابة المعلمين في سلمية والمركز الثقافي العربي فيها وبدعم من الأديب مدحة عكاش صاحب ورئيس تحرير جريدة الثقافة الأسبوعية  .. وشارك فيه في البداية شعراء سلمية فقط  .. استمر ذلك لثلاث دورات ثم بدأ يشارك فيه شعراء من مختلف المناطق السورية ووصل الأمر إلى مشاركة شعراء من الأقطار العربية المجاورة .. وتغير أسمه من مهرجان شعراء سلمية إلى مهرجان الشعر في سلمية ...

ونجح المهرجان عاماً بعد عام وتطور .. حتى صار أحد أهم نشاطات سلمية الثقافية ينتظره جمهوره من عام لعام .. وجمهور الشعر واسع في سلمية .. فهي إحدى أهم عواصم الشعر في العالم العربي وهي معقل الكثير من رواد الحداثة الشعرية ..

وشكلت للمهرجان لجنة إعداد وتنظيم تبدأ بالإعداد له قبل أشهر .. تتطور هذه اللجنة وتتبدل من عام إلى عام .. وتضم لفيفاً من الأدباء والمهتمين وأصدقاء المركز الثقافي ..

ولم يسمح الوقت هذا العام بدراسة وإعداد كافيين .. فقد كان أمام لجنة الإعداد وخلال أيام أن تعد للمهرجان بسبب ظروف طارئة  .. وتم لها ذلك .. لكنها نالت بعض العتب من شعراء لم تساعد الظروف بمشاركتهم ..

اليوم الأول السبت 25/4/2009 :

 قدم الشعراء لهذا اليوم الأديب محمد عزوز الذي استهل تقديمه بالترحيب بالحضور وبالتذكير برحيل أحد أعمدة المهرجان الشاعر الراحل عبد الحق نعوف  ثم قدمت الأديبة ندى عادلة كلمة المركز الثقافي العربي التي تحدثت فيها عن أهمية المهرجان والشعر في سلمية ثم قدمت مجموعة من شباب وشابات سلمية  فقرة تراثية بعنوان ( مشهد من العرس السلموني ) فكرة السادة مهتدي غالب – ندى عادلة والتدريب سارة الحاج مع تقديم كل العون من رابطة الشبيبة في سلمية ..

ثم قدم الشعراء مشاركاتهم الشعرية  فقرأ الشاعر مهتدي غالب قصيدتين الأولى بعنوان  ( مجرة الخوف) والثانية بعنوان ( قمر فريتان ) التي أهداها للشاعر الراحل حسين هاشم . وقد رسم الشاعر فيهما صورة أميز لقصيدة النثر .

الشاعر فاتح كلثوم قدم قصيدة نثر واحدة بعنوان ( يوميات دمشقية ) قسمها إلى أجزاء رسم فيها عوالم يتقاطع فيها السواد مع البياض ..

الشاعر نزيه صقر القادم من ريف حماه وهي تجربته الأولى في هذا المهرجان ، قدم مجموعة قصائد نثرية أيضاً منها (  الأميرة الجريحة - آثار دماء – مداعبة – بقايا آخر الليل – نهاية الكأس - ... )

الشاعرة غادة فطوم وتشارك للمرة الأولى أيضاً قدمت نثريات أهدتها للشاعرين الراحلين محمد الماغوط وحسين هاشم ..

الشاعر ماجد خطاب وله تجربة مع هذا المهرجان ، قدم قصائد عمودية ليخرج جمهور الصالة من دوامة قصائد النثر منها ( اهتمام - كثير هذا الذي أريد – بلاغة الجمال .. )

اليوم الثاني الأحد 26/4/2009 :

قدمت الشعراء الآنسة نجوى الجرعتلي مع فقرة عن الشاعر الراحل خضر الحمصي ثم قدم الشعراء المشاركون قصائدهم ..

الشاعر الشاب ماهر القطريب قدم ثلاث مقطوعات نثرية منها ( تراتيل الضوء – رحم الكلمات .. )  بإلقاء ممسرح جميل  واختزال أجمل مستفيداً من تجربته المسرحية .

الشاعر منذر شيحاوي قدم مجموعة قصائد وجدانية وساخرة ( نفثات على جدران رهين المحبسين – عزف منفرد على وتر الضوء – اعتذار – جنيّة – ضيف ثقيل جداً .. ) وقد ابتعد هذه المرة عن المبالغة في السخرية .. وقد رفع ذلك من سوية قصائده ..

الشاعر أيمن رزوق  قدم مجموعة من قصائده النثرية التي حملت بصماته المميزة  .

الشاعرة قمر صبري الجاسم القادمة من ريف حمص تميزت مشاركتها في قصيدة التفعيلة .. وامتلكت الناصية في قصائدها ( حين تدق الوردة باب العيد - الحب - من وجهة نظر البحر ) .

الشاعر الدكتور راتب سكر القادم من حماه قدم قصيدة واحدة بعنوان ( أصدقاء ثلاثة ) تدخل في الإطار العام لقصائد الشاعر النثرية .

الشاعر مصطفى خضر القادم من حمص قدم قصيدة واحدة بعنوان ( تشكيل أنثوي ) بدا متأثراً بأجوائها ليكون خاتمة الشعراء المشاركين لهذا اليوم .

اليوم الثالث الإثنين 27/4/2009 : 

قدم الشعراء اليوم الأستاذ علي وردة ، وقد استهل تقديمه بفقرة عن الشاعر الراحل حسين هاشم ثم استهل مشاركات الشعراء الشاعر حسن قداح القادم من بلدة القدموس وبدأ بمقدمة عن سلمية ثم قدم قصائده العمودية الثلاث ( يا أهل غزة – بحر الهوى – سكير ) ..

الشاعر علي الزينة القادم من (أبو قبيس) والتي خصها بمقطوعة مع مقطوعات قصيرة أخرى ركز فيها على قضايا الوطن وبعض هموم الغزل ..

الشاعر عدنان زينو بدأ أيضاً بمقدمة عن سلمية ثم قدم مجموعة قصائد أخرى جلها يخوض في هموم المرحلة وخاصة قصيدته ( سورة اللهب) .

الشاعر خالد الخالد قدم مقطوعات منثورة ثم قصيدتين عموديتين ( حلم – العامل ) لاتبتعدان كثيراً عن نمطه الشعري المعروف .

الشاعر عز الدين سليمان القادم من قرى الغاب قدم قصيدة باتت معروفة له عنوانها ( أم ضاحي ) ثم ألقى قصيدتين أخريتين له بعنوان ( حوار الطرشان – حزن وغابة سوسن ) .

اليوم الرابع الثلاثاء 28/4/2009 :   

قدمت الشعراء اليوم الآنسة نجوى الجرعتلي حيث قدمت بعض كلمات تخوض في عالم الشعر بين الفقرات ..

الشاعر ناجي دلول قدم ما أسماه حركات وليس قصائد .. ولعله أراد شيئاً مهماً من ذلك  عنونها ( طموح الحواس – مغامرة الحواس البكر – طائر الحواس – اعتقال الحواس )

الشاعرة الشابة إينانة الصالح قدمت قصيدتين من نمطها الذي بات معروفاً .. ( إله الشعر – عبور ماجن ) وقد أمسكت بزمام الأمر على عادتها أيضاً .

الشاعر الشاب هانيبال عزوز قدم بمقدمة شعرية ثم بدأ ينحت كعادته فتحس أنك أمام نص مهم ولكنك لن تدرك في عجالة الوقت مراميه بوضوح فقدم قصيدتين ( لعاب المحبرة - تكوين)

الشاعر محمد عيسى القادم من دمشق كان شديد الإتزان في قصيدته النثرية  الوحيدة ( نفر الكلام ) .

الشاعر وفيق أسعد قدم قصائد نثرية هادئة يكتنفها بعض الغموض ( ثمالة الياقوت – أتموسق لفاكهة الجسد – أوصدت في وجهي وجوه .. )

الشاعر شريف سيفو قدم قصيدتين تقليديتين الأولى بعنوان ( رقص على ضريح الصمت ) والثانية بعنوان ( عاتب عليك يا منتظر ) التي تحرك معه فيها جمهور الصالة .

اليوم الخامس الأربعاء 29/4/2009 :

قدم شعراء اليوم الأستاذ علي وردة مستهلاً تقديمه بتعريف مختزل بالشعراء ..

بدأ أولاً الشاعر بشار كمون بمقدمة شعرية معبرة عن المناسبة ثم قدم قصيدتين عموديتين بعنوان ( سر أبدي – زمن الصحو ) .

الشاعر محمود حبيب القادم من طرطوس قدم قصيدتين ، تميز في قصيدته الثانية التي تحمل عنوان ( أعواصف هدأت ) التي أجاد فيها الإلقاء والتعبير عن حال حكام التخاذل في هذه المرحلة .

الشاعر رضوان السح تميز بإلقائه الهادئ لقصيدته ( أسماء ) والتي استعرض فيها أسماء مختلفة من التاريخ القديم والمعاصر .

الشاعر بديع صقور قدم مجموعة قصائد ( نمنمات على بياض الحجر – وصية وردة – دعوه يكتب فوق السحاب – يرشح صوتك أقماراً وطبولاً بيضاء .. ) وهي في مجملها نثريات معبرة أشار في إحداها إلى الشاعر الراحل محمود درويش .

الشاعر عطية الحسين القادم من صحافة حماه قدم قصيدة ( زليخة ) وهي نثرية أقرب إلى القص سيما أن المذكور يكتب القصة والرواية أيضاً .

الشاعر ياسر الأطرش القادم من ربوع إدلب  قدم ثلاث قصائد ( الليل – غموض التردي – آية الروح ) وهي قصائد عمودية استطاع إيصالها بإلقائه الجيد والمعبر .

اليوم السادس والأخير الخميس 30/4/2009 :

قدم شعراء اليوم الأديب محمد عزوز وبدأ بمقدمة عن مدينته سلمية تاريخاً وأدباً ..

ثم بدأ الشاعر حسين الجندي قصائد اليوم بقصيدتين عموديتين خص إحداها قريته ( بحوي ) في ريف طرطوس وحيا بعض شعراء المهرجان الذين رحلوا وكان لهم شرف التأسيس لهذا المهرجان .

الشاعر سميح دليقان القادم من السويداء بدأ بمقدمة عن سلمية ثم قدم عدة قصائد عمودية

( الطفل والتنين – الوقت – تسامح – مقدرة .. ) وقد بدا فيها انسيابياً متمكناً من أدواته ..

الشاعرة ميسون شقير الصيدلانية القادمة من السويداء أيضاً قدمت مقاطع شعرية دافئة أقرب إلى القصص القصيرة جداً ، من عناوينها ( اعتراف – فأس – دفء – سجود – لغة ... ) ثم قصيدة بعنوان ( تسير أيامنا والقافلة ) تميز إلقائها بحس مرهف عالي الوتيرة .

الشاعر مجيب السوسي  القادم من بلد أبو العلاء المعري والذي يغافله الشعر عن مهمته كمدير للمراكز الثقافية في وزارة الثقافة السورية قدم ثلاث قصائد بعنوان ( غزلية العرب وهي موجهة للشاعر أبي تمام – أبراج الدم – الأرض ) مؤكداً سويته الأدبية المميزة .

ثم قام راعي المهرجان في نهاية هذا اليوم كما في نهاية كل يوم بتقديم شهادات تقدير للشعراء المشاركين .. كما تم تكريم لجنة المهرجان أيضاً ..

ولكن .. ماذا يمكن أن نقول في نهاية الأمر ..؟

لقد قدم شعراء المهرجان بعض ما عندهم .. ولكنهم لم يقنعوا الجميع .. وهل يمكن أن يقتنع الجميع بكل أو حتى ببعض ما قدم ..؟

فقد كنا نسمع تعقيباً من هنا وآخر من هناك .. ( لم نسمع شعراً اليوم .. ألم تجدوا لنا غير هؤلاء ..؟ لم نفهم شيئاً .. لقد خربوا كل شيء بحداثتهم .. أو ألا يريدون أن يريحونا من أوزان الخليل هذه ..؟ ... )

ونسمع من طرف آخر ( يا أخي اليوم سمعنا شعراً .. لقد أجاد فلان .. وأحسن فلان آخر .. كان خير من عبر عن حال الأمة .. )

سؤال أطرحه على نفسي وعلى الجميع .. لو أن لجنة المهرجان دعت محمود درويش ونزار قباني والماغوط والبياتي ونازك الملائكة من قبورهم .. هل سيرضى جمهور الشعر في سلمية عن الجميع ..؟

الجواب أعرفه وإياكم ..

يجب أن يتذكر الجميع أنهم في عاصمة للشعر .. وأن الأميين في سلمية شعراء .. وأن الشعر في أزمة الآن .. وأحسن أحواله في سلمية ..

    سلمية 1/5/2009
محمد عزوز
 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية