وقت مستقطع عرض عن الشر والشر الآخر على مسرح القباني
دمشق- سانا
تابع مشروع دعم مسرح الشباب خطوته الرابعة بتقديم عرض “وقت مستقطع” للكاتب جوان جان وسهيل عقلة وذلك بعد إنتاج مديرية المسارح والموسيقا أربعة عروض من هذا المشروع لكل من نضال عديرة في مسرحية ” أول ليلة آخر يوم” و” زاوية” لسعيد حناوي و “ليلة التكريم” لمجدولين حبيب حيث أولت وزارة الثقافة إمكانيات مسارحها وفنييها لتحقيق هذا المشروع أسوة بمشروع سينما الشباب الذي بدأته منذ ست سنوات مع المؤسسة العامة للسينما.
وكشف عماد جلول مدير المسارح والموسيقا لـ سانا الثقافية أن المديرية اليوم بصدد متابعة مشروع مسرح الشباب في كل من طرطوس والحسكة وحلب والسويداء بعد إقرارها من اللجنة الموكلة بقراءة وإقرار النصوص المقدمة من شباب وشابات من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وممن عملوا في مسارح المنظمات الشعبية في الشبيبة والعمال والجامعي لتكون هذه العروض بمثابة نواة لحساسية مسرحية تسعى المديرية لدعمها وتشجيعها في الريبرتوار السوري المعاصر.
وتصدر عرض وقت مستقطع حكاية رجلين يعلقان داخل حديقة عامة بسبب ظروف صعبة أفرزتها ظروف الحرب ليقدم النص ما يشبه حكاية لنموذجين للشر والشر الآخر من حيث قدرة كل منهما على المنافسة في استعراض الجرائم والأدوار الشريرة التي قاما بها في حياتهما الماضية بداية من تسلط الأول وتجبره على زوجته وبناته ودفعهم للعمل كبائعات هوى مروراً بقيام الثاني بهضم حقوق شقيقاته من الميراث والعمل مع شبكات مشبوهة في التهريب وتجارة المخدرات والرقيق الأبيض وصفقات الفساد من المال العام.
واعتمد وقت مستقطع على فضاء الحديقة العامة بكل حذافيره راجعاً عبر لوحات من ذاكرة الشخصيتين إلى ماضيهما المليء بالشرور دون الدفاع عنهما فظهرتا كشر مطلق على الخشبة حيث قام كل من تاج ضيف الله و محمد سالم ودلال عمران بتقديم أدوار هذه المسرحية وفق فهم أحادي للشخصية وتوظيف متواضع من قبل المخرج لأدوات الممثل لاعباً على الألفاظ حيناً والتلميح حيناً آخر دون القدرة على صياغة فضاء لعب اتكأ على مقعد حديقة ولعبة ملاه صغيرة تتحول إلى أرجوحة في نهاية العرض مقتبساً من أجواء برنامج /حكم العدالة الإذاعي/ اللهجة الخطرة والمنقبضة للشخصيتين اللتين لا نعرف لماذا وكيف تأتيان بكل هذه الشرور.
ويكشف العرض في النهاية أن الرجلين كانا على علاقة بجريمة مشتركة حدثت في الماضي حين استدرج أحدهما فتاة قاصرا لبيت الآخر للاعتداء عليها دون تعليل كمية الشر المطلق التي لمح إليها العرض في بدايته سوى بتعرض الرجلين للحرمان والعنف الأسري في طفولتهما ليكون مخرج العرض أمام صياغة متواضعة لنص الكاتب جوان جان الذي قارب أجواء مسرحية “حديقة الحيوان” للكاتب الأمريكي إدوارد ألبي في لقاء عابر يحدث في حديقة عامة بين رجلين يختلفان في الطباع ويشتركان في جريمة حدثت في الماضي.
وقدم كل ضيف الله ومحمد سالم أداء أقرب إلى كليشية الشخصيات الشريرة المتورمة فيما تميزت دلال عمران بأداء أدوار خاطفة لكل من الزوجة والفتاة والأم وبنت الهوى متنقلة بسلاسة بين كل منها فيما قدمت الإضاءة مناخاً كابوسياً لأحداث العرض الذي كتب مخرجه على بروشور العمل .. ” وقت مستقطع من عمر الزمن تتساقط فيه أوراق شجرة الواقع متعبة مثقلة بشرورها وأوزارها فمع كل ورقة حكاية تلخص مآلات الشر المنتصر آنياً على نقيضه ولكن لا بد للخير من صحوة تنهضه من كبوته ليعود لواقع ألقه لذلك هو وقت مستقطع من عمر الزمن”.
يذكر أن وقت مستقطع من إنتاج مشروع دعم مسرح الشباب “مديرية المسارح والموسيقا” وزارة الثقافة وساعد في الإخراج رامي سمان وصمم الديكور ريم الخطيب وصمم الأزياء والمكياج سهى العلي والإضاءة بسام حميدي وموسيقا سامر الفقير بينما صمم الإعلان محمد خليلي والتصوير الفوتوغرافي يوسف بدوي وتنفيذ الصوت إياد عبد المجيد وتنفيذ فني للديكور دلال زلغنة ومدير المنصة علي النوري.
