أخبار أدبية

أدباء سلمية في ملتقى بانياس الأدبي

أدباء سلمية في ملتقى بانياس الأدبي

1729 مشاهدة

أدباء سلمية في ملتقى بانياس الأدبي

 

ولبى أدباء سلمية الدعوة ، دعوة أصدقائهم في بانياس ، وكان ذلك اللقاء المميز في جلسة الملتقى يوم السبت 18/9/ 2010  في إحدى قاعات المركز الثقافي العربي في بانياس التي خصصت للقراءات الأدبية ( من نتاج الأعضاء ) .

وهل يصح انعقاد الجلسة قبل أن يتم الترحيب بالضيوف ، ترحيب بدأه الطبيب ( شادي عمار ) رئيس الجلسة المكلف ، ثم أرسل (خليل شعبان ) إحدى بطاقاته المكتوبة ( أهلا بكم يا أنجال الشاعر سليمان عواد ) ، وقدم الشاعر ( محمد شمة ) مقطوعته المحكية المهداة إلى سلمية ، ولم ينس الشاعر (علي سعادة ) أن يتوج الترحيب بمفردات اختزل فيها الحب وفرح اللقاء بأحبة يتوق كل أديب في هذا الوطن للتعرف بهم .

ولأن البرنامج كان حافلاً ، أعلن عن البداية سريعاً ، بداية تم تخصيصها للأدباء الضيوف ، فقدم الشاعر ( ماهر القطريب ) قصيدتين نثريتين ( عندما يغفو الوقت – رحم الكلمات ) وقدم الشاعر ( نضال الماغوط ) قصيدته ( حنين ) ، أما الشاعر ( ناجي دلول ) فقد قدم قصة قصيرة بعنوان ( القمر والثياب ) التي لم يتخل فيها عن الشعر ، رغم إشباعها بالحدث والحوارات الداخلية ، وختم الأديب ( مهتدي غالب  )أيضاً مشاركات الضيوف بقصتين ( ماموت – جرذ ) ثم بمقطوعة شعرية عنوانها ( أمي ) من مجموعته الشعرية الأخيرة ( كم تبقى لنا ).

وكان للحضور رأيه فيما قُدم ، حيث تمت الإشارة إلى إلقاء ماهر المميز ورمزيته المعلنة وبعض الصور التي تنتمي للحداثة عنده ، وركز أحد الآراء على نقلاته الذكية في قصيدة النثر .

واعتبر نص نضال الماغوط مليئاً بالصور ، خاصة عندما أجاد توظيف عناصر الطبيعة في القصيدة ، ولم يخف بعض الحضور رأيهم في مبالغته بهذا الشأن .

أما قصة ناجي دلول فقد ركزت معظم الآراء على طغيان الشعر عنده ، وأن ذلك لم يخدم القصة كثيراًُ ، واعتبرت الأديبة ( جنى محمد ) التي تم الترحيب بها أيضاً كضيفة جديدة في الملتقى أن القصة لم تشدها ، ولكنها لم تخف إعجابها ببعض المصطلحات الجديدة التي ركز عليها الكاتب في قصته ، ولم تخف (غاندا محمود ) تعليقها المختزل في كلمات ( قصيدة بامتياز والباقي حوار بأسلوب مرتب ) .

وتمت الإشارة بعد ذلك إلى الرمزية في قصتي مهتدي غالب اللتين اعتبرتا متشابهتين ، وسلاسة نصه الشعري وثقافته المعلنة فيه ، وتساءلت غاندا : لماذا الضعف في الموقف من الماموت ..؟ بينما أعلن القاص ( محمد سعيد حسين ) : لست مع اللغة الشارحة ، واعتبر ( د.شادي عمار ) قصص مهتدي نصوصاً شعرية لا قصصية .

في الجولة الثانية بدأت مشاركات الأعضاء بقصيدة تفعيلة قدمها الشاعر ( مجد ابراهيم  ) بعنوان ( أنا ياسمينة متزوجة ) وقدم الشاعر الشاب ( بشار نجلا ) قصيدة عنوانها ( داماس ) ثم قدم ( جعفر نيوف ) قصة قصيرة بعنوان ( أحلام وردية ) .

وأتيحت الفرصة بعد ذلك لجمهور الحضور بإبداء رأيه ، فأثنى معظمه على قصيدة مجد ابراهيم حيث اعتبرت غنية بالصور الجميلة ، وأعلنت غاندا أنها سمعت ( مجد جديد ) ، واعتبره ( ناصر ديوب ) ممسكاً بخيوط قصيدته ، وأكد مهتدي غالب أن قصيدته مكتملة من الناحية الفنية فقط ، وأشار البعض إلى إطالة غير مبررة ، وأنه لم يكن مدهشاً ولم يأت بجديد في صوره ، وأعلن مهتدي غالب أن الرؤية الفكرية غائبة عن القصيدة وأيده في ذلك محمد سعيد حسين ، وانتقد شادي عمار حالة الإتكاء على جسد المرأة عنده .

 أما الشاب بشار نجلا الذي بدت قصيدته كمحاولات غضة في الكتابة ، فقد طلب الجميع منه عدم اللجوء إلى السجع وتكلف القافية ، وضرورة دراسة بحور الشعر ورفع سويته الأدبية إذا كان يرغب بكتابة القصيدة العمودية ، وأكدت غاندا ( اكتب احساسك ) بينما اعتبر ناصر ديوب نصه مجرد أحاسيس عاشق ، وبدوره طلب منه الشاعر بشار حسين وبصريح العبارة ( مزِّق .. بكرا أحلى ..) .

قصة جعفر نيوف  لم تسلم  بدورها من سهام الحضور ، فأشار ( محمد عزوز ) إلى فنياتها الضعيفة والسرد الحكائي الممعن فيها ، واعتبرها القاص ( علي الشاويش ) غير واضحة المعالم ، أما مجد ابراهيم فقد أعلن أن جعفر يكتب قصته الخاصة ، وأجمع الباقون على حكائيتها وضعفها فنياُ ، ولابد من الطرافة في رأي غاندا محمود ( اللهم اجعلها قصة ) ، ورفض محمد سعيد حسين اعتبارها مقدمة لرواية .

في الجولة الثالثة قدم الشاعر علي سعادة  قصة بعنوان ( أشعب طرطوس ) وعلي الشاويش نصاً غير قصصي بعنوان ( حبيبتي ) مهدى لسلمية .. وخليل شعبان خاطرة غير معنونة و فراس أحمد قصيدة بعنوان ( قرويون ) ومقاطع دون عناوين ونصاً قصصياً بعنوان ( غرفة بلا جدران ) وقدمت الشاعرة ( معينة عبود ) نصوصاً نثرية عنونتها ( تأمل – ميناء – المراة – الشعر ) واعتبر القاص محمد سعيد حسين نصه ( باقة حنين ) نصاً وحسب ، وقدم محمد عزوز قصة بعنوان ( محاولة توازن ) ، وختم شادي عمار بقصة عنوانها ( للبيع حقاً ) .

وجاءت الآراء المعلنة في نصوص هذه الجولة مختصرة بعض الشيء بسبب الوقت الضيق .. فلجهة قصة علي سعادة اعترض علي الشاويش على النصوص القصصية الواقعية بشكل عام ، وأعجب محمد عزوز ومهتدي غالب ومحمد شمة بالسخرية السلسة في هذه القصة .

 ونال نص علي الشاويش الثناء على الحميمية في نصه ، بينما أشار شادي عمار إلى العكر البلاغي في هذا النص .

وأثنى أغلب الحاضرين على نصوص فراس أحمد ولاسيما نصه ( قرويون ) ، بينما لم يجده شادي عمار غنياً بالصور ، وكذلك تمت الإشارة إلى ومضات معينة عبود الجميلة وإلقائها المميز ، واعتبر محمد عزوز أن نص محمد سعيد حسين قصاً مفعماً بالشعر ، بينما أعلن علي الشاويش عن استمتاعه بالجزء الأخير منه ، وأشارت جنى محمد إلى قوة اللغة عنده ، واعتبره مهتدي غالب نصاً جميلاً آسراً .

واعتبر علي سعادة أن قصة محمد عزوز تمثل الواقعية السحرية ، وأشارت جنى محمد ومجد ابراهيم إلى أهمية الشبك بين الكأس والواقع في قصته ، واعتبر ماهر القطريب أن القصة ربطت بين الواقع والخيال بذكاء واضح ، وكذلك فعل ناجي دلول بإشارته إلى تقنية الذكاء عند محمد عزوز ، بينما أشار مهتدي غالب إلى أن القصة درامية الطابع ، بينما لم يخف شادي عمار رأيه في أن القصة لم تقنعه وأن محمد عزوز يعتمد منهجية الدفاع عن آلام الفقراء ، واعتبر محمد سعيد حسين أن هموم الواقع مقحمة في القصة المذكورة .

وأعلن علي سعادة في تعليقه على قصة شادي عمار أنها رسالة لم تصله ، وكذلك اعتبر مهتدي غالب أن هناك غيوم على الفكرة رغم التقنية الجميلة التي تحكمها .

 في النهاية وزعت نسخ رواية ( صخرة الخلقين ) للأديب محمد الحاج صالح على بعض الحضور على أن يتم تبادلها وإبداء الرأي فيها قبل انعقاد الجلسة القادمة في 2/10/2010 التي ستخصص لسماع الآراء فيها وبحضور الأديب الذي سيحل ضيفاً على الملتقى .

 

كل ذلك والجميع يحس أن كلامه لم ينته بعد ، وأنه يستطيع أن يستفيض أكثر في الإشارة إلى إيجابية أو سلبية ما  في هذا النص أو ذاك .

كل ذلك وليس بين الحضور ناقد متمرس ، فجلهم مبدعون لهم تجربتهم في أجناس الأدب المختلفة ، ومنهم من لا يزال في خطواته الأولى ، و أنه يحضر لأنه يتذوق الأدب وكفى .

ولأن الجلسة طالت أكثر من المعتاد ولم تسمح لهم بتبادل التحية ، فقد لمهم الود والتحية بعد إقفال الجلسة في أروقة المركز .. تبادلوا مطبوعاتهم ، وحمل الرواد الجدد والضيوف حصصهم من هذه المجموعة أو تلك .

تجربة أتمنى أن تعمم ، تجربة أطلقها أصدقاء المركز الثقافي العربي في بانياس ، ومر عليها أكثر من سنتين ..

فماذا لو قلدهم فيها أصدقاء آخرون في كل بقاع الوطن ..؟

في هذا المكان وهذا التجمع تحس أن الأدب والثقافة لا زالا بخير ..

فصونوا التجربة وصفقوا لها يا أصدقائي .. مع هؤلاء المتحمسين أحس أنني بخير ..

محمد عزوز     

 

التعليقات

  1. Image
    أولاً أريد أن أرحب بأساتذتنا و أدباءنا الذين شرفونا إلى بانياس أنا الشاعر بشار نجلا كنت في الإجتماع و الملتقى الذي أقيم في بانياس و بالفعل لقد أضفى أدباء السلمية جواً من الأدب الرفيع و الكلام الجميل و المنمق المشبع برائحة جبال و وديان و ينابيع السلمية ... الملتقى كان هاماً جداً و فريداً من نوعه و مفيد و أتمنى تكرار هذا الملتقى في المستقبل القريب و شكراً لمجيئكم و أهلا و سهلاً بكم في أي وقت .

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية