قصة قصيرة

أوراق قدموسية  رقم 9 محمد عزوز...

أوراق قدموسية رقم 9 محمد عزوز...

1493 مشاهدة

أوراق قدموسية
(9)
عاصفة

ولا يزالون يصرون أنها العاصفة ..
هطل الثلج خلال الليل، ولكنه لم يكن كافياً إلا لأن يكلل القمة الأعلى ( جبل المولى حسن ) وبعض الهضاب القريبة بالبياض .
وذاقت القدموس طعم الثلج لأول مرة في هذا الشتاء .
ولأنهم لم يصغوا إلى أمثلتي السابقة، أخذت على خاطري قليلاً، وقررت أن أصمت، إلا أن واقعة أخرى أخذت تلح علي، تعاتبني على تجاهلها، ولها من الأهمية درجات ..
ولأن أحداً لم يخبرني في ذلك اليوم الذي كان يبدو عادياً في شتاءات دمشق أواخر السبعينيات، أن عاصفة قد حلت أو هي في الطريق، كنت في باص ( الهوب هوب ) المتجه إلى مصياف عصراً، وكالعادة نصل إليها دون أي منغصات، ولكنك حتى في عز الصيف، ستكون مضطراً إما لاستئجار سيارة تنقلك إلى القدموس أو الوقوف على المفرق لانتظار سيارة عابرة، لأن سيارة ( الوطفة ) اللاندروفر رغم كل عيوبها، لا تعترف إلا بالصباح نهاراً، وهذه المرة لم نجد حتى سيارة نستأجرها أنا ومن تأخر مثلي، والحجة : الطريق مقطوعة .
واشترط سائق شاب المساعدة كي ينقلنا وبأجرة غير كبيرة، وذكر أنه فتح قبل قليل طريق وادي العيون، وسيفتح طريق القدموس، العدة معه في ( البيك آب ) وسيلة النقل الأكثر شيوعاً وقتها، وكانت المساعدة في أننا كنا ننزل من السيارة بإشارة منه لنجرف الثلج المتراكم من أمامه .
لا أعرف بالضبط كم أمضينا من الوقت، ولكنا وصلنا وسط استغراب الأهل الذين ظنوا للوهلة الأولى أني هبطت من السماء .
في طريق العودة قبل ظهر اليوم التالي، كنت مع ( الوطفة ) وعرفنا في منتصف الطريق أن رجلاً قضى متجمداً من البرد لأنه وكما بدا من معاينة جثته أنه كان يحاول العبور إلى إحدى القرى سيراً على الأقدام .
ولسه بتقولو لي هي عاصفة ..!!؟
الوقائع أهم من كل نشراتكم الجوية ..
والله لم يروها لي أحد، أنا أحد أبطال الحكاية، الله وكيلكم

محمد عزوز
قدموس 2012/1/13

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية