فعاليات اليوم الخامس لمهرجان ليالي المسرح الحر بدورته الرابعة القدس 2009

أوضة سورية تتسع المحبين

أوضة سورية تتسع المحبين

1627 مشاهدة

أوضة سورية تتسع المحبين

يقول المثل الشعبي" البيت الضيق يتسع لألف حبيب"، والمحبين للحياة كثر، أما الحب الذي تستظله هذه الأوضة متميز ببساطته وصدقه وتحرره من الزيف وتحركه مابين العقل والقلب على حامل إنساني بسيط يقول لنا هلموا لفضائي أيها المعذبون، بالحب نقهر الظلم والجوع ونحطم القيد.

وتقول مخرجة العمل" علا الخطيب":" نضيق ذرعاً بداخلها ... نحلم بالخروج منها ... تدوخنا تفاصيلها العتيقة ... تحنو علينا حيناً ... وتفاجئنا بقسوتها حيناً آخر ... حضن دافئ يحيط به برد العوز والازدحام ... إنها غرفة ذكرياتنا وحبنا القديم ... مهما ابتعدنا تبقى مكاننا الأول ... رائحتنا ... شقاؤنا ... صرختنا ... إلى من خلق ليّ أوضة الحب الأولى ... إلى أبي وأمي ".

بمبادرة طيبة من مديرية المسارح والموسيقا،وبتوصية من الوفد الوزاري الذي زار حماة برئاسة الأستاذ محمد تركي السيد مطلع الشهر الماضي، حيث زار المركز الثقافي العربي بمحردة واطلع وشاهد نشاطات المركز والفرق التابعة له( فرقة الموسيقا الكلاسيكية،وفرقة الغناء الموسيقية"فيروزيات" وفرقة الر قص التعبيري، وفرقة الفنون الشعبية )  استضافت مديرية الثقافة في حماة – مركز ثقافي محردة "مسرحية أوضة سورية" عن نص "يحيى جابر" (ابتسم أنت لبناني) إعداد:" سعد الغفري"و"علا الخطيب" تمثيل"كوزيت حداد"و"سعد الغفري" ،إشراف فني:"الدكتور عجاج سليم" .يومي الأربعاء11/2/2009 والخميس12/2/2009 .

لقد ترك هذا العرض المسرحي أثراً طيباً عند الجمهور الذي غصت به صالة المركز الثقافي على مدار اليومين. وقد عبر عن ذلك عندما التقينا البعض الذي أشاد بالعرض وبساطة مقولته القائمة على المحبة الإنسانية التي تساعد على تجاوز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لشريحة الشباب الذي ينطلق باتجاه الحياة حاملاً أحلامه البسيطة على الصعيد الشخصي، وأحلامه الكبيرة على مساحة الوطن تحرراً واستقلالاً وحرية وكرامة. وتمنى البعض على العرض لو دخل أكثر في المشاكل الاجتماعية والمتعلقة بزواج الشباب من طائفتين مختلفتين، وضرورة طرح البعد الاجتماعي والقانوني ومعالجته فنياً على خشبة المسرح بوصف المسرح المكان الذي يقوم بنشر الثقافة والمعرفة والوعي الإنساني بشكل مباشر عبر علاقة المرسل مع المستقبل.مثيراً العديد من الأسئلة المتعلقة بالحياة وحاملها الأساس الإنسان مستظلاً بالطبيعة المدرسة الأكثر امتلاكاً لحريتها وفرز عناصر مقاومتها لكل الانتهاكات التي تمارس عليها.

ولقد عبرت مخرجة العمل المسرحي السيدة "علا الخطيب" عن إعجابها بهذا الجمهور الذي تفاعل مع العرض، وبالتالي انتقلت العدوى للخشبة حيث تفاعل الممثلون مع هذا الجمهور الجميل، الذي تابع العرض المسرحي باهتمام بدليل أنه صفق وضحك في المكان المناسب.لكن حول المواضيع التي عالجها العرض، فقد اقتصرنا أن نقدم للجمهور أناس يشبهوننا تماماً، بهمومنا ومشاكلنا وأحلامنا، والقضية الاجتماعية حول زواج من طوائف مختلفة هي أحد العناويين التي تشكل مع بقية الأحداث والأفعال وحدة عضوية لما يدور داخل هذه الأوضة السورية. وقدمنا العمل بظروف تقنية فقيرة على مستوى الإضاءة والصوت والمكان، لكن نتيجة تعاون فريق العمل وبشكل خاص الفنيون، الذين أتوجه لهم بالشكر والمحبة والتقدير على جهودهم بالتغلب على هذا الوضع الذي نشأ خارج إرادتنا، والشكر الكبير لوزارة الثقافة، ومديرية المسارح والموسيقا ممثلة بالدكتور عجاج سليم، ومديرية الثقافة في حماة ممثلة بالأستاذ محمد عارف قسوم، ومدير مركز ثقافي محردة الأستاذ ماهر قاورما على الاستضافة وكرم الضيافة ولجمهور محردة الذي فاجأنا بحضوره الجميل.

وأكد على ذلك الدكتور عجاج سليم مدير المسارح والموسيقا، أن التجارب الشبابية المميزة، وضمن خطة وزارة الثقافة التي هي لكل سورية، ستنطلق خارج العاصمة للقاء الجمهور المسرحي في محافظات ومدن بلدنا المعطاء. ومديرية المسارح تقوم بدعم هذه التجارب رغم المعوقات الإدارية والقانونية والفنية، وتعمل بظل رجل المسرح ابن الكار الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة الذي يمتلك مشروع ثقافي حقيقي للبلد، وأطلق العديد من المسارح القومية في بعض المحافظات ونحن الآن بصدد بناء خاص للمسرح القومي في حماة وادلب وحمص،هذا بحد ذاته إنجاز كبير منذ أكثر من خمسين عاماً لم يبنى أمكنة خاصة بالمسرح لا في الأطراف ولا في العاصمة. كما سيتم تطوير وصيانة المراكز الثقافية على مستوى القطر لاستقبال الفرق المسرحية وتلبية حاجتها من التقنيات الحديثة من لإضاءة وأجهزة صوت والصالات والخشبات القادرة على استقبال فرق مسرحية متعددة الأشكال والأساليب الفنية. وزيارة هذه الفرقة كانت نتيجة الزيارة لوفد الوزارة واطلاعه على الفرق الموسيقية والفنية والجمهور المميز في محردة فتم مباشرة إرسال هذه الفرقة لتقدم تجربتها لجمهور محردة والمسرحيين بشكل خاص.وستكون هناك استضافات لفرق أخرى في كل من المدينة والأطراف على حد سواء.وهذه أوال مرة تزور فرقة مسرحية من القومي في العاصمة لمدينة محردة، هذا بحد ذاته أيضاً انجاز جيد.

وأشار الأستاذ ماهر قاورما مدير مركز ثقافي محردة للتعاون والتنسيق الذي يتم مابين مديرية الثقافة في حماة ومديرية المسارح والموسيقا بوزارة الثقافة التي جال وفدها على المراكز الثقافية في القطر وكان لمركزنا النصيب الطيب من هذه الزيارة حيث تم استضافة هذه الفرقة المسرحية، وتقديم الدعم المادي للفرقة الموسيقية لشراء أجهزة للعزف ، وكذلك ترميم بناء المركز من إضاءة وأجهزة صوت وخشبة مسرح بما يلزم من جعل الصالة قادرة على استقبال الفرق المسرحية القادمة من العاصمة والمحافظات الأخر ى وكذلك تكريم إدارة المركز في محردة مادياً ومعنوياً. كل ذلك كان بفضل قيادتنا السياسية ممثلة بالرفيق المهندس عدنان عزو أمين الفرع، والقيادة التنفيذية ممثلة بالسيد محافظ حماة عبد الرزاق القطيني ومن وزارة الثقافة ممثلة بالسيد وزير الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا ممثلة بالدكتور عجاج سليم، ومديرية ثقافة حماة ممثلة بالأستاذ محمد عارف قسوم . لقد تابع جمهور محردة غالبية الفعاليات والأنشطة التي نقوم بها، وكان سعيداً بلقاء هذه الفرقة المسرحية التي قدمت له عرضاً مسرحياً مميزاً على الصعيد الفني والفكري والاجتماعي فصفق لهم من القلب.

في الختام نتمنى تكرار هذه الاستضافات لتشمل كامل المراكز الثقافية في محافظتنا وباقي محافظات القطر العربي السوري فالمسرح نافذة مليئة بالحياة والمعرفة والثقافة والفن والجمال.

                                                                     كنعان البني

www.festivalsinsyria.com                                                                 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية