الحلم الراقص...
غادر مقعده من خلف طاولة العمل يطلب الراحة، وأخذ النفس كما يقال بالعامية، خطى باتجاه الصالون المسترخي سقفه المعدني تحت أشعة ظهيرة تموز، حاملاً ما تبقى بقعر كأسه من الشاي المز، وجلس على كرسي من البلاستيك، أشعل سيكارته التي يشكل طولها جزء نسبي لا بأس به مقارنة مع طوله، شغل آلة التسجيل ليصدح بالطرب قدوداً حلبية توصف حال العاشق والعزول بلحن ذو إيقاع جعله يتمايل على المعنى واللحن متماهياً مع كلاهما كعاشق وجد ضالته فغرد بلسان الطير مفردات الجسد الذي تحرر من قفصه ليعلو محلقاً بفضاء الروح مستدعياً معشوقه من مسافات الشوق والحنين وتشابكت روحاهما تتلويان على نغمات الوجد لتشكل انحناءات جسدان توحدا للتو هياماً نشوةً ولذةً صورةً تظللها الألوان المتشابكة بحركة المايسترو يقود موضوعه على بياض النفس المنفلتة صفحة تتسع لاحتواء آهات الرضى للون يذوب باللون يبرعم الدهشة على عيون النظارة المنشدة لمشهد الحياة وولادة والإنسان.. صورة تجسد الخالق بحسن وجمال خلقه ليكرس الجلالة فعلا ينثر عطره في مساحات الوله غير آبه للزمن يلتقط مفرداته من إيقاع العشق مسبحاً بنعمة الهوى بصمت يصفق إعجابا ًودهشةً فرحاً وحزناً وخوفاً فالصورة تحمل مشروع حلم يحق له السمو بفن النور ينعكس على سكون بحيرة النبع يتسلل خشوعاً يظلل روحيهما بحضن الأيك يوزع مفردات النور لتضج الألوان بحرارة مراهقة تطرد الوهم لتمسك بمفاتيح الأمل...استرخى على كرسيه يحتضن مولوده الحلم ويغسله بمغفرة الدموع..تنهد غير مصدق أن ما جرى هو حال العشاق...
15/7/2012
كنعان البني
.jpg)
التعليقات