أخبار أدبية

الدكتورة صبحة علقم   الرواية الدرامية أقل الأشكال حضورا على الساحة

الدكتورة صبحة علقم الرواية الدرامية أقل الأشكال حضورا على الساحة

328 مشاهدة

الدكتورة صبحة علقم   الرواية الدرامية أقل الأشكال حضورا على الساحة

#عزيزة _علي

عمان

رأت د. #صبحة _علقم أن الرواية الدرامية تطمح في منحاها المسروائي إلى التخلص من القناع السردي نهائيا، والارتقاء بشخصياتها للتمثيل على مسرح الرواية دون الحاجة لخيط خفي يحركها تماما كما يحدث في المسرحية.

وقالت "علقم" في الندوة التي عقدت في رابطة الكتاب الأردنيين ضمن نشاطات الملتقى الإبداعي، حول “تداخل الاجناس الأدبية”، إن الخصائص التي تتميز فيها الرواية الدرامية لا يستطيع تمثلها إلا روائي (حدق)، يعي مزايا الرواية والمسرحية معا.

وأكدت المحاضرة ان الرواية الدرامية أقل الأشكال الروائية حضورا على الساحة الأدبية الإبداعية، مبينة أن نظرية الأدب منذ نشأتها الأولى حتى الآن تناولت قضية الأنواع الأدبية، ولم تقتصر إسهامات المفكرين والنقاد على الحديث عن تمايزها ونقائها، بل شملت تداخلاتها وتفاعلاتها المختلفة.

ورأت "علقم" أن التنظيرات التي دارت حول الأنواع الأدبية تكاد تكون قديمة، بل لعلها تمثل روح النقد الأدبي وجوهره، مشيرة الى كتاب أرسطو " فن الشعر "، الذي يعد مرجعا أساسيا في تصنيف الأنواع الأدبية، يقارن بين الملحمة والتراجيديا، " ويشغل نفسه بأوجه التشابه والاختلاف بين هذين النوعين الراقيين “حسب تصنيفه، إذ يخلص أرسطو إلى أن الملحمة كالتراجيديا، تحاكي حدثا واحدا كاملا له بداية ووسط وخاتمة ".

وأكدت المحاضرة أن أرسطو نظر إلى التراجيديا على أنها تختلف عن التاريخ الذي لا يعالج حدثا واحدا، بل زمنا واحدا، وكذلك الحوادث التي حدثت في هذا الزمن لشخص أو عدة اشخاص، كما تتفق الملحمة مع التراجيديا في أنها إما أن تكون بسيطة أو مركبة أو أخلاقية أو انفعالية، وعناصرها هي عناصر التراجيديا نفسها، إذا تم استثناء الموسيقى والمناظر وغيرها مما يخص التراجيديا من تقنيات.

وأشارت "علقم" الى رؤية أرسطو للملحمة التي تختلف عن التراجيديا في الطول، فالملحمة بطبيعة كونها محاكاة عن طريق السرد، تسمح بعرض حوادث مختلفة في وقت واحد، وهذا بدوره يسمح للملحمة بطول أكثر بكثير من طول التراجيديا، ويعد ذلك ميزة للملحمة على التراجيديا، اذ أن الشعر يستطيع هنا أن يتغلب على الرتابة بسرده لحوادث متنوعة، ما يساعد في الحفاظ على اهتمام المستمع.

وبينت أن ارسطو عبر هذه المفارقات أسس مصطلحات أساسية للتعبير عن التراجيديا أو الدراما عامة، التي تطورت فيما بعد عبر استعمالات النقاد اللاحقة، إذ رأى بعضهم الرواية انها امتداد للملحمة، واستخدموا العديد من المصطلحات الدرامية في دراساتهم المكرسة لنقد الرواية.

ورأت "علقم" ان أرسطو ادرك قبل قرون الوشائج الخفية التي تجمع الصنوف الأدبية، مشيرة الى ان الحديث عن الفواصل بين الأنواع الادبية أصبح الآن ضربا من الجمود.

وتحدثت عن تصنيف أرسطو للأنواع، فهي تعتمد على المحاكاة كمعيار للتفريق بين أنواع الشعر الملحمي والدرامي، وقد فرضت أيضا ضرورة المحافظة على نقاء الأنواع حصارا يحول دون تطورها وتجددها، وأبقت على المتلقي مستهلكا سلبيا قاصدة توجيهه كما تشاء لذلك.

واعتبرت أن النتيجة المباشرة لهذا التشدد في النظرة إلى ميلاد رد فعل مناقض، يدعو إلى هدم الحدود الوهمية بين الأنواع أو إلغائها أو على الأقل التساهل في تناول الكتابة داخلها، مشيرة إلى جهود الحركة الرومانسية في تحطيم فكرة الأنواع الأدبية.

وأكدت "علقم" أن النظرية الأدبية المعاصرة أولت تصنيف الأنواع الأدبية أهمية تاريخية خاصة، لأنه يدخل في صلب اهتماماتها لتمييز الخطاب الأدبي في كل عصر، وموازنته بغيره من العصور، والبحث عما يكون الأدب فيه أدبا.

واشارت الى ان النظرية الأدبية المعاصرة تجاوزت مفهوم النوع الأدبي، وتعالت على الفروق بين الأنواع الأدبية، وتميزت بمناخ فكري يقوم على رفض التقليد، والتطلع إلى كل جديد، وظهرت أعمال تضرب عرض الحائط بكل تقاليد الأنواع الأدبية ونقائها مثل التراجيكوميديا والمأساملهاة وغيرها.