أخبار أدبية

جيران البحر ونوارسه يغردون في سلمية

جيران البحر ونوارسه يغردون في سلمية

1585 مشاهدة

جيران البحر ونوارسه يغردون في سلمية

 

(جاؤوا من عرائس البحر كي يعلنوا أن كل دروب الأدب يجب أن تمر في سلمية .. وسلمية لا تعير فرحتها اليوم لأحد .. فدموع الفرح تغالبها بلقاء أحبابها )

هكذا بدأ الأديب محمد عزوز تقديمه لأمسية يوم الخميس 14/10/2010 في جمعية أصدقاء سلمية ، مرحباً بأدباء ملتقى بانياس الأدبي الذين تجشموا عناء السفر ، وجاؤوا كي يعلنوا الولاء للأدب في عاصمة الأدب ( سلمية ) .

أول الكلام كان للقاص الطبيب ( شادي عمار ) الذي قدمه الأديب عزوز قائلاً  ( ما أن تلقاه أو تسمعه حتى تتأكد أن هذا الذي تسبقه ابتسامته على الدوام منذور للأدب ، وأن عالم الطب له شأن آخر عنده ..

وفي عيادته وسط مدينته الغافية على شاطئ المتوسط  تخال أنك في أتون الثقافة ..

ولولا التفاتة منك إلى الجانب الآخر من العيادة ، لما عرفت أن المكان معدٌ لإستقبال المرضى لا الأدباء ..

وعندما تهل الثقافةُ ، وما أكثر ما تهل ، تستكين أدوات الطب لقدرها المحتوم ، وتهدأ في الزوايا .. )

والقاص شادي عمار قدم قصة بعنوان ( فضيلة النهاية ) حيث بدا فيها قاصاً متمكناً من أدواته ، يتخير ألفاظه ليقدم عملاً متميزاً ، يصل القارئ فيه إلى بر الأمان .

ثاني النوارس كان الشاعر ( بشار حسين ) القادم من طرطوس الذي قدم مشاركة مميزة في الشعر المحكي ، بعد أن قدم على أنه ( شاعر سجد لآلهة الخزامى  .. في مجموعته ( عرائش النجوم ) التي صدر له قبلها مجموعة ( مخابئ العطر ) ..   للصمت عنده أبجدية وللياسمين وصية .. هبط اضطرارياً في دروب العشق فأبدع .. جاء إلى سلمية عاشقاً متيماً  .. وسلمية تعلن فرحتها الكبرى بلقاء أحبتها ) .

أما القاص ( علي الشاويش ) فقد أعلن أنه لو لم يكن في سلمية لما ألقى ، لأنه ليس من أنصار الأمسيات الأدبية ، والشاويش الذي قدم على أنه ( قاص جميل ، يختزن ود العالم في عينيه ، في قلبه .. وهو لا يزال يحاول أن لا يبدد هذا الود كي يضعه في نصابه ..

القصة التي يكتبها خاصة بعلي الشاويش وحده ، قصة بلا زمان أو مكان ، قصة تحس أنها عبثية في مظهرها ، ولكنك تستطيع أن تكتشف بعد ذلك حجم العمق فيها ..

أصدر مجموعتين قصصيتين ( اسئمات – بلا معنى ) وهو دعامة أصيلة من دعائم ملتقى بانياس الأدبي .. ) قدم قصة ساخرة بعنوان ( بعد صلاة الجمعة ) تحمل بعداً عميقاً في مدلولها

أما القاص ( محمد سعيد حسين ) القادم من طرطوس أيضاً فقد قدم نصاً نثرياً بعنوان ( مايمكن أن أكون ) رغم أنه معروف كقاص وخاصة في مجموعته ( مكاشفات زهرة الدفلى ) وقد قدمه الأديب عزوز بإحدى مقدمات قصصه  ( زرعتُ على قبرها وردة ومضيتُ .. منذها نسيتُ شكلَ الحبق والجوري .. كانت صفراء فاتنة قريبةً جداً من مواطن الحزن ..)

وهذا القاص ليس غريباً  عن الشعر ، فقد بدأ شاعراً ، ولم يهجر الشعر الذي ظل هاجساً كبيراً في حياته .

خاتمة المطاف كانت مع الشاعر ( علي سعادة ) الذي يسبقه صيته ، وقصائده الساخرة .. قدم على أنه : ( جاء إلينا بكل محبته ، وفي جعبته ثلاث مجموعات شعرية مطبوعة ( زائرة – وعد –   شراع ).

هو شاعر لم يثنه عمله كمحام عن المتابعة والإشراف على ملتقى بانياس الأدبي مع مجموعة من أصدقاء المركز الثقافي في المدينة ..

شاعر لايزال يعلن : أكتب لأستعيدَ توازني وأتجنبَ الجنون ، وكي أقدمَ شهادتي على زمني .. )

ثم ذكّر بإحدى قصائده التي أشعل بها صالة المركز الثقافي العربي في سلمية عام 1995 وبإعلانه ( سلمية عاصمة الأدب ولا أتردد ) .

والشاعر سعادة بدأ بقصيدة من الشعر المحكي عنوانها ( وحدك أميرة ) ثم بقصيدتي ( فيض – زائرة ) وختم بالمحكي أيضاً ( ناطور ) :

يا حاملة هموم الدنـــــــي لا تحملي

أحلى دوا .. الجنون ! حلك تعقلي !

لا تعقديها كتير بكرا بتنفـــــــــرج

بالحب فينا نحل أصعب مســــــألة  

ولم تشارك الشاعرة معينة عبود التي اتصلت معتذرة عن الحضور لأسباب طارئة ، فأثار غيابها حزن جمهور غص به المكان ، جمهور يعرفها ، ولطالما لبت دعوة سلمية ، وصدحت من على منابرها .

وخاتمة الحضور ورشة عطره كانت في ذاك الحوار الجميل الذي ساد الجلسة الودية التي جمعت لفيف المشاركين أدباء وجمهور .. حيث استمع أدباء ملتقى بانياس إلى آراء أدباء سلمية في النصوص المقدمة وأجابوا على استفساراتهم ، وأعلنوا عن ودهم الكبير لسلمية وأدباء وجمهور سلمية الذواق ، ووزعت نسخ من مجموعات شعرية وقصصية ، واتفق النوارس وأصدقاء سلمية على تجدد اللقاء .. حيث يحلو الكلام وتتألق حروف المودة .

محمد عزوز   

 
 

التعليقات

  1. Image
    الصديقة الشاعرة أمل لايقة سعيد أنا بحضورك الجميل ، بكلماتك ، هي رشة عطر أخرى من جانبك أيتها الغالية .. كل المودة والتقدير لك ..
  2. Image
    كثيرا ماأقرأ انطباعات أدبية وتغطيات إعلاميةوقلماتستهويني لأسباب عديدة ولكن الأديب محمد عزوز يعيدني للتذوق من جديدوكأنني أحضر الأمسية أو الندوة التي يكتب عنهاويغطيها بطريقة أكاديمية..تحياتي واتقديري لإخلاصك في عملك ولذائقتك الأدبيةأيهاالصديق والأديب الحق في زمن نحتاج فيه لمصداقية العمل.

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية