مختارات... من المجموعة

من قصيدة الإقامة في جيب الذاكرة:

ليسَ في القلبِ شَيءٌ مُثيرٌ

وليسَ على وَرَقٍ في مَهبِّ الغِوايَةِ

ما يبهِرُ العينَ...

في القلبِ ما يرسُمُ الطفلُ

من مطرٍ للخرِيف الجَمِيلِ،

وفي القلبِ أشياءُ أخرى:

حدَائقُ حبٍّ. حرائِقُ مشرَعةٌ.

وهوَاجِسُ فادِحةٌ.امراَةٌ من دمٍ.

وقصائِدُ حارِقةٌ لم يقُلها أحد.

الحياةُ

هنا

تُشبهُ القلبَ "إيَّاهُ"

نبضٌ يُؤرِّخ للشجَراتِ البعِيدةِ

حيثُ المسافة تزهِرُ

في آخرِ الذكريات.

وأنت على غفوةٍ،

كنتَ ترقبُ شكلَ الجحيمِ

لتَسْتَنْبِتَ النَّار في بؤبُؤيكَ،

لعلّكَ واعَدتَ أشجاركَ المرهقاتِ

بأرضٍ على شفقٍ، نذرت للهباءِ حفاوتها

أو لعلّكَ أوقدتَ في الشمسِ رعشَتها

كي تنامَ حرِيّاً بهمسِ السماءِ: كأن

تحشرَ الليلَ في جبَّة الصبح دون ضجيجٍ

وتشردَ في آخرِ الحلمِ... قد تستبِدُّ الفراشاتُ

بِوجهك، فكن أرجاً لِلمشيئةِ، قُد

يقظةَ الرّوح صوبَ الخرابِ، وقل:

من هنا سفري في الجحيم الأليف،

سأنشر خلف المرايا سديم الغياب:

بلا وطن أحتفي بهبوب مساء جميلٍ

على قبة الأرض، لا أرض في القلب تحفر

نسيانها في يديَّ. النجوم التي بين عينيَّ

مدّت حرائقها في خطاي لكَوني أسير إلى

نجمةٍ لا شريك لها، وأهزُّ بحزني فتأتي الحياةُ إليَّ

على عجَل، وأفيقُ على حلُمٍ فاتحٍ: هَب سماءً أتتكَ وكنتَ تشير إلى رقدةِ العائدين من الحرب

جرحى مجانين تحرس سرّاً من الموت أجسادهم

وتقود خطاهم إلى وردةٍ في الغروب.

صور متعلقة

صدرت مجموعة شعرية ..الشاعر جمال الموساوي..