حروف الدمع
قصة : محمد عزوز
سألت عنكَ وأنا أمارس طقس الوصول اللذيذ بعد غياب طويل ... صمتوا .. ففزعت ..
قالوا : لاتخف ..!! بعض المرض ليس إلا ..
اطمأن بالي ، فاستمرأت طقوس السؤالات اللذيذة عن أخبار الغربة كما اعتادوا أن يسمونها ، رغم أن الوصول إلي لم يكن يحتاج لأكثر من ساعات في وسائل نقل جماعية معتادة ..
وعندما أردت أن أتأكد من بعض المرض كما وصفوه ، لم أجدكَ في زاويتكَ المعتادة في منزلك العامر بالدفء ..
قطعوا علي أي تفكير في الأسوأ :
ــ هو معتكف في القبو البارد ..
لم أسمع الكثير ، تغلغلت في العتمة ونتن الرائحة القادمة من بقايا روث البقر والرطوبة وأشياء أخرى يصعب تحديد ماهيتها ..
لم أصدق أنك أنت .. كنت تزداد نحولاً واصفراراً بشكل فظيع ، تفترش بعض أخشاب سرير قديم وفراش مهترئ ولحاف فقد لونه وماتت قدرته على نشر الدفء ..
ملت إليك .. إلى خدودك ألثمها ، متناسياً نتن الرائحة من حولك ..
حاولت أن تترك لي مكاناً كي أجلس إلى جوارك ، أردت أن تسمعني بعض همومك ، ولما قطعت حديثك بسؤالي :
ــ لماذا فعلت كل هذا بنفسك ..؟
صمت قليلاً وبكيت ..، لم أرك من قبل تبكي .. ، فتهجأت معك حروف الدمع وبكيت ..
لم يكن الأمر كارثياً كما أظن ويظنون ..
أردت أن تهرب من عجزك إلى هذه الزاوية العفنة .. ، عرفتُ كل التفاصيل ..
وفي الأعلى حيث كان يعم الدفء ويشع الضوء في الزوايا ، أعلنتْ أنك اتخذت قرارك ولم تعترضْ ..
وصرحت دون مواربة بافتقاد جسدك دفء الرجولة ، وأنها غير مطالبة بتبديد دفء الأنوثة الطافحة لديها هكذا دون أن تحصل على أي شيء غير دفء العواطف ..
وأعلنت بكلمات لم تقلها :
ــ هناك من يقرع الباب على كل حال ..
سلمية 23/10/2006
التعليقات