كتب الدكتور جبار خماط حسن نص خروف 13
#خروف_13
#أتذكر الرجل الذي ابتاعني من تاجر الأغنام، أريده كبشا سمينا، لان الضيوف اعزاء، أعدادهم كبيرة، ربما اموت قريبا, أشار بإصبعه نحوي، يقصدني طبعا، ضممت راسي بين ساقي، امسك بي ، سحبني بقوة، صعدت سيارته، تحركت السيارة باتجاه بينه، فجأة حصل ما لم يكن متوقعا! !
بدأ الرجل يعاني سعالا حادا، توقفت سيارته، أردت الاقتراب منه، عزلني عنه تجمع الناس، انتابني خوف شديد، بعد نصف ساعة جاءت سيارة الاسعاف، نزل منها رجال ثلاثة بكمامات وملابس بيضاء واسعة، سحبوا الرجل اودعوه السيارة، صعدا، توقف الثالث ملتفتا نحوي، صاح بهما، توقفا؟
ينبغي اخذ صاحبه معه، لا أطيل، أخذوني إلى المشفى، قاموا بفحصي، قال الطبيب، الحمد لله، لا تعاني من شي .. لكن الاحتياط ينبغي وضعكما في الحجر ومراقبة حالتكما !
ماذا يعني أن تحجر مع خروف خوفا من كورونا ؟ ماذا يعني أن يحدق بك متلصصا في وقت تريد أن تعيش خصوصيتك . . كنا ننظر معا في الأفق الميت، كلانا جاءت به الصدفة إلى مكان ابوابه مقفلة .. حاوره الخروف بصوته الاجش :
الخروف : صباح الخير صديقي
الرجل : اهلا .. كيف صباحك اليوم
الخروف : ( ضاحكا بحسرة) رتيب !
الرجل : اليوم هزني الشوق .. رأيت عائلتي! طفلتي الصغيرة تنادي بصوتها الرقيق، عمرها سنتان
الخروف: حفظها الله .. ستعود حتما .. لا يمكن لهذا الحجر او الاحتجاز ان يستمر !!
( طرقات على الباب )
( الرجل هب واقفا، وسط نظرات الخروف المستغرب!
يفتح الباب، نظر الى الرجل الذي ياتي يوميا )
الطارق : فطوركما الصباحي.
الرجل: شكرا جزيلا .. كلك ذوق.
الخروف : اكيد نفس الإفطار ؟! لم اذق طعاما منذ جاءوا بي الى هنا، فقط السوائل، شاي .. ماء، لأنني نباتي كما تعرف.
الرجل : نعم اعرف، سلالتك دوما تراعي نظام الحمية .. هل تعلم ان هزالك بدا يتكلم .. هههه هل تشتاق إلى أصدقائك وعائلتك ؟
الخروف: يأكلني الشوق، تنام ليلا، ابقى مع السهر، أتأمل البحر الممتد المغشو بالليل؛ مدخنا علبة سجائر كاملة!
الرجل : كلانا في مركب شوق واحد !
نكمل لاحقا
