حوار مع مبدع

التشكيلية ..هبة عيزوق.. تجسيد الغربة في العمل الفني

التشكيلية ..هبة عيزوق.. تجسيد الغربة في العمل الفني

2840 مشاهدة

التشكيلية ..هبة عيزوق.. تجسيد الغربة في العمل الفني

شيرين خليل

الأحد 24 نيسان 2011

استقت الفن من لاوعي ذاكرتها، وتشربته منذ نعومة أظافرها من مرسم والدها الفنان التشكيليب "قصي عيزوق"، لتتولد لدى الفنانة الشابة "هبة عيزوق"، طاقة روحية مستوحاة من الفن بجميع أطيافه، ملأى بما تكنه مشاعرنا من حزن وكآبة والتي تخبىء وراء كل شخص فينا شخصا آخر.

موقع "eDmascus" التقى الفنانة التشكيلية "هبة عيزوق" وحدثتنا بداية عن النبذات الأولى للفن ومسيرتها الفنية والحياتية لديها قائلة: «قبل دخولي للكلية وبحكم أن والدي خريج كلية الفنون الجميلة، كنت دائماً في مرسمه منذ الصغر فكان يأخذ رأيي بلوحاته وكنت أرسم بأقلام الرصاص والألوان الزيتية أحياناً كثيرة، هنا بدأ الفن يدخل إلى أعماقي وينغرس بداخلي دون قصد مني أو رغبة، وهكذا خلقت البذرة الأولى للفن في أعماقي وأصبحت أنمّيها منذ التحاقي بكلية الفنون الجميلة إلى هذه اللحظة، فالدراسة في كلية الفنون الجميلة تساعد الفنان على توجيه قدراته بالشكل الأمثل، واستغلاله بالشكل الصحيح، أما عن اختياري لقسم "الحفر والطباعة" فقد جاء من حبي للونين الأبيض والأسود ودرجات الرمادي أو الدرجة ما بين اللونين، وأسعى كل يوم للوصول لتحقيق الرغبة التي أطمح إليها بالطباعة والمعدن بشكل خاص، فحالياً لا أدري طاقتي الفنية المكبوتة إلى أين ستصل بي».

أما عن التقنيات التي تعمل عليها وأسلوب الاشتغال بهذه التقنيات فتقول: «استخدم تقنية الحفر على المعدن، الخشب، الحجر، اللينوليوم والشاشة الحريرية هذه أربع خامات لكل منها آلية مختلفة في العمل وإحساس مختلف باللوحة، فكل خامة لها تميزها وتفردها، فالمعدن يمكن أن نُخرج منها خامات وخطوطا ومساحات معينة، وهو سهل التعديل، بينما الحجر لا يمكن تعديله بعد العمل لكن إحساسه متميز عن المعدن، والخشب يعتمد على اللونين الأبيض والأسود فقط، أما الشاشة الحريرية فتتميز بالحرفية والدقة».

كل إنسان له لحظات اختلاء مع نفسه، وفي هذه اللحظات يطرح كل منّا العديد من الأسئلة على نفسه التي لا يجد لأغلبيتها العظمى أية أجوبة، ونتيجة لما نشاهده من عوالم حقيقية وافتراضية تحلق في مخيلتنا، يعيش الإنسان في حالة صراع داخلي يمكث في أعماق الذات الفردية فيتولد من هذا كله شعور بالحزن والكآبة، ومن هذه الحالات التي تحدث لكل شخص استوحت الفنانة "هبة" مواضيع أعمالها لتنعكس على سطح لوحتها الفنية والتي اسمتها "الغربة" عن ذلك تقول: «في فترة التخرج في الكلية عملت على موضوع "الغربة"، بما يشمله من العزلة والبعد الذي يمكن أن يمكث داخل كل إنسان، فوضعتُ فرضية أن كل كائن حزين، سعيد أو مترف، يوجد كائن في أعماقه يعيش حالة كآبة وحزن وضعف وغربة عن ذاته ومجتمعه هو موجود لكن يوجد ما هو ضائع منه، وأن هناك وحدة تجمع بين جميع الطبقات وهو هذا الكائن الداخلي الموجود في كل شخص فينا، ومن قد يظهره ويخرجه هو المحيط والمجتمع الذي يعيش فيه

وتتابع بالقول: «عندما بدأت بالعمل لم اختر فلسفة معينة لكن فلسفتي جاءت من حبي للوجه وهو منطقة الفكر والمنطقة الأكثر تعبيرا التي يمكن أن توصل الانفعالات بالشكل السليم، فاللوحة التي تحرك مشاعري هي التي تحوي على "البورتريهات"، فبعد أن خرج معي هذا الوجه بمحض الصدفة أصبح يتجسد في لوحاتي كل مرة بطريقة مختلفة».

أما عن اختيارها للتخصص بقسم "الحفر والطباعة" رغم صعوبات ممارسة هذا الفن كمهنة تقول: «تقنية الحفر من التقنيات الصعبة على الأنثى وسبب اختياري لها هو حبي العميق لها على الرغم من تعرضنا للخطر بسبب تعاملنا مع مواد سامة أو ثقيلة، لكن نتيجة عمل الفنان بالنهاية تغنيه عن هذا التعب وتمنحه راحة معنوية، فحبي للوحة وحبي للحفر جعلني أتعلق بها، وهنا لعائلتي دور كبير في وصولي إلى هذه المرحلة فالثقافة الأسرية والدعم المعنوي لهما دور كبير وإيجابي في تطور القدرات الفنية لدى الفنان».

كما التقينا من أساتذة "هبة عيزوق" في كلية الفنون الجميلة، الدكتور "علي الخالد" أستاذ مدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق- قسم الحفر والطباعة: «ليس كل من يتخرج في كلية الفنون يثبت وجوده وجدارته بعد التخرج، فقد قدمت "هبة" أثناء فترة الدراسة أعمالاً منفذة بالطباعة الحجرية، الحفر والطباعة المعدنية، وأعمالاً في الشاشة الحريرية، كما أن أكثر المواضيع التي برزت فيها أعمالها هي الطباعة الحجرية والمعدنية، إضافة إلى أنها طرحت في مشروع التخرج مواضيع أثارت انتباه وإعجاب مدرسيها في الكلية، وتتميز "هبة" في عملها الفني بحساسية الألوان والدرجات اللونية، وإضافة تقنيات مركبة للعمل ما يمنحه تميزاً وقوة تعبيرية خاصة».

من الجدير ذكره أن الفنانة الشابة "هبة عيزوق" مواليد محافظة حماه– السلمية 1986، تخرجت في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق 2009، وشاركت بعدة معارض مشتركة في سورية، منها "معرض طلاب كلية الفنون الجميلة في صالة الشعب، معرض الربيع، فعاليات محترف شغل وفن مع النحات "مهند ديب"، ومؤخراً معرض "بيت منتصف الطريق" في مكتبة الأسد"، إضافة إلى معرض جماعي لفنانين شباب من سورية في "السويد".

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية