حوار مع مبدع

الجزء الأول من الحوار الذي أجرته معي الباحثة الإعلامية عباسية مدوني من الجزائر

الجزء الأول من الحوار الذي أجرته معي الباحثة الإعلامية عباسية مدوني من الجزائر

337 مشاهدة

 الجزء الأول من الحوار الذي أجرته معي الباحثة الإعلامية عباسية مدوني من الجزائر ....

كل الشكر والتقدير والمودة للأخت الصديقة عباسية مدوني .. الإنسانة التي تعرفت إليها في أولى زياراتي للجزائر ونشأت بيننا صداقة حولناها معا لأخوة نتقاسم الهموم والأهداف في رفع سوية الإنسان والارتقاء بذائقته الفنية الجمالية .. الشكر موفور للصحيفة ناشرة الحوار .. والشكر الأكبر للجزائر وشعبها المضياف الذي توطدت بيني وبينهم علاقة إنسانية قائمة على السمو بالروح والنفس فنيا لنحقق الإنسان في حضورنا الاجتماعي ...

كل الشكر والتقدير والعرفان أختي الغالية عباسية مدوني المجدة والمجتهدة. وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر ... فاشهدوا ...

الباحثة الإعلامية عباسية مدوني من الجزائر

مقالي بجريدة البديل / الجزائــر ، والجزء الأول من مضمون الحوار الذي أجريته مع الأستاذ الإعلامي والفنان " كنعان محيميد البني " من أرض الياسمين - دمشق ، في انتظار تفاصيل الجزء الثاني من الحوار الممتع والسامق مع الإنسان البهي " كنعان محيميد البني " ، آيات الامتنان لمنبر جريدة البديل والزميل والأخ " رامي الحاج "

الفنان السوري " كنعان محيميد الـبـنــي " من جيل المخضرمين

المسرح شغف والإنسانية معبر الوجود

أجرى الحوار : عباسية مدوني ( الجزائـر)

الإنسان بهذا الوجود يحيا لأجل النضال في سبيل الإنسانية ، لينتصر للحب وللحرية وللجمال ، ومهما امتدّ به العمر يظلّه شغوفا للنهل من شتى التجارب ، ليظل جسر التواصل ممتدّا في أبهى حلله الإنسانية والحياتية التي تعكس جوهره ، وتعرّي منبته الأصيل ، وحتى الظروف تظلّها الأرضية الخصبة التي ننثر بها بذور التجارب والمواقف التي تبقى شاهد عيان على أن هذا الإنسان أو ذاك ترك بصمة هنا ، ونحت ابتسامة هناك ، وأن نفس الإنسان ناضل لكسب العيش الكريم ومقارعة الواقع الأليم من شظف عيش وحرب شرسة وحرب وجودية ، لكنّه ظلّ ثابتا ، سامقا بحكمته ، محاكيا كل الدروب والأشخاص ممّن تقاطعوا معه وأغـنوا تجاربه بخاصة الإنسانية منها والفنية منها على وجه الخصوص .

الإنسان هذا المفعم بالحياة ، المكتنز بالإرادة والشغف إنّه الفنان " كنعان محيميد البني" من أرض الياسمين ، سوريا ، والذي شرّفنا بهذا الحوار على مستوى منبر جريدة البديل / الجزائر ، أنّى لامسنا شتّى المحطاّت التي ميّزت مسيرته منذ نعومة أنامله إلى يومنا هذا ، وكيف جعلت منه التجارب والمواقف والميادين الفنيّة الإنسان الممتلئ أملا ، والضاجّ إنسانية ومحبّة لأنه يؤمن تماما أن الحياة مرحلة عابرة ولابدّ أن نترك بها أثرا وبصمة تكون بعبق الورد وعطر الإنسانية .

1- كيف لك أن تقدّم لنا " كنعان محيميد البني" ؟

كنعان : بداية كل التقدير والاحترام للقارئ الجزائري الذي تربطني به القيم الإنسانية والهموم الخاصة والعامة والظروف المحيطة العامة المتشابهة إلى حد ما، لذا أتقدم منه راجيا القبول في بيتنا الإنساني بالعموم ،" كنعان محيميد البني" في خزانة تجربتي الحياتية سبع من العقود ، وزوجة صديقة تشاركنا بتأسيس أسرة ، منجزها ولدين (محمود البكر والأمان ، الثاني أماني والسلام ) ،اللذين حلقا بفضاء الدنيا ، وأصبحنا سندا لهما وللأحفاد ، أيكنا سوريا حتى الآن.

2- ماذا بإمكانك أن تخبرنا عن كنعان ؟ مساره الحياتي والإبداعي ؟

كنعان : إنسان يحاول أن يكون مقبولا من الجميع ، كما هو قبل الجميع ، أخذت مني الحياة فرح الطفولة وانغمست بالعمل ، حاولت ولكن الظرف كان أقسى، تركت الدراسة وبرعت بتعلم صناعة الأحذية لأن والدي كان حذاءً ( كندرجي ) يعيل عائلة كبيرة الجدة والدته والزوجة الأم، وثلاث إناث وخمسة ذكور كنت البكر فيهم ، العائلة موزعة مابين مدينة حماه ( مدينة ملك حماه أبي الفداء، وأم النواعير التي تشدو بنعيرها على العاصي )ومدينة مصياف الجبلية ،كما كانت العائلة تهتم بالأدب والفن الموسيقي من عزف وغناء ، وفي بلدة "مصياف" غنيت لأول مرة أمام الجمهور مقلدا فنان الشعب "رفيق سبيعي" رحمه الله بأغنية شعبية له بعنوان" يا ولد لفلك شال واتعلم شغل الرجال" التي ينتقد من خلالها الميوعة التي تفشت بين أوساط الشباب المراهق، يدعوهم لتمثل أخلاق الرجولة ، وقد مثلت بمسرحية تحاكي هموم أهل البلدة ومعاناتهم من الطرقات غير المعبدة ، وتدعو للاهتمام بنظافة البلد ، وبعد انقطاع دام عدة سنوات تابعت الدراسة بمدرسة ليلية وحصلت على الشهادة الابتدائية ( السرتفيكا) ، وكان السعد والفرحة كبيرة بالعودة للمدرسة الإعدادية أنّى كنت أدرس وأعمل حتى حصلت على الشهادة الثانوية ، لأدخل مباشرة المعهد الهندسي وتخرجت بدرجة جيد جدا ، حيث تحصلت على المرتبة الثانية على زملائي بالمعهد ، لألتحق بالخدمة الوطنية وكانت الخدمة في ريف العاصمة دمشق، هناك تابعت حضور المسرحيات التي كانت تعرض بمختلف المسارح ، وأقمت عدة حفلات بمناسبات وطنية ومسرحيات تعالج الوضع الاجتماعي للعساكر وعروضا كوميدية و انتقادية .

وبعد الانتهاء من الخدمة الوطنية ، التحقت بالعمل وتفرغت للعمل النقابي والسياسي والاهتمام بالوضع الاجتماعي والسياسي ، وعملت في صفوف الشباب كمثقف وناشط اجتماعي ،وبعد عقود ثلاث تركت العمل السياسي نهائيا وخضعت لدورات متنوعة حول المسرح محليا ، ونمت موهبتي في الكتابة القصصية ، ثم في متابعة العمل الفني من خلال عملي الإداري في نادي الفارابي الفني وشاركت بعروضه المسرحية ممثلا ومساعد مخرج ومنظم حفلات بمناسبات مختلفة ، ثم اشتغلت مع غالبية الفرق المسرحية في حماه لأشارك بدورات تختص بالمسرح من خلال اتحاد شبيبة الثورة والمشاركة بمهرجاناته المميزة بعروضها الشبابية المميزة وحصلت على جائزة أفضل ممثل فيها ، هذا وكتبت بالصحافة المحلية والعربية عن الأنشطة والمهرجانات المسرحية التي كانت تقام في مختلف محافظات القطر ، ثم أسست موقعا الكترونيا باسم (المهرجانات في سورية) الذي كان الموقع الثاني على مستوى الوطن العربي من خلال دراسة قدمها الدكتور "مجد شكير" من المغرب وقدمها في أحد دورات مهرجان المسرح الحر في عمان ، وشاركت بالعديد من المهرجانات العربية ، وأكثر البلدان العربية التي زرتها كانت الأردن والجزائر العزيزة على قلبي، إضافة لتونس، ولبنان، والسعودية.

3- معروف عنك ضمن تجاربك بالحياة إبداعا وفنّا أن دروبك تقاطعت مع الكثيرين ، ماذا بمقدورك أن تقول بشأن هذا ؟

كنعان : لقد التفتّ بشكل أوسع للنشاط الأدبي والفني ، والتقيت الكثير من العاملين بالمسرح محليا وعربيا ،وشاركت بالعمل المسرحي مع عدة فرق محليا ، سواء في نادي الفارابي, أو اتحاد شبيبة الثورة ، أو مع نقابة الفنانين بفرع حماة ، أو بالمسرح العمالي ممثلا ومشرفا ومساعد مخرج مع الفنان الشعبي "عبد الكريم حلاق" مدير المسرح العمالي حتى بداية الأحداث 2011 في سوريا ، أضف إلى ذلك العمل مع فرقة المسرح الوطني بإدارة الفنان المرحوم "سمير الحكيم" ممثلا ومساعد مخرج ، وفي المسرح القومي الذي كان بإدارة المرحوم الفنان "محمد شيخ الزور" ، ومن خلال المهرجانات تعرفت على الكثير من الفنانين السوريين والعرب وهم كثر وتربطني بهم علاقات صداقة وعمل ، لذلك تعاونت مع الكثيرين في العمل لبعض المهرجانات في سوريا مثل: مهرجان المونودراما في اللاذقية ومديره الفنان الصديق "ياسر دريباتي" ومهرجان حماة المسرحي الذي يعد من أقدم المهرجانات في سوريا ، ومهرجان المسرح الحر في الأردن – عمان ، كما ساهمت بإصدار النشرة اليومية للمهرجانات لعدة دورات وربطتني علاقة مميزة مع الفنان "علي عليان" ومع جميع أعضاء فرقة المسرح الحر ،وكذلك مع الفنان الأستاذ "غنام غنام" حيث أخرجنا له نص مسرحية "البحث عن نوفان" وتابعت الإخراج بعد وفاة المخرج الأساس المرحوم "سمير الحكيم" وحضر عرض الافتتاح في حماة الفنان "غنام غنام" ، كما تعرفت على العديد من الفنانين على مستوى الوطن العربي منهم المرحوم الأب المسرحي وشيخ المسرح العربي "يوسف العاني" ، والمرحوم "سامي عبد الحميد" رحمه الله والدكتور "حميد صابر" الذي عشنا معا فترة لابأس بها خلال إقامتي بالعاصمة دمشق ، وكذا الدكتور "عباس عبد الغني " من العراق ، وكل من "عبد الكريم برشيد" والفنانة " لطيفة أحرار" من المغرب ، ومن سوريا الدكتور "عجاج سليم " الذي شاركت معه ممثلا في مسرحية "الأشجار تموت واقفة" ، الأستاذ " عماد جلول" مدير المسارح والموسيقى ، والأستاذ " جوان جـان" رئيس تحرير مجلة الحياة المسرحية والتي أنشط بها للآن ، أضف إلى ذلك الدكتور "نبيل حفار" ، والفنان" محمد بري العواني" من حمص ، والكاتب المميز "فهد ردة الحارثي" من السعودية ، والفنان "سامي الزهراني" والفنان "إبراهيم العسيري" ، وكذلك الأستاذ "إبراهيم الحسيني" و الكاتبة المسرحية "صفاء البيلي" من مصر ، والفنانة التونسية ، سنديانة المسرح التونسي "زهيرة بن عمار" ، معرفتي ممتدة مع الكثيرين قد لا يسع المقام لذكرهم جميعا ، ومن الجزائر الأب والأخ والصديق الفنان المتميز "قادة بن سميشة" ، والأخت " عباسية مدوني" من أول زيارة للجزائر عام 2010 ، أضف إلى ذلك المرحوم الدكتور "نادر القنة" من فلسطين ، والمرحوم "قاسم مطرود" الذي استضافنا على موقع "مسرحيون" ، والأستاذ "سباعي السيد" الذي استضافنا هو الآخر على موقعه "مسرحنا" وساهمنا بالحوار حول المسرح بشكل عام، دون تناسي الدكتور القدير" سيد إسماعيل”.