مواضيع للحوار

الدكتور جبار خماط  المسرح والتنمية البشرية

الدكتور جبار خماط المسرح والتنمية البشرية

1060 مشاهدة


الدكتور جبار خماط  المسرح والتنمية البشرية

 

المسرح نيوز - الكاتب صفاء البييلي

 القسم مقالات ودراسات

بغداد - د. جبار خماط أكاديمي عراقي

لقد تمكنت الهيئة العربية للمسرح من وضع خارطة طريق مجدية نحو التنمية الثقافية في البلدان العربية، من خلال تعزيز دور المسرح في الحياة الاجتماعية والتربوية، ونشر ثقافة البحث العلمي ومسابقات النص المسرحي، فضلا عن المهرجانات المسرحية الموجهة للكبار والاطفال على حد سواء، هذا الحراك الثقافي عنصر مهم في التنمية البشرية، والتي يراد منها تعزيز الثقة بالمكون البشري وابداعاته في ايجاد بيئة ثقافية متوازنة تخاطب الشعوب؛ باستراتيجية مستقبلية، وملبية حاجات الحاضر الثقافية، فضلا عن دعم المشاريع النوعية التي تسعى لبناء مجتمعي سليم بوساطة الفن المسرحي .

لذلك يمكن ربط التنمية البشرية والمسرح، بمخرجات التخطي الثقافي، الذي ينبغي أن يحدد مسار النجاحات والإخفاقات على حد سواء، وللأسف فإننا نحدد واقع التنمية الثقافية على مقاسات من يقومون بالتخطيط وليس على حاجات الجمهور والمتغيرات المحيطة به، وبالتالي فقد أخفقت الكثير من الدول في تسويق الفن المسرحي جماهيريا، لأسباب اجتماعية وعرفية واقتصادية .

إن أساس التنمية الثقافية للمسرح، يتمثل في خلق مسار صحيح لمسرح الطفل، وصولا إلى مسرح الكبار، فما نجده – مسرح الطفل – أننا نحدد مسارات لإنتاج نشاطات فنية على مقاس الكبار، لا تتناسب مع مقاس الطفل في فكره ومخيلته وتصوره واستعداده وهذا الطفل عندما يحضر عرضا مسرحيا، قد لا يجد نفسه فيه فينقطع تواصله مع ما يقدم على خشبة المسرح، بسبب عدم الشعور بالارتياح في المكان وتتولد لديه رغبة بالمغادرة.

إن علم المسرح الموجه للطفل يقول: " إذا أردت أن تكتب نصاً للأطفال فعليك أن تفكر في الطفل والكبير على حد سواء .. كونه لا يأتي بمفرده إنما بمعيّة أهله وبالتالي لابد أن يكون العرض المسرحي منسوجا ومقدماً له القدرة على التواصل مع الطفل والكبير ليتحقق نوع من الحوار وتبادل الخبرات لأنه لابد من التوصل من ذلك للأثر البعدي بعد خروج الطفل من قاعة العرض ..

هل يمكن أن يؤسس حوارا إيجابياً بين هذا الطفل والكبير ..؟

هل بالإمكان تبادل الأفكار من خلال عرض مسرحي حقق سؤالا لدى الطفل لأن هذا السؤال يكبر معه وبالتالي لابد من اقتناعه.

إذا لابد للكاتب من التفكير بمراحل ثلاث؛ الأولى كيفية إنتاج النص وبالتالي عرضٍ موجه للطفل وماهي رسالة هذا العرض؟

والثاني: هل هي رسالة للطفل أم الطفل والكبير ؟

والثالث: هل بالإمكان قياس الأثر البعدي ؟ 

وهل هو إيجابي أم سلبي في وعي الطفل؟

وللعيادة المسرحية دوافع كثيرة لرفد المسرح العربي بتقنية وحياة مسرحية يبدعها المشتركون الذين لا ينتمون للاحتراف أو حتى من الهواة، بل هم أناس من هامش الحياة يتحولون إلى مبدعين يصنعون حياة مسرحية جديدة فيها من التلقائية والحميمية والجاذبية ما يحقق نوع من انواع التواصل الفاعل ما بين المشتركين في عرض مسرحية العيادة المسرحية والجمهور الذي يتواصل معهم.

كل هذا الاشتغال على مسرح الطفل يعزز لديه الروح الجماعية التي ينبغي أن تكبر وتتطور في سلوكه، وإنتاج عروض للأطفال داخل العيادة ضروري جدا وهو المشروع القادم في مخيمات النازحين وسيكون هناك تجربة أخرى قريبا عبر المؤتمر الطبي القادم مع أطفال "التوحد" وستكون تجربة متميزة لأنهم سيقدمون مسرحهم متجاوزين تلك العقدة الاتصالية الذهنية التي يعانون منها وهي عقدة اتصالية مكانية مع الآخر وبإمكان العيادة المسرحية تقديم بعض التمارين وبعض اللعب التي تعتمد على الأشياء وتزيد الجانب الحركي والصوتي مع نوع من التدعيم للتواصل مع بعضهم  البعض.

ونتمنى لو تحقق معهم ذلك فلسوف يكون له السبق في معالجة هذا المرض الذي يعطل إرادة الأطفال .