حوار مع مبدع

القبض على العراب فهد رده الحارثي في صوت العرب بالقاهرة والإفراج عنه بسقوط الاتهام

القبض على العراب فهد رده الحارثي في صوت العرب بالقاهرة والإفراج عنه بسقوط الاتهام

1033 مشاهدة

 

 القبض على العراب فهد رده الحارثي في صوت العرب بالقاهرة والإفراج عنه بسقوط الاتهام

الشبكة الإعلامية السعودية - سماء الشريف 

حلَ عراب المسرح السعودي "فهد رده الحارثي" ضيفاً على موجات صوت العرب في برنامج "ضبط وإحضار" بمعرفة الإعلامية القديرة "آمال علام" .. حيث تم ضبط وإحضار الكاتب المسرحي والمخرج السعودي "فهد رده" وقدمت خلالها مجموعة من الاتهامات على طريقة البرنامج وأعطيت للضيف فرصة للدفاع والرد والحوار عن المسرح السعودي .

 بدأ الحوار بصحيفة الحالة الاجتماعية التي جاء فيها :

الاسم : فهد رده الحارثي كاتب ومخرج مسرحي من مواليد الشهر الخامس من عام ٦٣ م برج الثور 
ترتيبه الثاني بين إخوته ، والده كان موظفاً في عمل حكومي ثم متقاعد .
-
من مواليد مدينة الطائف السعودية ، التي تحدث عنها العراب واصفاً إياها : " الطائف مدينة جميلة موحية ، مدينة زراعية وجبلية ، قربها من مكة يضفي لها جمالا ، هي بستان مكة ، أهل مكة يصطافون فيها دائماً وكل خيرات الطائف تذهب إلى مكة ، حيث نشعر أننا جزء من مكة ، مدينة تدعوا للبهجة دائماً وهي مدينة للمبدعين يعود ذلك ربما لجوها الجميل طوال العام وأمطارها المستمرة ، المزارع والجبال تضفي على الإنسان جمالاً آخراً " .

-
  كما تحدث عن البيت الذي تربى فيه : " واصفاً ذلك بالعودة إلى ذاكرة عريقة ، فالطائف من المدن الحجازية التي تتميز بالبناء وتتميز بالعلاقات الحميمة بين أهل الحي نفسه وتتميز بالحالة الإبداعية لابد أن تجد في كل بيت شاعر ومطرب وفنان وأديب وحكيم ومجنون .. ، السرد لاينقطع وهو سمة في العالم العربي أجمع والسعودية مثلهم فالتكوين واحد ، وفيها يتميز البناء وتلاصق البيوت وتقاربها وكأنها حمامات تصحو صباحاً لتنوح ثم تصبح قمريات في منتصف النهار ثم تغيب كماتغيب الشمس في جمال وبهجة ، مدينة الطائف مدينة آسرة بطبعها ، وادعة أيضاً ليست من المدن الصاخبة والمزدحمة والملوثة ، مدينة فيها الكثير من الحقيقة يوصف أهلها بالصرامة لأنها مدينة تحب الحقيقة "

-
  أما عن هواياته فقد كرر وردد كلمة واحدة " القراءة القراءة القراءة ولازالت " منذ الصغر منذ سن مبكّر جداً .. قرأ العراب وهو في سن صغير ولم يرشده أحد لذلك أرشدته فطرته فقط ، يقول عن ذلك : " كان هناك رجل جاهل أمي لايقرأ ولايكتب لكنه يبيع الكتب المسترجعة كان يذهب إليه باستمرار في تلك المرحلة ، وكانت فترة رواج للمجلات الخاصة بالطفل : "مجلة سمير" كانت من أكثر الأشياء التي تشده لأن فيها مواضيع ثقافية تمنح معلومات تختلف عن سوبرمان وميكي ذلك لأنها تمنحه مادة يقدمها في إذاعة المدرسة ، ولكن لم تسيطر عليه أي شخصية كرتونية ، حتى مجلة سمير لم تكن سوى مادة ثقافية فقط ، ومجموعة " تنابلة السلطان " : كانت مادة بالنسبة له يأخذها ليكتبها ويلقيها في الإذاعة المدرسية ، أما المغامرون الخمسة فكانت نوعا ما فقط ، وكل ذلك لم يدم طويلاً حيث أنه مع نهاية المرحلة الابتدائية بدأ بالذهاب لمابعد ذلك وربما كان ذهابه لمنطقة خطيرة في تلك الفترة "

-
  الحالة الاجتماعية : متزوج 
-
  عدد الأولاد لايوجد ومستمع بذلك لأن الأبناء برأيه : في هذا الزمن أصبحوا عبئاً كبيراً جداً ، لم يعودوا الأبناء السابقين 

-   تحدث عن كيفية استمتاعه بالحياة في هذه المرحلة مؤكداً أنه متصالح مع ذاته منذ زمن بعيد ، قرر هذا الصلح وذلك لإيمانه : ( أنك لن تخلق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) لن تقدم ولن تؤخر هي مشيئة الله في كل الأمور إن رضيت فلك الرضا وإن سخطت فلك السخط ، أنت وماتريد فتصالح مع ذاته وبدأ بعدم الزعل أو العتب من شيء يقيناً أنه سيأتي به الله ، وسيفرجها .
-
  لم يكن متزوجاً عن حب بل كان زواجاً تقليدياً عائلياً من ابنة خالته ، ومتأخر فيه ، واصفاً ذلك لانصرافه للمسرح وقد أكله المسرح وأكل وقته وأشياء كثيرة في حياته حيث لم يتنبه إلا في سن متأخرة أنه لم يتزوج ، كان وقتها كل إخوته قد تزوجوا فتنبه للأمر وربما لم يتنبه بل نُبه إليه ثم تزوج .

-
  علاقة فهد رده بالمسرح علاقة ممتدة لثلاثين عاماً ، ممتدة ومتواصلة لم تتوقف ، ولم يدرس المسرح فدراسته في اللغة العربية وآدابها ، وعمل بالصحافة لفترة طويلة بالإضافة لعمله ، كما كتب في جميع الجوانب دون تحديد في البداية كمراسل ثم بعد ذلك ككاتب في أكثر من صحيفة ، كتب أعمدة كثيرة أو صفحات كاملة تهتم بالأدب أو غيره يقوم على إعدادها كاملة تكون مختلفة في شكلها ونموذجها ، واشتغل لفترة طويلة في جريدة عكاظ ثم البلاد وهما أكبر صحيفتين رغم أنه تنوع في أكثر من صحيفة بعد ذلك .

انتقاله من الصحافة للمسرح
تحدث العراب عن البدايات فذكر أنها : كانت من المدرسة في عمل أو عملين رغم أنه لم يشده الأمر كثيراً، بدأ كطفل يمثل في المدرسة لكنه توقف وظل مخلصاً لقضيته الأولى وهي القراءة ، في فترة معينة تعرف على جمعية الثقافة والفنون ، وهي مرتكز للفنون والآداب والثقافة في مكان واحد بمايشبه قصور الثقافة في مصر ، حيث عُين فيها مقرراً للجنة الإعلام والنشر ، بناءاً على عمله الصحفي ، هذا دعاه ليلتصق بكثير من الفنون عن قرب ، شده الشعر الغنائي في مرحلة البداية وليس النبطي كوّن النبطي بعيداً عن قراءاته للفصحى والبعيدة عن العامية التي تعارضها فهي ليست في اتجاهه أو نسقه الذي يعمل فيه ، اقترب من المسرح أكثر وأكثر إلى أن عمل صفحة للمسرح بجريدة البلاد السعودية ، كانت أول صفحة مخصصة للمسرح ، من هنا انطلقت ثقافته المسرحية ، وبدأ التكوين .. عندما انغمس في التجربة الأولى ، كان يكتب شعراً ويكتب القصة لكنه لم يكتب مسرحاً فكانت أول تجربة له " يارايح الوادي " كتبها وذهب بها لمختصين وتحمسوا لها ، ونجاحها كان ورطته في المسرح ، من هنا بدأت ورطته العظيمة في المسرح والذي أكل جزءاً كبيراً من حياته .

"
ثلاثون عاماً " مسرح قضاها فهد رده الحارثي ويقول عنها : أنها عشقه الأول وبيته الأول ، المسرح مجال خصب جدا ..
وقد أنجز من خلاله الكثير جداً (٥٠) عمل مسرحي ، مايتجاوز ٢٠ جائزة عربياً ودولياً ، ٣ تكريمات عربية ، عروض في ٣٣ مدينة عربية ، و١٢ مدينة سعودية ، ١٢ إصدار مسرحي ، والثالث عشر سيأتي قريباً وسيحتفل به إن شاء الله ،

كما أكسبه حباً عظيماً وأصدقاء ، عمله قائم دائماً على مشاريع وليس لمجرد العمل بل دائما هناك مجموعة ومشروع ، ومايراد تحقيقه : استطاع معالجة كثير من الحالات الإنسانية من خلال المسرح ، أضاف إلى الكثيرين إضافات مهمة في تصوره من المسرح ، وأضاف له المسرح الشيء الكثير في حياته وعمله ووقته بمعنى أنه عاش عمراً كاملاً في ذلك المكان وسعيد بماحقق .

استطاع فهد رده أن يقدم الدفوع المناسبة خلال استجوابه في الضبط والإحضار .

وبسؤاله عن تجربة السجن هل جربها قبل ذلك أجاب أنه : سجن نفسه بسببه وليس بسبب شيء آخر ، يميل للعزلة عند ما يكون لديه مشروع معين ، عند إحساسه بحالة نفور من المجتمع حتى لا يسيء لأحد يعزل نفسه لفترة معينة يسترجع فيها ذاته ويسترجع فيها أدواته ، يسجن نفسه لوقت قصير يوم واحد فقط ، يستمتع بعزلته في فترات ، غير ميال للصخب رغم أن المسرح صاخب لكنه لايميل للصخب ولايميل للحفلات الكبيرة المزعجة دائماً يميل للهدوء والسكينة بطبعه ، محب للأماكن الهادئة أكثر من الأماكن الصاخبة ، ربما المسرح وتأثيراته وصخبه أثر على هذه القضية لكن عندما يسجن نفسه يسجنها للتأمل ، أيضاً فترة روحية كاملة ليست فترة انعزال عن الآخر ، هي في تصوره فترة استرجاع لأوراق وأدوات ،، يراها مهمة لكل إنسان ينفرد بنفسه ليحاسبها على ماقدمت وما أعطت .

في حالة سجنه لنفسه يسمع الكثير من الأغاني وقد يقع اختياره لأي أغنية لعبدالوهاب دون تحديد .. 

رد على الاتهام الأول الموجه للمسرح السعودي
أنه وعلى الرغم ممايقدم من الأشياء المحلية وبعض الاجتهادات إلا أنه لم يستطع أن يصل إلى مايريد أن يصل إليه .. 

قال في رده عن ذلك : إن المسرح السعودي وصل لحلمه بدون شك ، ودليل ذلك أن المسرح السعودي حقق في العام الماضي مايقارب خمسين جائزة عربية ودولية ، مسرح جمعية الثقافة والفنون ومسارح الجامعات الشبابية في المشاركات العربية ، وهذا رقم كبير يعطي معياراً ولكنه يحتاج إلى الكثير ، المسرح مشروع دولة لايقوم دونه بمعنى أنه يجب أن توفر الدولة الأرضية المناسبة والدعم المناسب حتى ينطلق المسرح ، المسرح السعودي قديم جداً في تاريخه .. هناك وثيقة للدكتور "سيد علي" من مصر تثبت أن المسرح كان موجوداً قبل قيام الدولة السعودية ، أي أكثر من مئة عام ، مئة عام لكنها لم تصنع تجربة ، لم تصنع عمق ، لم تصنع تأثر وتأثير ، لازالت محاولات ، لازال الجميع يعمل باجتهادات فردية ، دون أن يكون هناك مشروع وطني للمسرح تحديداً ولدعم أرضيته ونشاطاته وخطط تتحرك به ولذلك سيظل قائماً على الاجتهادات ، المسرح السعودي هو المناضل الأكبر في المسرح العربي ، هناك من يحفر في هواء وماء وصخر لكي يقدم تجاربه ، لايوجد قيود على المسرح السعودي لكن لايوجد دعم .

ورداً على الاتهام القائل : " إن هناك قيوداً على المسرح السعودي بدليل أنه لايوجد فنانة سعودية شوهدت من خلاله

يقول : " نتفق أولاً أنه ليس من اشتراطات المسرح المرأة ، المسرح فن يستطيع أن يقدم نفسه بكل حالاته ، بمعنى أن الحالة الإنسانية ليست بحاجة ، البكاء صفة مشتركة وكذلك الضحك والألم ، والمرأة لانستطيع أن نفصلها عن الحياة فالكاتب المسرحي ليس مزوراً بمعنى : المرأة ليست موجودة في نسيج الحياة الواقعية للمجتمع السعودي ، ليست موجودة مع الرجل في المقهى ولا العمل وليست موجودة في الشوارع كقيادة السيارة وهذا فيما سبق طبعاً ، وبالتالي إحضارها على المسرح سيكون افتعالاً ، أما الآن فالموضوع اختلف كثيراً فهي موجودة معه بالمقهى والعمل والمسرح وفِي الأعوام الأخيرة أصبح هناك عدد كبير من الكاتبات ومهندسات الديكور والماكياج ، وقريباً جداً أن ستكون الساحة ثرية بعدد كبير من الكاتبات ، المرأة السعودية نشيطة طموحة ، تحاول أن تثبت نفسها باستمرار وهذا دافع مهم للغاية لكي تقدم نفسها بصورة مختلفة ، رأينا في الرواية وفِي القصة وفِي الشعر وفِي الفنون التشكيلية مجموعة من العباقرة ويتصور أن الدافع الأساسي لهم إثبات أنهم لاينقصهم شيء عن الرجل ، ولديهم تجربتهم التي يقدمونها ، وفي النقد المقدم لهن ففِي العمل الإبداعي لابد أن يكون النقد دون رفق ، لافرق بين رجل أو امرأة ، لايوجد هناك تصنيف في الجانب الإبداعي حيث انه لايجب ان يصنف ، هناك إبداع فقط ، وبالتالي المحاسبة على الإبداع

ويمكن للكاتب المسرحي وهو يكتب للمسرح ولديه شخصية نسائية غير موجودة في نسيج الحياة المجتمعية يمكن أن تأتي بالمروي وذلك أجمل لأنها تأتي بالخيال ، وهناك حيل كثيرة يمكن من خلالها ذلك ولكنها ليست المشكلة ، فالمسرح فن وهذا عنصر من عناصره إذا استطعت الكاتب الالتفاف عليه وهي غير موجودة في تجربته ولا يريد أن يكون غير صادق وبالتالي لا يريد أن يزيف وجودها على المسرح .
الآن هي موجودة منذ خمس سنوات وهناك حراك وهي موجودة في كل شيء متفاعلة ولديها شيء كثير ، معظم المبتعثات يحصلن على جوائز عالمية على دراستهن ، معظم الدكتورات المبتعثات للخارج حققن مرتبة الشرف الأولى من جامعات معترف بها عالمياً ، المرأة لاتقل بأي حال من الأحوال عن الرجل إن لم تتفوق عليه و بكل صدق ، هي متفوقة على الرجل في أشياء كثيرة جداً

من الاتهامات المقدمة تأثير اللغة على المسرح السعودي في انتشاره ؛ 
لكن العراب لايتصور ذلك ، وذلك أننا في السعودية لدينا لهجات متعددة لاتساع الرقعة الجغرافية وامتدادها وعدد السكان حيث اقترب العدد من الثلاثين مليوناً ، هناك تنوع هائل للهجات حتى المفردة أحياناً مفهومة لسكان منطقة عن منطقة أخرى يصعب عليهم هذا الأمر ، وقد استطاع بصورة خاصة أن يحل هذا الإشكال في نصوصه من خلال الكتابة باللغة العربية البعيدة عن الألفاظ الصعبة والمقعرة والتي تحتاج القواميس بل هي لغة الصحافة حيث يشعر أنها لغة المسرح التي تصل إلى الآخر وتكون ممتعة في ذات الوقت بلفظ شاعري جميل بأسلوب معين ، هي محاولة ارتقاء بالذائقة ، كيف نستطيع ان نطرح مواضيعنا وأمورنا من خلال هذه اللغة ويتصور انها مهمة تكاتف فريق عمل .

هناك أعمال سعودية مسرحية تعرض وتحمل نفس معاناة الشباب في الوطن العربي حيث أن المعاناة والهموم واحدة لايوجد اختلاف وهذا عكس الفكرة السائدة عند البعض :
يقول العراب رداً على ذلك : "الخليج دائما يعاني من الرؤيا المُسٓبقة عنهم و ليس من الجميع لكن البعض ، حيث أن هناك من يأخذ النظرة من قناة فرنسية وهذه إشكالية بالطبع ، أو من ينظر للخليج أنهم بئر بترول فقط ، ربما بعض الأشخاص ساهموا في هذه النظرة من الذين يسافرون للسياحة للدول العربية أو الغربية في طريقة إنفاقهم للأموال لكن هذه ليست حالة اجتماعية وليست حالة مجتمعية ، ففي كل الدول الخليجية بمافي ذلك السعودية وهي الأكبر مساحة وعدد السكان هو إنسان يعاني ويكدح ويتعب وكل شيء موجود ، وهو إنسان في الأخير وهناك كثير من الشباب وكثير من الوعي ، والسعودية دولة شابة نسبة الشباب فيها ٦٠٪‏ تقريباً ، وهم من سيقود المرحلة القادمة وهيئوا لهذا الأمر وهناك طاقات ابداعية كثيرة موجودة في الشباب ، وهناك قدرات ، ومن أهم الأشياء الموجودة في السعودية الإيمان بدور الشباب ، والجيل القادم تكنولوجي بالكامل ، والميزة لم يحصل صراع عنيف بين الأجيال ، الجيل القديم آمن بالجيل الحالي ، وآمن بهذه التقنية التي يستخدمها ، جيلنا القادم تقني بامتياز في كل الأمور وهي أداته ، لم يعد في ثقافتنا وليس في فكرنا لكنه نسيج آخر مختلف قادم للمرحلة القادمة للقرن القادم ، لكن يبقى بالأخير إنساناً لديه كل الظروف التي تحدث في العالم كله ، يوجد فقراء ومعاناة وبطالة وكل الأشياء الموجودة في اَي مجتمع ، هي موجودة لدينا الاختلاف نسبة وتناسب فقط ، في العقلية التي رسخت في الذهنية العربية إن هذا الشخص الخليجي هو مجرد بئر بترول ممتلئ جاهل أمي لايفهم، وهذه تضايق جدا والبلد التي لديها مثل هذه النظرة لا أعود إليها مرة أخرى لأنها نظرة مؤذية مقلقة لا أحبها وحاولت معالجتها في أكثر من عمل ، كما حاولنا معالجتها عن طريق الأفلام السينمائية فيما نبثه وهي لابد ان تتغير بشكل أو بآخر وهي ليست عامة وبالذات مع وجود مكة والمدينة وعدد كبير من المعتمرين والحجاج يَرَوْن الصورة على حقيقتها يلاحظ الفرق الكبير ويلاحظون ان كل من يقوم على خدمته سعودي من يخدمه بالفندق من يقود سيارة الأجرة سعودي ولكثرة أعداد الحجاج ربما لايستطيع تغطية العدد ولايمكن ملاحظتهم لكنه موجود ، وفِي البيوت أصبحت العمالة الآن خفيفة للغاية ، قبل عشرين عاماً كانت حتى بيوت الفقراء فيها خادمة أجنبية ، الآن بالكاد وجود ذلك ، نظراً للاشتراطات الموجودة والتكلفة والعبء المادي الذي أصبحت لاتتحمله الأسر ، الظرف الاقتصادي حكم كثير من الأمور ، ماهو قادم سيكون الأجمل ، حيث تم سَعوَدَة الكثير حتى الوظائف الدنيا والأعمال اليدوية بدأت كلها تتسعود .


كانت إجابات العراب مقنعة بنسبة ٩٠٪‏ تمكن من الرد على الاتهامات الموجهة له .. أشادت بذلك الإعلامية المضيفة أ. آمال علام خلال الحوار .. لتنطلق حيث جانب آخر تحلق من خلاله معه فأخبرته أن من حقه أن يستضيف شخصيتين للجلوس معه وزيارته في ضبط وإحضار وهو مسجون ؟.. 

حدد العراب "فهد رده" صديقه "أحمد الأحمري" ليكون الشخص الأول بالنسبة له كونه رفيق تجربة ومشوار ، مخرج مسرحي هام ، قضى عمره معه وبدأ تجربته معه ولازالت مستمرة حتى الآن ، يشعره بدور الأب دائماً ، إنسان حنون للغاية ، يرتاح حين يجده ، الوحيد الذي ممكن أن يحكي له .

الصداقة مهمة جداً في حياة العراب ، لايختار لكن الصديق هو الذي يختاره ولكنه يصفيه بعد ذلك من حيث الاستمرار أو عدمه ، لم يحصل له خلاف مع شخص أو قطيعة لكن حصلت التقاءات كثيرة ، وهناك ناس ملتصقون ليسوا قريبين أو العكس ، هناك " قرين الروح " الذي لايفارقك أيضاً ، هناك من لايتركك ينبهك لأخطائك لأمورك ، يحصل حالة تبادل حوار هو قريب لدرجة الشعور أنكما شخص واحد ، فالصديق له دور كبير في الحياة ، أحمد الأحمري شخص مرح جداً والعراب شخصية جادة لديه الكثير من الجدية وهو يستطيع أن يحيله من حالة إلى حالة وهذا شيء مهم بالنسبة له جدا ، هو الذي يخرجه عن طوره في حين أنه يدعي أنه قادر على إمساك ذلك ، يتحكم بعقله كثيرا ، فالعقل لديه بالمرتبة الأولى وهو السجان العظيم الذي يحبه كثيرا ويقيد كل خطواته ويتابعها بدقه، فيأتي صديقه الأحمري ليحرره من سجن العقل ، أما القلب فلايستطيع أن يسيطر على عقله ولم ينجح في أي مرة ، يتاح له مساحة من الحرية التنفس لكن قيود العقل صارمة جدا ، ويتحكم فيه بصورة جيدة للغاية ينظم جميع اموره بصورة أيضا جيدة ، يحترمه كثيرا رغم أنه سجان عظيم وصلف وعنيد .

لم يشعر العراب بالرغبة في الجنون كفنان حيث أنه فنان والإبداع شيء بوهيمي يأتي من إطلاق العنان ، وهذا السبب في احترامه لعقله ، فالفنان يمارس الحرية والجنون والبوهيميمة ، لكن هذا السجان جعله محترما له ومحترما للآخر ، كما نظم أموره بشكل جيد، أموره المادية والحياتية والكلامية والعاطفية، لم يترك له فرصة لكي يندم أو يتحسر ، هو نظم هذه الأمور كلها هو يصنع سورا لحمايته، ولذلك يحترمه ، وفِي هذا السياق يعتبر نفسه انه يميل لكونه محافظاً في كثير من الحالات .

الصديق الثاني الذي طلبه العراب كان والده ، يراه والده وقرة عينه حبيبه ويحبه كثيرا لايستطيع الابتعاد عنه، ووالده يعيش في ظرف صحي صعب منذ ثمانية أعوام ، يحس به كثيرا ويحبه كثيرا في كل مرة ، لم يدلله أبدا لكنه عامله كإنسان منذ الطفولة عامله كرجل ككائن مستقل ، منذ الطفولة لم يفرض عليه شيء ، لم يجبره على شيء وكأنه كان يشعر باختلافه ، رغم أنه كان رجلاً بسيطاً كادحاً كان يدفع أموالا طائلة ليشتري الكتب أو يؤمن لنفسه ظرفا مفاجئا دائما ، لم يمنعه من صديق يوما ، لم يمنعه من اَي تصرف ، لم ينبهه لشيء ، دوما لم يفرض عليه شيئا إطلاقا في اَي شيء من أشياء الحياة ، هو رجل بسيط في تعليمه لكنه عظيم عظيم في حكمته وفِي تصرفه ، قريب منه جدا دائما ملتصق به .

أما من الخيال الذي أعطي العراب كنوع من تسلية الوقت فرصة لاستدعاء مايريد فكان من الصعب أن يستحضر أحدا منهم لكثير من الأمور التي تجول بذهنه وكثير من الشخصيات التي قرأها بالروايات وذلك لصعوبة الاستحضار الآلي والسريع ولكثرة تداخل الصور والرسائل في وقت واحد .


بسؤال العراب عن عبارة ؛ كان نفسي أقابلك لمن يقولها ؟ 
أجاب أنه حظي بلقاء كثير من كبار أدباء الحجاز والمملكة والفنانين ، التقى بهم وكذلك كبار الصحفيين في فترة معينة ، الشخصية التي أحبها كثيرا والتقى به اكثر من مرة لكنه أحبها هي شخصية الأديب الوزير الراحل غازي القصيبي شخصية تمتلك الحضور البسيط الجميل والأنيق وببساطة عميقة للغاية رجل من أجمل الناس لايشعر بالضجر شاعر في مكان الشعر ومسؤول في مكان المسؤولية وهذه النوعية من الرجال لاتتكرر ... 

وفِي حال تقديم هدية له مغناة على طريقة البرنامج اختار العراب أغنية لوردة يحبها كثيرا ( اسمعوني ) يحبها ولايعرف السبب ... كانت هديته للقصيبي .

الاتهام الآخر الذي واجهه العراب يقول ؛ إن الفنان السعودي بعيد عن قاعدة الوطن العربي له عالمه الخاص عدد قليل اثنين أو ثلاثة ربما لهم شعبية كبيره في الوطن العربي .. فهل هناك أسباب محددة لذلك ؟

العراب لايتصور ذلك ، يراهم متواجدين ، ولكن المسرح أساسا مقصى في العالم العربي كله بمعنى ان كثيرا من نجوم العالم العربي لايعرفهم الكثيرون يعرفهم المسرحيون فقط ، دائرة المسرح لاتزال ضيقة في العالم العربي يعرفون بعضهم في المهرجانات لكنهم بعيدين جدا عن الحالة الإعلامية التي تبرز الفنان الغنائي بالرغم من وجود القنوات الفضائية وربما وسائط التواصل الأخيرة من تويتر والفيس بوك وانستقرام ساهمت في تقريب الجميع وسد الفجوة الى حد كبير ، المسرح في هذا الزمن جيل نخبوي خالص ، مدينة يسكنها مليون شخص لن يحضر جميعهم عرضها المسرحي سيحضره نخبة منهم فقط ، والحالة في الفعل المسرحي تبدأ الى زوال ومثال ذلك مسرحية مدرسة المشاغبين رغم عرضها كل عيد لكن من يشاهدها الان لايتقبلها كما كانت في وضعها السابق لان مادة المسرح متحررة ومتحركة ليست كمادة السينما فالمسرح خاص جدا صعوبته في تلقيه المباشر ونوعية جمهوره وهو تعب لذيذ في آخر الأمر .

يرى العراب فهد رده أن : قراءة المسرحية غير ممتعة لمن لايعشق المسرح أو يعرف تفاصيله ، النص المسرحي نص ميت إن لم يعرض سيبقى ميت في كتابه ، وهو ليس فناً ممتعاً في القراءة ، المسرح الذهني يشكل متعة عظيمة للمسرحيين وليس لغيرهم .. والكاتب يكتب دون تفكير هل ستكون مسرحية مكتوبة أو مرئيّة لافرق ، هو يكتب فقط وهذا مايفعله العراب هو يتنفس الكتابة ، ولايفكر ماسيكون بعد ذلك ولايضع في ذهنه ذلك ، هو كمسرحي يحب ان يقرأ النص المسرحي ولكن يختلف ذلك للأشخاص الآخرين ، الفرق أن المسرحي يقرأ ويتخيل مايحدث على خشبة المسرح وهذه حالته الصعبة ، ويظل المسرح متعه في قراءته وكتابته وتنفيذه ، والحالة المثلى له دوما عندما يقدم على خشبة المسرح .

كانت الدفوع رائعة التي واجه بها العراب كافة الاتهامات التي قدمتها القديرة آمال علام حين أعلنت ذلك واستكملت بسؤاله عن مدى رضاه عن حياته: ليجيب عراب المسرح عن رضاه التام بنسبة ١٠٠٪‏ وهو مؤمن وراض بقضاء الله 
ولو عاد به الزمن لن يغير شيئا ، سيكرر نفسه من جديد بنفس الأخطاء ، ونفس الأشياء الله منحه الكثير وهو مستمتع بذلك ، ولو عاد سيعيد كل ماسبق مرة اخرى 

وفِي نهاية اللقاء كتب العراب على جدار استوديو (٥) لمن سيأتي بعده في ضبط وإحضار : "تم ضبطي وإحضاري إلى هنا وأنا بريء جداً وخرجت وأنا بريء جداً، أشكركم أشكركم وأشكر هذا المكان الحميمي الذي ُوجدت فيه الآن وأتمنى ان أكررها مرة اخرى وأن استمع إلى ألق صوت العرب الذي ظل ملتصقاً بذاكرتي وبسمعي فترة طويلة " .


وبناء عليه فقد تم إغلاق المحضر والذي تم فيه اتهام "فهد رده الحارثي" الكاتب والمخرج السعودي ، ولكنه استطاع بكل حِرفية أن يخرج بريئاً من استوديو (٥) على أن يضيف مايريد أن يضيفه : والتي اكتفى فيها بالشكر للإعلامية "آمال علام" على جمالها وروحها ونقاشها الرفيع المستوى الذي أثاره وجعله يصل إلى هذه الحالة فالمتحاورين عندما يكونان في حالة واحدة يحصل اشتباك وفض اشتباك ... وعلى ذلك تم التوقيع في ساعته وحينه وتم الإفراج عنه على أن يعود لصوت العرب في الوقت الذي يتم طلبه .

 

 

http://www.smn-sa.net/new/s/2157