مواضيع للحوار

اللهم إني صائم  العشر المسرحي والختام المسك وبوابة التجديد والعطاء

اللهم إني صائم العشر المسرحي والختام المسك وبوابة التجديد والعطاء

1288 مشاهدة

اللهم إني صائم  العشر المسرحي والختام المسك وبوابة التجديد والعطاء

( اللهم أني صائم )

الحلقة ( ١١ )

( المسرح والمرأة )

التاريخ مجحف تماماً بحق المرأة في المسرح فمنذ عهد اليونان كان لا يمكن للمرأة الصعود على خشبة المسرح، لأن دور المرأة في المجتمع كان مقيداً تماماً من عدة نواحي، كانت المرأة في مرتبة دون الرجل في ذلك العصر، كما اعتبر تواجد المرأة أمراً خطيراً جداً واعتقدوا ان اداء المرأة علناً أمام الناس سوف يحدث أضراراً كثيرة في تركيبة المجتمع مما اجبر الرجال على اداء الأدوار النسائية، هكذا كان الأمر عند الرومان أيضاً وأستند اليابانيون في مسرح النو والهنود أيضاً في مسرح الكثاكالي على مثل هذه العادات والتقاليد وأسندوا ادوار المرأة لرجال المرد .

في العصور الوسطى لم يكن حظ المرأة كبيراً في مشاركة الرجل المسرح نظراً لان هناك تصور بأن المسرح يناسب الرجل اكثر من المرأة، المرأة في تلك العصور كانت مستضعفة ومكانتها الاجتماعية لم تكن قوية وصوتها ضعيف جداً، الكاتب الألماني " هروثسفيثا " ادخل الأمل في قلوب النساء بعد ان بدء في كتابة العديد من النصوص التي ادخل بها العنصر النسائي وقدمهم بشخصيات قوية ونبيلة.

الغناء كان هو المدخل لصعود المرأة على خشبة المسرح، من خلال الأوبرا التي هي عبارة عن حفلة موسيقية غنائية يقوم بالغناء بها الرجال، استطاع النساء في القرن السابع عشر في أوربا اختراقها وأقيمت حفلات مشتركة مابين النساء والرجال مع اعتراض الكنيسة المسيحية الصارمة على ذلك ومطالبتهم بأن يقوم الرجال بالغناء فقط، الكاتبة " أفرا بيهن " تعتبر اول كاتبة نسوية محترفة في ذلك الوقت وقد اعتبرت جراءة كبيرة منها ان تكتب للمسرح في وسط رجالي بحت كان يحتكر الكتابة للمسرح، استطاعت أيضاً المرأة في هذا القرن ان تصعد لخشبة المسرح والغريب في الأمر انها صعدت لخشبة المسرح لتمثل الأدوار الرجالية.

مع مرور السنين بدأت المرأة تكسب كثيراً من القبول على خشبة المسرح، في القرن التاسع عشر دفع الحضور النسائي الكثيف من الجمهور لتغيير ديناميكية المسرح فأصبح حضور المرأة على خشبة المسرح اكثر وللأسف بقي الحضور من خلال تأديتهم للأدوار الرجالية.

مع مرور الوقت وظهور اتجاهات مختلفة من المسرح تحررت المرأة وأخذت وضعها الطبيعي في المسرح كما ان التاريخ يشير الى ان اول امرأة قدمت دور نسائي خالص باللغة الإنجليزية هي الممثلة ( مارغريت ) التي قامت بدور دزدمونة في مسرحية شكسبير الشهيرة ( عطيل ) وهي في سن الثلاثين، ليس هناك شك في أن النساء جزء كبير من المسرح اليوم ويشاركن في المسرح بكل الطرق وفي مختلف المهام، لم يكن الطريق سهلاً لهن لتحقيق ذلك، من المؤسف أن المسرح كان تاريخياً غير عادل بالنسبة للنساء، مع ذلك كان هناك الكثير من النساء الذين أحبوا المسرح لدرجة أنهم شعروا بالحاجة إلى تحدي كل العوائق الاجتماعية والثقافية لممارسة المسرح.

رغم وجود المرأة في المسرح السعودية من خلال الإخراج، الكتابة، الديكور الأزياء، خلال السنوات الماضية، خلال العامين السابقة حدث الأهم وهو أنه استطاعت المرأة السعودية ان تشارك الرجل على خشبة وأصبح ذلك نقطة تحول كبيرة في المسرح السعودي، بقي الأهم هل سوف نشاهد جائزة تمثيل لاحد العناصر النسائية السعودية في احد المهرجانات العربية قريباً بعد ان حرمت السعودية كثيراً من المنافسة على مثل هذه الجوائز ، ما أقول الا ( اللهم اني صائم ).

 

الحلقة ( ١٢ )

( المسرح والشللية )

الانسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش وحيداً ويشعر انه في أمان عندما يكون في مجموعة ما، والمسرح عمل جماعي يعمل به مجموعة من الناس لإظهار منتوجهم النهائي للجمهور ومن خلال الفعل المباشر لذلك فهو لا يزال مطلوب و مرغوب من قبل الانسانية وتحث عليه كل المجتمعات المدنية وهذا ما يحدث على سبيل المثال في العالم في مجال الرياضة، أيضاً تجد اغلب المجتمعات الراقية تزدهر بها هذه الأفعال الجماعية، بسبب هذه الجماعية كان لزاماً على المسرحيين ان يعملوا في جماعات وهذه الجماعات لا تنتج الإبداع والجمال الا من خلال التجانس بين الفريق الواحد بالأفكار والمبادئ والتوجهات، لذا نرى جل الفرق المسرحية تأسست من خلال مجموعة وفريق من المسرحيين لهم نفس الأفكار والتوجه ومن منهم خرج عن افكارهم ولم يذوب في المجموعة لم يستطع الاستمرار معهم وترك الفريق ، بالعموم ارى ان الشللية امر إيجابي في اغلب الفنون ومن ضمنها المسرح، نحن هنا نحكم فقط على نتاج هذه الشللية هل ما نراه ويعد نتاجاً لشللية هل هو مسرح ام ليس مسرحاً ؟، من وجهة نظري كل ما يؤدي الى نتائج جيدة في المسرح هو امر حسن ويجب المحافظة عليه وكم كبير من الاعمال الرائعة صدرتها لنا ما اطلق عليها ( الشلة ) كانت رائعة و مميزة ولها بصمة واضحة في مسرحنا العربي، الفرق المسرحية التي تتأسس تحت بروتكول معين ومبادئ من الصعب اختراقها من الخارج ويجب على الوافد الجديد ان يبذل مجهود كبير لإقناعهم في الدخول داخل محيطهم، كما اعتقد اننا يجب علينا نحن كمسرحيين عرب ان نعترف اننا نحب الشللية ونسعى لها دوماً لأننا نؤمن بان نتاجها جيد، عملي، نقي، أمن، هناك العديد من العوامل عززت مبدء الشللية في العالم العربي في المسرح منها :

١- عدم وجود تنظيم للعمل المسرحي في اغلب الدول العربية .

٢- الاحتراف المسرحي اصبح في المسرح مشوه .

٣- شُح الموارد المالية للفرق جعلها تعتمد على الانتاج الشخصي .

٤- دور المؤسسات المعنية في المسرح اصبح ضعيفاً جداً .

٥- النظام الاداري لتكوين الفرق المسرحية في الدول العربية غير واضح المعالم .

ربما العديد من المسرحيين يرى ان الشللية تقتل الموهبة وانا ارى عكس ذلك اذا كنت موهوباً و مبدعاً بشكل كافي تلقائياً الشلة سوف تبحث عنك وتدرجك في فريقها المسرحي خصوصاً اذا كانت الفرقة تبحث عن الإبداع والنجاح، اما بالنسبة لقتل المواهب فالفريق المسرحي او الشلة في اعتقادي ليست البيئة المناسبة لتطوير الموهوب او صقل موهبته هي بيئة احترافية تبحث عن الأفضل وهذا الدور هو للمؤسسات الحكومية المعنية بالمسرح، لذلك ومن خلال وجهة نظري الخاصة أصبح لزاماً على المواهب المسرحية العربية بذل الكثير من الجهود لإقناع الشلل المسرحية للانضمام لها واختراقها، أيها الموهوب المسرحي ما أقول الا ( اللهم اني صائم ) .

 

الحلقة ( ١٣ )

( المسرح والشارع )

مسرح الشارع هذا الفن القديم الذي كان يمارس عن طريق التفاعل مع الكرنفلات والمهرجانات، مسرح الشارع رسالة فنية ثقافية بتوليف ارتجالي وأزياء بسيطة ومساحة خيال غير محددة، في وقت من الأوقات اعتبر مسرح الشارع مصدرًا لتوفير المعلومات للناس عندما لا توجد مصادر لتوفير المعلومات مثل التلفزيون والإذاعة وما إلى ذلك، تعتمد هذه العروض على توفر رؤيه جيدة للجمهور بالتالي عروض مسرح الشارع تعتمد بشكل رئيس على صوت وجسد الممثل لجذب عدد كبير من الجمهور، هناك العديد من المهرجانات العالمية التي تقام خصيصاً لمسرح الشارع وفي مختلف البلدان .

اصبح لمسرح الشارع تواجد مهم في العالم العربي وبدأت الفرق المسرحية الاهتمام بهذا الشكل المسرحي وهناك فرق مسرحية في سوريا، العراق، عمان، مصر، تونس، المغرب تقدم عروض مميزة، المهرجانات العربية اهتمت بتقديم هذا الشكل المسرحي نورد على سبيل المثال مهرجان شرم الشيخ الدولي للشباب به فرع من فروع المسابقة الرسمية مخصص لمسرح الشارع، مهرجان الدن الدولي لسلطنة عمان أيضاً خصص فرع به أيضاً لهذا الشكل كما نظمت فرقة ظفار المسرحية بعمان مؤخراً مهرجان خاص بهذا الشكل تحت مسمى ( أيام ظفار للفنون مسرح الشارع ).

مسرح الشارع في السعودية أقيم في بعض مناطق السعودية كتجارب بسيطة وأقيم في أماكن عامة اَي خارج العلبة الإيطالية ويجب ان نشير هنا الى تجربة مهمة في مسرح الشارع تحدث سنوياً في مدينة الطائف بالمملكة وتحديداً في مهرجان سوق عكاظ السنوي حيث يقام في جادة عكاظ التي يبلغ طولها ما يقارب ١ كيلو متر عروض مسرحية يعرض بها تاريخ العرب على امتداد الجادة وهذه التجربة هي الحالة الوحيدة التي لها استمرارية .

اعتقد ان سبب عدم وجود هذا الشكل من المسرح هو عدم وجود وعي لجمهور العامة لثقافة التحلق وذلك لغياب هذه الاشكال المسرحية عن الجمهور مع العلم ان ثقافة التحلق موجودة في الفلكلور الشعبي والرقصات والتي يتقبلها ويقبل عليها الجمهور وهناك ايضاً سبب ان المسرحيين أنفسهم لا يقبلون على مثل هذه النوعية من العروض لأنها تطلب ايضاً تدريباً خاصاً للممثل وقدرة مميزة على الارتجال لتجنب اَي مفاجاءات تحدث في العرض واعتقد ان هذه العروض تحتاج الى نوعية خاصة من النصوص التي يجب ان تتحدث عن الأمور الاجتماعية الآنية التي تجذب الجمهور .

في السعودية لا نزال نتحسس هذا الشكل المسرحي ونحتاج لانعاش هذا الشكل المسرحي من خلال الفرق المسرحية الشابة وحثها على تقديم هذا الشكل وإقامة عروض دائمة لتأسيس حركة فعلية لمسرح الشارع في السعودية من خلال إبرازه في اغلب الفعاليات الثقافية والفنية بالمملكة والحث على ممارسة من قبل المؤسسات والهيئات المعنية بالمسرح ودعمه مادياً، المسرح بكافة اشكاله يحتاج الدعم ما أقول الا ( اللهم اني صائم ).

الحلقة ( ١٤ )

 

( المسرح والعنصرية )

بعد انتهاء الحرب الأهلية في أمريكا وتحديدا في عام 1830م أسس مسرح يعرف ( The Minstrel Show ) أو مسرح الإنشاد هذا المسرح يا سادة خرج من التقاليد الأوربية المقيتة حتى وصل إلى أمريكا.

العنصرية في هذا الشكل المسرحي يكمن في أن هذا المسرح يقوم بأداء الأدوار به أشخاص من اصحاب البشرة البيضاء يصبغون وجوههم وأجسادهم باللون الأسود وكانوا يستخدمون الفلين المحروق لتغيير لون بشرتهم لكي يتسنى لهم السخرية بعبيد المزارع السود في تلك الحقبة ويصفونهم بأنهم لا يمتلكون سرعة البديهة غير محظوظين، كسولين .

كانت العروض المقدمة تتسم بالموسيقى والرقص ومحاولة معايشة الممثلين لواقع الحياة في افريقيا ومحاولة تقليدها والتهكم عليها .

انتشرت هذه العروض خصوصاً في المدارس الثانوية، بعد فترة من الزمن فقد هذا المسرح شعبيته في نهاية القرن العشرين بعد أن حقق الأمريكان السود انجازات على مختلف الأصعدة والمجالات ثقافياً، اجتماعياً، رياضياً.

بعد فترة زمنية تكونت موجة مضادة وردة فعل للممثلين السود حيث تم تأسيس مهرجان بمسمى المهرجان الأسود في عام 1989م والهدف من تأسيسه توحيد فرق وشركات المسرح الاسود التي تهتم بالممثلين السود والكتاب والمخرجين اصحاب البشرة السمراء لضمان بقاء الممثلين السود في الساحة المسرحية في الألفية القادمة بعد ان شعر السود في امريكا بتحييد الممثلين السود في المشاريع المسرحية والفنية.

الدكتور مايا انجيلو هو اول رئيس لأول دورة من دورات المهرجان وكان ذلك بسبب دعمة الرئيس في تأسيس هذا المهرجان على ارض الواقع، 30 عرضاً كان نصيب اول دورة من دورات المهرجان و 17 فرقة من أفضل الفرق المسرحية في امريكا التي تنطبق عليها شروط المهرجان شاركت به، كما تابع المهرجان الاول اكثر من 10000 متفرج واعتبر احد أهم الاحداث التاريخية والثقافية في تاريخ المسرح الامريكي، عبر هذا المهرجان عن القيم الثقافية ووجهات النظر في الشتات الافريقي بشكل كبير و بقوة .

يعقد هذا المهرجان كل سنتين ولمدة ستة ايام، ويعقد المهرجان في 29 يوليو من كل عام بمدينة ونستون سالم في نورث كارولاينا، حيث اصبح يشتمل على العديد من الفعاليات المصاحبة مثل مهرجان للأفلام، مهرجان للشعر، مسابقة للمراهقين، الكثير من الندوات و ورش العمل، بعد العديد من الدورات أصبح المهرجان يحوي اكثر من 100 عرض لأكثر من 35 فرقة تتجمع من مختلف انحاء الولايات المتحدة الامريكية.

العنصرية من المفترض ان لا تلتقي مع المسرح لان المسرح يدعوا للحرية، للأسف ارى بوضوح جلي ان مسرحنا العربي في داخل كل دولة عربية لديه عنصرية واضحة في المسرح ويحاول ان لا يسلط عليها الضوء او ان يتم النقاش حولها، ليس لون البشرة فقط من العنصرية في عالمنا المسرحي العربي بل اتخذت العنصرية أشكال أخرى منها اختلاف المذهبية الدينية عنصرية، تحييد المرأة عنصرية، البحث عن أصول الجنسية خصوصاً اذا كنت تسكن في بلد غير بلدك هي عنصرية، العصبية القبلية عنصرية، كثير من العنصرية في مسرحنا العربي تساعد في تراجع الحركة المسرحية، هل نستطيع ان نتخلص منها ؟، ما أقول الا ( اللهم اني صائم ).

الحلقة ( ١٥ )

 

( المسرح والبروفة )

من الأخطاء الشائعة في مصطلح البروفة هو انها عبارة عن تمارين تسبق العرض الاول للمسرحية وهذا ليس دقيق تماماً البروفة هي التدريبات والتكرار المستمر للممثلين للوصول الى حالة من الرضى والإشباع النفسي للممثل وللمخرج والفنيين تسبق اي عرض من عروض العمل المسرحي حتى اخر عرض، البروفة لا تنتهي أبداً بالعرض الاول بل يستمر الممثلين في التدريبات لتجويد العرض المسرحي ويستمر المخرج في تجريب حلول إخراجية جديدة وتدريب الممثلين على ذلك ليخرج بالعرض الأمثل وكذلك هم الفنيون في المسرحية، الدليل على ذلك هو انه تقريباً لا يوجد عرض يشبه عرض اخر لنفس المسرحية تماماً لان اغلب الطواقم في العمل المسرحي في حالة من البحث المستمر لأفضل حالة عرض للعمل المسرحي .

جمالية البروفة في التجريب لكل جديد والخوض في مناطق لم تكن مضاءة من قبل، بالنسبة للمخرج المسرحي البروفات تعتبر له مرحله من مراحل الإعداد للمسرحية فالعمل يبدء الإعداد له من قبل وقت طويل من ممارسة البروفة والمخرج يعتبر البروفة وقت للتدريب على الدور المناط به الممثل في المسرحية بداية ببروفة الطاولة التي تكون محطة مهمة للممثل في التدرب على دوره في النص من خلال القراءة والتمكن من المفردة والتفاهم مع المخرج على الشخصية ثم ينتقل الممثلين الى خشبة المسرح للتدريب المستمر على الحركة المرسومة سلفاً من خلال المخرج والتعامل ايضاً مع الفنيين سواء اضاءة، صوت، ديكور، منفذين الملابس، المكياج، السينوغراف على الخشبة .

الممثل في البروفة يحبب ان يكون لديه شهوة في الكلام وفرط في الحركة البروفة هي المكان المناسب لتفريغ الشحنات النفسية للممثل هي المكان الصحيح لإبراز مواهب الممثل المسرحي، تجربتي الشخصية كمخرج مع البروفة هي انني احرص تماماً من خلال البروفات على خلق حالة من الانتماء بين الممثلين والفنيين والعمل المسرحي لان هذا يكفل وجود حالة من الالتزام بينهم، كما احرص على إيصال الأهداف العامة من العمل للجميع، اهتم أيضاً بإيصال شعور للجميع اننا يجب ان نصل بالعمل المسرحي لحالة العرض النموذجية، من جهة أخرى أراعي الدخول التدريجي للعوامل المساعدة الاخرى في العرض المسرحي ليستطيع الممثل التعامل والتكيف معها، من الضروري بعد اكتمال جزء كبير من العمل ان تستعين بأهل الخبرة لتقييم التجربة قبل تقديمها للجمهور .

العرض الجنرال او البروفة الجنرال هي بالنسبة لطاقم العمل التمثيلي والفني عرض رسمي بحضور جمهور خاص ومن الممكن مراجعة بعض الأمور في العمل من خلاله، وأخيراً نجاح البروفات هي من خلال التزام الجميع بها دون الالتزام لا يمكن ان تتظافر الجهود لإنجاح البروفة والاستمتاع بها ومن الممكن ان يتحايل المخرج على ذلك في حالة غياب احد العناصر من احد الطواقم التمثيلية او الفنية بالتركيز على عقد ورش معينة لتعزيز الجوانب الضعيفة لدى البعض، يجب ان يتم التحضير للبروفات من خلال المخرج بإعداد جدول زمني للأعمال المرجو الانتهاء منها في البروفة، ومن وجهة نظري الخاصة البروفة هي حياة لكافة العاملين في العرص المسرحي بكافة تفاصيلها يشتاق لها الجميع، صديقي المسرحي اذا كنت لا تشتاق للبروفة ما أقول الا ( اللهم اني صائم ) .

الحلقة ( ١٦ )

 

( المسرح والمهرجانات )

ما يجعل المسرح حياً ومستمراً ومميزًا هو التفاعل الإنساني بين الممثلين على المسرح والجمهور، هذا ما يجعل المهرجانات المسرحية في مختلف أنحاء العالم لها رواج وحضور جماهيري مميز، كما تضاعف المهرجانات المسرحية تلك الطاقة الخلاقة والإبداعية في الفرق المسرحية من خلال تبادل الأفكار، التعلم ورصد التجارب المسرحية المميزة، مما تؤثر مستقبلاً في مسيرة هذه الفرق المسرحية، المهرجانات المسرحية لها قيمتها في مختلف أنحاء العالم وهناك اكثر من ٢٠ مهرجاناً مسرحياً لها شهرة واسعة في العالم وتشد لها الرحال من الجمهور ومن المسرحيين أنفسهم .

نأخذ على سبيل المثال مهرجان لندن الدولي للمسرح (LIFT) هذا المهرجان الذي دوماً مايدفع الفرق المسرحية لتخطي الحدود، حرفيًا ومجازيًا. يتجاوز مهرجان لندن الدولي للمسرح الحدود حيث يستضيف عروض مسرحية خرجت عن محيط العلبة الإيطالية وقدمت مسرحياتها في مواقف السيارات، المقابر، ملاعب الغولف، برج الساعة ( بيج بن )، كما أن هذه العروض تتجاوز حدود الأداء المسرحي التقليدي، وتستكشف أشكالًا جديدة للمسرح لتشجيع الفرق المسرحية لذهاب لمناطق بعيدة جداً في المسرح لإثبات ان المسرح لا حدود له.

تأسس هذا المهرجان في عام ١٩٨١م ويدار هذا المهرجان من قبل منظمة ادارية أسست من قبل روز فنتون ولوسي نيل ويقام المهرجان كل عامين، يجب ان اوضح هنا ان هذا المهرجان هو مهرجان مستقل ( لا يتبع لوزارة ثقافة او بيوت ثقافة او اي هيئة حكومية أخرى ) وبه هيئة ادارية ورئيس تنفيذي وموظفين يعملون على مدار السنة في التسويق، التنظيم، الإدارة، العلاقات العامة، وفي مختلف الخدمات الأخرى ( لا ينتظر الى قبل ان يبدء المهرجان بشهر او شهرين ثم تبدء لجانه بالعمل )، هذا المهرجان له مبنى خاص ومكاتب في شرق لندن ( ليس تابع لفرقة معينة بل كيان منفرد بحد ذاته )،مهرجان لندن الدولي يتكفل بإرسال وفود مكونة من خبراء في المسرح لكل أنحاء العالم لإحضار افضل العروض المسرحية لمدينة لندن ( لا يوجد لديه لجنة مشاهدة ) مما يجعل جل العروض المختارة عروضًا مذهلة وبها لحظات من السحر، كما يدعم المهرجان في بعض الأحيان فرقاً مسرحية لإنتاج عروض خاصة بالمهرجان .

أقيمت اخر نسخة من مهرجان لندن الدولي للمسرح في صيف عام ٢٠١٨م وحضر المهرجان أكثر من ١٦٠ ألف شخص من مختلف دول العالم، وشارك في هذه الدورة ١٠٠٠ فنان وفنانة، استمر المهرجان ٧ أسابيع مليئة بالعروض التي نالت استحسانا كبيرا من الحاضرين، سيقام مهرجان لندن الدولي للمسرح القادم في يونيو من سنة ٢٠٢٠م .

واقع مهرجاناتنا العربية الغالب فيها يتجه الى الاستعراض، المجاملات، الاهتمام بالندوات المحاضرات والورش المسرحية، الاهتمام بالجوائز، بالتكريمات، هذا لا يحدث في المهرجانات في بقية دول العالم فالاهتمام الأكبر بها هو للعروض المسرحية واستقطاب أفضلها وتقديم كل الخدمات للفرق المسرحية المشاركة وتهيئة كافة سبل الراحة لكافة أعضاء الفرق المشاركة لتقديم عروضهم بشكل مميز فهم أساس المهرجان وعامل رئيس لإنجاح المهرجان، اما بالنسبة للندوات والمحاضرات فلها لقاءات خاصة بها تنظم دورياً، الورش المسرحية تقام على مدار العام ضمن جداول زمنية محددة سلفاً، نادرة هي المهرجانات التي بها جوائز في مثل هذه المهرجانات الدولية الراقية، التكريمات اغلبها تتم من خلال حفل سنوي توزع به تكريمات مستحقة حسب آليات معروفة ومحددة مسبقاً.

أخيراً اترك لكم مقارنة مهرجان لندن الدولي للمسرح مع ما يحدث في بعض مهرجاناتنا العربية، ما أقول الا ( اللهم اني صائم ).

الحلقة ( ١٧ )

( المسرح والمؤثر )

مثل الكتابة والتمثيل والإخراج والإضاءة يلعب المؤثر الصوتي دورًا هاماً في نجاح أي نتاج مسرحي، المؤثر الصوتي يعمل جنباً الى جنب مع العناصر الأخرى للمساعدة في جذب انتباه الجمهور وإدخالهم في عوالم خاصة داخل سياق مسرحي محدد، مصطلح المؤثر الصوتي يندرج تحته كل ما يحويه العمل المسرحي من مؤثرات صوتية مصممة خصيصاً لهذا العرض.

عندما نتوقف قليلاً ونفكر في الأمر سندرك كم من الأصوات نسمعها يومياً تقريباً، في كل لحظة صوت جديد يتدفق إلى أذنيك ومن النادر ان نحظى بلحظة صمت طويلة كل ما يحدث لنا في يومنا الواحد من أصوات هي عبارة عن خلفية صوتية لما نعيشه في واقع الحياة .

دور الأصوات في العمل المسرحي هي مشابهة تماماً لما في الواقع الاختلاف ان الصوت في الحياة الواقعية عشوائي اما في المسرح فهو مقنن ومدروس ليعبر للجمهور عن السياقات الاجتماعية والتاريخية والمناخية للعرض المسرحي المشاهد من قبلهم، وهو عادة ما يسمى في المسرح بالإعداد الصوتي المسرحي ( soundscapes ) ويتم عن طريق مصممين للصوت متخصصين، مصممو الصوت يبذلون الكثير من الجهد والتفكير والوقت لتصميم أصوات تتماهى مع كل مشهد من مشاهد العرض المسرحي وعادة ما يكون في حسبانهم نوعية الأصوات المستخدمة وهل هي مناسبة للزمان، للوقت، للمكان في المشهد المسرحي فصوت طائرة ركاب يختلف تماماً عن صوت طائرة حربية على سبيل المثال .

يكتسب المؤثر الصوتي أهميته في العرض المسرحي بخلق حالة متخيلة يتطلبها العرض في وقت محدد ويسمح بفتح المجال لخيال للجمهور، بسبب اننا في عالم المسرح لا يمكن عرض كل شيء على خشبة المسرح نحن بحاجة إلى فتح المجال للخيال ليتداخل في العرض المسرحي، أيضاً يساهم في إعداد الجمهور للمشاهد الجديدة القادمة في العرض المسرحي، كما يمكن ان يساهم المؤثر الصوتي في حالة مزاج معينة للجمهور يطلبها المخرج في لحظة ما من العرض المسرحي، لذا اصبح للصوت دور أساسي في العملية المسرحية، مصمم الصوت المسرحي هو مسؤول مسئولية تامة عن كافة المؤثرات الصوتية في محيط العرض المسرحي ان كانت مسجلة او حية، كما يجب ان ينتبه مصمم الصوت الى ( مستوى الصوت ) وأن لا يتم تشغيل المؤثرات الصوتية أو الموسيقى بصوت عالٍ أو منخفض يجب ان يكون هناك انسيابية في دخول المؤثر الصوتي للمشهد المسرحي وان لا يطغى صوت المؤثر على صوت الممثلين، ( التردد ) مصمم الصوت عليه ان يقوم بدراسة المسرح من خلال التنقل في كل ارجاء المسرح لمعرفة هل هناك تردد للمؤثر الصوتي واذا لاحظ ذلك يجب عليه ان يأخذها بالحسبان وقت التشغيل، ( التوقيت ) على مصمم الصوت مراعاة التوقيت المناسب لسماع المؤثر الصوتي في العرض المسرحي وعدم الإخلال بالجدول الزمني المخصص للمؤثرات الصوتية .

للأسف في مسرحنا العربي تحضر ( الموسيقى ) فقط في العروض المسرحية التي هي جزء من المؤثر الصوتي واعتقد السبب في ذلك لندرة وجود متخصص عربي في تصميم المؤثرات الصوتية وكل ما يحدث في مسرحنا العربي هو اجتهادات، تكثر في المسرح العربي الدورات المتخصصة في التمثيل، الكتابة المسرحية، الإخراج، الإضاءة، على حد علمي لم اسمع بدورة او ورشة لتصميم المؤثرات الصوتية المسرحية، ما أقول الا ( اللهم اني صائم ).

الحلقة ( ١٨ )

( المسرح والسلطان )

العديد من الشخصيات العالمية اثرت في المسرح العالمي نذكر هنا على سبيل المثال جوزيف بوليتزر ناشر أمريكي من أصول مجرية شخصية لا تقهر من امهر ناشري الصحف في امريكا، في عام 1904م عندما توفي بوليتزر كتب في وصيته انشاء جوائز البوليتزر كحافز للتميز، في البداية خصصت في اربعة فروع من ضمنها المسرح، لتحسين صورة الجائزة تم تكوين مجلس استشاري مشرف على الجائزة، اسند للمجلس وضع المعايير لاختيار المسرحيات الفائزة وأعطي المجلس كافة الصلاحيات لمنح او حجب أي جائزة وبالطبع تطورت الجائزة وشملت الان العديد من الفروع منها الشعر والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي وموضوعات أخرى، حسب وصية بوليتزر في شهر ابريل من كل عام وفي جامعة كولمبيا تعلن اسماء الفائزين بهذه الجوائز التي اصبحت من اهم الجوائز التي تقدم في مجال المسرح في امريكا.

عند التفكير من هي الشخصية العربية التي أثرت في المسرح العربي تقفز مباشرة للذهن صورة سلطان المسرح العربي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الامارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الذي بث الروح من جديد في المسرح على المستوى المحلي، والخليجي ، والعربي، رجل عاشق للمسرح حريص كل الحرص على ظهور كافة العروض المسرحية في كل الدول العربية بالمظهر المشرف، سمو الشيخ الدكتور ليس غريباً عن الوسط المسرحي فهو كاتب نصوص مسرحية مميز، يقول الاستاذ عبدالفتاح صبري عن نصوص سمو الشيخ الدكتور القاسمي في كتابة المعنون ( التاريخ والواقع ) " امتلك مشروعه الفكري والإبداعي مستوحيا نبض الناس، وترجم هذا المشروع في نصوص مسرحية وروائية تلقي الضوء على مفصل مهم في تاريخ الوطن أو الأمة للوقوف على تفاصيل المشهد الآني ومحاولة استنهاض الحاضر لأنه يفند لحظة السقوط وأسبابه، في أعماله المسرحية التاريخية يلتقط القاسمي لحظة تاريخية بعينها، ويقوم من خلال الدراما التي تفتح أبواب التقويم لهذه اللحظة الانتقائية الماضية والظروف التي أدت إليها من أجل إدراك الراهن وتشكيل المستقبل المضاد للماضي والحاضر، من ثم يمكن أن نطلق على مسرح القاسمي أنه مسرح الغضب والتثوير من خلال منهج الانتقائية " .

نبدء هنا باهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور القاسمي بالمسرح محلياً فهو يقف خلف كل ما تحققه دولة الامارات الشقيقة والشارقة تحديداً من إنجازات مسرحية على مختلف الصعد وفي كل الاتجاهات، الدهشة تصيبك عندما تعلم ان مدينة الشارقة ومن خلال دائرة الثقافة بها تقيم العديد من المهرجانات الثقافية والفنية والمسرحية على وجه الخصوص تفوق بكثير ما ينظم من مهرجانات في دول عربية مجتمعة، على مدار العام لا يكاد مهرجان ينتهي الا ويبدء اخر بشكل وصورة جديدة تضيف للمشهد الثقافي والمسرحي محلياً، خليجياً، عربياً وهي :

١- مهرجان ايام الشارقة المسرحي .

٢- مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي .

٣- مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة .

٤- مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي .

٥- مهرجان المسرح الكشفي .

٦- مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي .

٧- مهرجان خورفكان المسرحي.

٨- مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي .

كما تنظم الشارقة العديد من الملتقيات المسرحية مثل :

١- ملتقى الشارقة للمسرح العربي .

٢- ملتقى الشارقة للبحث المسرحي .

٣- ملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي .

كما تقدم الشارقة العديد من الجوائز في المجال المسرحي مثل :

١- جائزة الشارقة للتأليف المسرحي ( نصوص الكبار ) .

٢- جائزة الشارقة للتأليف المسرحي المدرسي .

٣- جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي .

كما تعقد الدائرة العديد من الورش المسرحية وتصدر العديد من الإصدارات المسرحية التي أثرت المكتبة المسرحية العربية .

اما المشروع الأهم على صعيد المسرحي العربي هو تأسيس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي للهيئة العربية للمسرح التي تحركت في مختلف الاتجاهات لكي تعيد للمسرح العربي وهجه من خلال تنظيم العديد من الورش، إصدار العديد من المطبوعات والبحوث التي تتحدث في مختلف جوانب العرض المسرحي، ناهيك عن تنظيم العديد من الملتقيات والمبادرات والتكريمات للعديد من الشخصيات المسرحية العربية، ابتعاث عدد من المسرحيين العرب لدورات مسرحية متخصصة في عدد من الدول الأجنبية، كما يأتي في طليعة مهامها ايضاً تنظيم والإشراف على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي وذلك وفق المعايير والشروط الواردة ادناه:

•أن يكون الإنتاج المسرحي عربي المنشأ والمضمون والوسائل، وأن يكون ضمن إنتاجات الفترة المحددة من قبل اللجنة.

•أن يعكس العمل المسرحي هماً من هموم الإنسان العربي.

•يفضل أن يكون النص باللغة العربية الفصيحة تأليفاً خالصاً وليس اقتباساً أو تناصاً لأعمال أخرى عربية أو غير عربية.

•أن يخدم الإنتاج المسرحي الهوية العربية وتميز المبدع العربي تجديداً وتجدداً لمسرح فاعل في الحياة العربية.

•أن يتناسب الشكل مع المضمون في العمل المسرحي، وأن يتحقق عامل التكامل في العرض المسرحي (الإخراج- التمثيل – الإضاءة والديكور، إلخ..)

•أن يكون مخرج العمل وممثلوه وفريق الإنتاج والتقنيين فيه من البلدان العربية.

•أن تتوافر في العرض عناصر جذب لأوسع جمهور.

•لا تقبل عروض المونودراما.

•أن يلتزم العرض الفائز بالمشاركة في افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي ينظم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

•للمسابقة جائزة كبرى واحدة، لا تقبل المناصفة، قيمتها المالية 100.000 درهم إماراتي.

•تشكل الهيئة العربية للمسرح لجنة تحكيم للمسابقة تكون قراراتها نهائية.

•على الفرق والجهات في البلدان الراغبة في الاشتراك في المسابقة تقديم ملفات تقنية كاملة وسيناريوهات العرض ونصوص الإنتاج المشارك، وكذلك توفير قرص مدمج بالعمل المسرحي.

كما اهتم صاحب السمو الشيخ الدكتور القاسمي بتطوير العمل المسرحي في الدول العربية من خلال مبادرة المهرجانات الوطنية العربية والتي حرص على تنفيذها ومتابعة نتائجها وقياس مدى نجاحها، تم تنفيذ ثمان مهرجانات في ثمان دول عربية، هذه المبادرة عبارة عن رؤية ثاقبة من سموه لدفع عجلة المسرح في هذه الدول من الداخل لتقديم إبداعها المسرحي في قادم الأيام خارجياً بالمشاركة في اكبر المهرجانات ولعل من أهمها مهرجان المسرح العربي والمنافسة على جائزة افضل عمل مسرحي عربي.

لم تتوقف مبادرات سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لرفعة وتطوير المسرح العربي عند هذا الحد فقد أعلن سموه مؤخراً عن افتتاح أكاديمية الفنون الأدائية بالشارقة لمائة طالب وطالبة في المسرح، هذه الأكاديمية مجهزة بأحدث الأجهزة لدراسة المسرح على اعلى مستوى ولا يمكن مقارنتها بأي أكاديمية في العالم متخصصة بالمسرح، تحظى الأكاديمية بكادر تعليمي من بريطانيا وهي مجانية في التعليم والإقامة لكل الراغبين في دراسة المسرح .

لم يتوقف العطاء من رجل العطاء لأهل المسرح بل قدم للمسرحيين هدية قيمة في يوم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح لعام ٢٠١٩م عندما أعلن عن تأسيس رابطة اهل المسرح هذه الرابطة تعنى بشكل خاص بحال المسرحيين العرب من خلال الاهتمام بحالات المسرحيين الصحية والاهتمام بأبناء الراحلين .

شخصية مؤثرة جداً في المسرح العربي، لنتصور يا أصدقاء ان هناك العديد من الشخصيات العربية المؤثرة في مسرحنا العربي كشخصية سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي فكيف سيكون حال مسرحنا العربي، ما أقول ( اللهم اني صائم ) .  

الحلقة ( ١٩ )

( المسرح والطائف )

نحن الآن في حقبة زمنية ماضية، بالتحديد في الفترة من 1370هـ - 1380هـ مدينة الطائف عروس المصائف تشهد نبوغاً مسرحياً بمعنى الكلمة، كانت الحركة المسرحية في مدينة الطائف مشتعلة متوفرة كدلاله على حضارة هذه المدينة وتميزها الدائم.

بدايات 1413هـ -1993م " ورشة العمل المسرحي- ورشة العمل – المعمل - المختبر المسرحي " هي أسماء لمترادفات تعطي معناً واحداً فهي مكان تدريب الممثل والحرفي المسرحي ومكان إجراء التجارب والبحوث والاختبارات التي تتعلق باستحداث أو تطوير المعارف المسرحية المختلفة كالإخراج والتمثيل والإضاءة والديكور....الخ، انطلاقا من هذا المفهوم بدأ النقاش والحوار حول تأسيس ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف وذلك منذ عام 1407هـ حرصاً على الوصول لصيغة مثلى لتنفيذ هذه الورشة كان علينا الانتظار حتى منتصف عام 1413هـ حيث تم توقـيع محـــضر التأسيس بتاريخ 14-7-1413هـ الموافق 7-1-1993م وعلى ذلك نوقع، بيان تأسيس ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف .

هانحن نجتمع مرة أخرى وقد نضجت الرؤية لدينا وأصبحنا على يقين كامل بأن تأسيس ورشة للعمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف سيكون الصيغة المثلى لإعلان ميلاد جيل مسرحي مختلف يعي مايعمل ويعمل باستمرار لإنجاز أعمال مسرحية متميزة شكلاً ومضموناً .

نعرف أن التجربة صعبة وخصوصاً تجربة المسرح في بلادنا لا تزال في لحظة الانطلاق ولكننا سنحاول جاهدين أن نختصر المسافات وننطلق من حيث وصل الآخرون، بعد الاطلاع على تجارب المعمل المسرحي ومناهج تدريب جسد الممثل عند ستانسلافسكي وجروتوفسكي وماير هولد وتجارب الورش والمختبرات المسرحية عند عبدالرحمن عرنوس وهناء عبدالفتاح، انتصار عبدالفتاح، حسن الجريتلي وغيرهم قررنا أن نعلن ولادة أول ورشة عمل مسرحي في المملكة العربية السعودية وفق أهداف وللوصول إلى وضع له خصوصية تم وضع مجموعه من الأهداف لتحقيق ما نريد الوصول له وجاء من ضمن هذه الأهداف:

1) ايجاد جيل مسرحي واع ومدرك لما يجب عليه تجاه دينه ووطنه.

2) الارتقاء بالحركة المسرحية السعودية والمساهمة في تحقيق طموح هذه الحركة.

3) زيادة ثقافة الأعضاء وتعريفهم بالمدارس المسرحية وكافة جوانب العمل المسرحي.

4) إبراز المواهب الشابة في مختلف مجالات المسرح "التأليف، الإخراج، الديكور، الإضاءة".

5) تدريب الأعضاء على العمل في كافة المجالات المتعلقة بالمسرح.

6) تقليص مصاريف الإنتاج إلى الحد الأدنى.

7) تنفيذ أعمال مسرحية بطواقم عمل سعودية 100%.

8)خلق فرص الابتكار والتجريب وزيادة الخبرات من خلال العمل المتواصل.

9) الحرص على أن تتواصل الورشة ولا تكون مركزه على عمل واحد.

10) التواصل مع التجارب المسرحية العالمية والعربية وخصوصا تجارب الورش المسرحية.

11) السعي لتكوين مكتبة سمعية وبصرية ومقروءة.

( الانطلاقة) تم التركيز في بداية خطة تنفيذ برامج الورشة على دور الممثل الشريك الذي يتدخل في العمل من خلال بناء شخصية الممثل أولاً وترك مساحة كبيرة له للتدخل والتداخل مع العمل، ربما كان ذلك دون وعي كامل ولكن ذلك سرعان ماتغير بعد زيادة جرعات الثقافة المسرحية والتركيز على ثقافة الممثل والارتقاء بهذه الثقافة إلى أقصى الحدود التي نستطيع الوصول إليها.

كانت محاولة تثقيف أنفسنا مسرحياً تبدو عملية شاقة، لكننا تمكنا من جلب أعداد كبيرة من الكتب والنشرات المسرحية من المكتبات ودور النشر محلياً وعربياً ثم تواصلنا مع المهرجانات العربية المسرحية من خلال عدد من الأصدقاء والزملاء وحصلنا على جميع نشرات هذه المهرجانات، كما كان للأشرطة المرئية للعديد من العروض المسرحية الجادة دور كبير في صقل مهنية المسرح في أذهاننا.

اتسعت دائرة المعلومات وأصبح حجم التفاعل مع العمل المسرحي يتم حتى قبل تنفيذه فالجلسات شبه اليومية لنا والمناقشات التي لا تنتهي حول المسرح قربت من أفكارنا وطورت الكثير من مهاراتنا المسرحية إذا جاز لنا استخدام هذا التعبير، كان من فوائد تأسيس هذه الورشة أن الاستثمار العملي كان أكبر من الاستثمار النظري.

جاء الاستثمار العملي من خلال مشاركة الشباب المسرحي في ورشة العمل في كل تفاصيل العمل منذ بداية فكرته وحتى لحظة تقديمه للجمهور، مناقشات مطولة حول النص، مشاركات في تصميم الحركة، الموسيقى، المؤثرات، الديكور، الملابس، الإضاءة.

أصبح لمجموعة شباب الورشة حرفية في هذه المجالات إلى الحد الذي أصبحت الكثير من الفرق المسرحية تستعين بأعضاء الورشة لتنفيذ أو تعديل بعض مستلزمات العمل المسرحي ومن جانب آخر كانت محاولات التجريب في حدود الممكن والسعي للوصول إلى تقديم العروض بأشكال مسرحية جديدة هاجساً يحيط بالمجموعة، انتقلت المجموعة من مرحلة الورشة والمعمل المسرحي الى الفرقة المسرحية وأصبح مسماها ( فرقة مسرح الطائف ) تخرج من هذه الفرقة العديد من المسرحيين في مختلف جوانب المسرح التمثيل، الإخراج، الإدارة، التأليف، الجوانب الفنية المسرحية أيضاً الديكور، الإضاءة، السينوغرافيا، الأزياء، وأصبح لهم شأن مهم في مسيرة المسرح السعودي، فرقة مسرح الطائف حازت على العديد من الجوائز محلياً، خليجياً، عربياً، أيضاً دولياً، كما ساهمت الفرقة في تنظيم أهم المهرجانات السعودية على مستوى الشباب ومسرح الكبار مثل دورها المهم في اعادة نشاط الجنادرية المسرحي لأكثر من ثلاث سنوات وأيضاً نظمت مهرجانات تخصصية مثل مهرجانات المونودراما، مهرجان المايم، أقامت الفرقة عدد من المعارض المسرحية المتنوعة وكانت تجربتها في هذا المجال مختلفة ومتفردة، تعتبر فرقة مسرح الطائف من اهم الفرق التي استطاعت ان تمسرح معرضاً تشكيلياً، مجموعة قصصية، خبراً صحفياً، مقطوعة موسيقية، ساهمت مدينة الطائف في قيادة مسرح المملكة العربية السعودية مساهمة واضحة حتى اطلق عليها اغلب المسرحيين داخل وخارج المملكة بمسمى ( عاصمة المسرح السعودي )، وتلوموني اذا قلت انا طائفي حد النخاع، ما أقول الا ( اللهم اني صائم ) .

الحلقة ( ٢٠ )

( المسرح والتجربة )

التجربة لها مذاق خاص وجميل، كل إنسان يعيش تجربته الشخصية خصوصاً المسرحي، والأجمل ان يعيش هذه التجربة داخل مجموعة، التجربة والمسرح علاقتهما مميزة فالتجربة بالنسبة للمسرح هي الإثارة والمتعة، التجربة الناجحة في المسرح هي نقطة انطلاق في اتجاه المستقبل.

يذكر أنتوني روبنز في كتابه (خطوات عظيمة: القليل من التغيير لتحقيق الكثير من الفارق) أن التجارب هي أحد المصادر المهمة الدالة على التفرد والتميز. وقد أطلق على الذكريات الواعية وغير الواعية التي نتعرض لها بشكل يومي، وتمثل كل ما يراه الإنسان، أو يسمعه، أو يلمسه، أو يتذوقه، أو يشمه، اسم (التجارب المرجعية) وانا أشير هنا كم مسرحية شاهدنا كم مقولة سحرية سمعناها كم عشنا كم لمسنا اداء للممثل مسرحي ادخل السرور علينا، كم لدينا من تجارب مرجعية مسرحية لذيذة .

دائماً ما يتحدث اغلب المسرحيين العرب عن المسرح من خلال التجربة فمنهم من يقول ( نسعى للتطوير التجربة في المسرح، استحضار التجارب الناجحة في المسرح، المسرح الفلاني صاحب تجربة ثرية، تجربة شبابية، تجربة كوميدية، المهرجان الفلاني يكرم التجربة المسرحية الفلانية ) وهناك من يقول ( هل جربت المسرح ؟ ) أو ( المسرح التجريبي ) وهكذا اسم التجربة محفور بعمق في المسرح .

المسرح بدأ كتجربة وسنظل نجرب به لأننا نحتاج ذلك كممارسين للمسرح أو كجمهور لاكتشاف مناطق أخرى اكثر متعة وروعة، لن تنتهي علاقة التجربة بالمسرح لان المسرح بالنسبة لها ارض خصبة .

( اللهم اني صائم ) تجربة وصلت الى نهايتها في يومها ٢٠ من شهر رمضان الحالي، عشت معكم ولكم وبكم التجربة استمتعت كثيراً بها، اجمل ما يميز اي تجربة شخصية مثل ( اللهم اني صائم ) هي ( التغذية الراجعة ) وهذه لن تأتي الا من خلالكم أنتم يا أصدقاء، سعيد جداً بكل المتابعين واعتذر اذا بدر مني في هذا المسلسل ما كدر خاطر احد منهم، تحياتي وتقديري لكم يا أحبه، ما أقول الا ( اللهم اني صائم ) .