مواضيع للحوار

الناقد الجزائري علاوة وهبي

الناقد الجزائري علاوة وهبي

440 مشاهدة

الناقد الجزائري علاوة وهبي

Allaoua_ Wahbi#

#بويش .. _الدهشة _مسرحيا!

#ربما هو مصطلح جديد في عالم المسرح. وقد يجد قبولا وقد يجد رفضا من البعض ولكن في الرفض والقبول يكون الجدل. المؤدي إلى التأكيد لا شك. المسرح سيد الاكتشافات والكاتب المسرحي سيد التجريب .. وهكذا فالنص المسرحي الذي لا تكون به شحنة من التجريب لا يرقي الي مصاف الابداع الذي يشد القارئ ويشد المتفرج في حال تجسيده علي ركح المسرح.

 #محمد _بويش _القادم _الي عالم الكتابة المسرحية(مواليد حيدوسة بالاوراس بالجزائر سنة1966) يكسر اسلوب الكتابة التقليدية في المسرح ويرحل بها الي عالم اخر يسميه عالم الدهشة المسرحية. تري ما هي هذه الدهشة التي يريدنا محمد مشاركته اياها كتابة ومشاهدة يقول محمد (المراد بالدهشة ليس فقط الحيرة والتعجب بل هي حالة توتر ذهني ونفسي ممزوجة بالقلق ومفعمة بالاهتمام واحيانا بالآلم والمعاناة) هكذا يري بويش الدهشة الفنية المسرحية التي يدعو اليها ويكتب نصوصه وفقها.

إن الدهشة ليست ابتكارا جديدا ولكنها فكرة لها جذور في فنون اخري وربما تأخرت في المسرح رغم بوادرها عند الكثير من الكتاب بحيث يمكن القول انه لا نص يخلو من شيء من الإدهاش في تلافيفه .. الا ان الدهشة تغلبت في السينوغرافيا مسرحيا اكثر منها في النص بحيث ومنذ ثلاثين سنة او يزيد برزت في اعمال السينوغرافيين جوانب من هذا الاتجاه الامر الذي جعل في الكثير من الاعمال المجسدة علي الركح جعل عين المتفرج تتوجه اكثر ما تتوجه الي اللوحات الإبهارية التي يعتمدها السينوغراف في تأثيثه للمشهد المسرحي.

لكن محمد بويش يريد عكس الامر وشد انتباه المتفرج الي النص المسرحي اكثر من العناصر الأخرى بما فيها الأداء بمعني انه يعمل علي اعادة السيادة للكلمة فوق الركح وجعل العناصر الأخرى مكملة له. والنصوص التي امكنني قراءتها له (نصين) هما.

(رهين) وقد شاهدته كذلك مجسدا علي الركح ونص(الرهينة) أكدا لي ما ذهبت اليه من قبل .. يعتمد محمد بويش علي الكلمة الشعرية بل يمكن القول ان ما يكتبه هو قصيدة شعرية وحتي قصة اكثر منه نصا مسرحيا كما نعرفه وعرفناه. فوق ذلك لا تجدو في نصوص الفصول او المشاهد او اللوحات إلى غير ذلك من التسميات المستخدمة في تقسيمات النص المسرحي فنص محمد يأتي مسترسلا دون توقف عند لحظة معينة ويكاد يخلو من الصراع المتعارف عليه مسرحيا منذ نشأة المسرحية في بلاد الاغريق.

وهذا النوع من الكتابة والتي يسميها بعض النقاد في الغرب خاصة بالمسرح السردي لا تكاد تجد لها قبولا في البلاد العربية عموما وشخصيا سبق لي مشاهدة اعمال من هذا النوع ولكنني وجدت رفضا قاطعا لها من قبل من شاهدها معي من الاصدقاء وحتي عمل بويش الاخير رهين والتي اخرجها بوزيد شوقي لمسرح باتنة الجهوي وشارك بها في مهرجان المسرح العربي بالأردن وجدت رفضا من قبل عدد كبر من المشاهدين وقد حدثني الكثير منهم قائلين بان هذا ليس مسرحا انما هو شيء اخر والحقيقة هي ان كل جديد مرفوض في بدايته بالنسبة لنا نحن الذين لم نتعود علي مثل هكذا عروض .. الكتابة الحديثة والجديدة كسرت الحواجز بين الانواع الابداعية وامتزجت ببعضها الي حد يصعب احيانا نسبة النص الي نوع من الانواع. والعيب ليس في ان يكون النص مرسل ومبهر لغويا ولكن العيب في ان يخلو من الصراع.

سواء الصراع بين الافكار أو بين الشخصيات وكذا الحبكة والحل أي الذروة الانفعالية في العملية المسرحية. انني علي يقين بان مثل هذه الأعمال ستجد لها قبولا في مسارحنا مستقبلا وستصبح هي نفسها من كلاسيكيات مسرحنا لان هناك حداثة أخري تتربص بها في القادم من السنوات والعصور .وأما جمهور المتفرجين الرافضين لمثل هذه الأعمال المسرحية فحالهم كحال الذين رفضوا مسرح العبث او المسرح الملحمي في بدايتهما وها قد اصبحا الان من ريبرتوارات المسارح في كل أنخاء العالم.

 محمد بويش واحد من الكتاب الذين أخذوا علي عاتقهم اذن كتابة الدهشة والنص المدهش لغة وفي المسرح وقد يجد من ينضم إليه في مساره. ويؤمن بفلسفته الإدهاشية. أو الإنبهار الافت لغة وليس حدثا لان الحدث هنا هو اللغة الأمر الذي يعطي للمخرج في مثل هذه النصوص الفرصة الأكبر لإظهار قدرته علي القراءة الدراماتورجية للنص واستخراج الحركة الحدث من رحم الكلمة اللغة. وتحويلها الي صورة مراية.

 اصدر محمد بويش في مشروعه الإدهاش مجموعة من النصوص نذكر منها :

  1. الرهينة ونشر النص في تونس 2.. رسائل من خلف الجدار مصر 3.. لفافة وطن مصر 4.. امومس اسطورة الرمل والثلج وما بينهما 5.. وقاىع جسد لم يسافر وقدمت اعماله في كل من الجزائر وتونس والاردن وموريتانيا والمغرب وأحدث عمل سيقدم له في العراق وهو رسائل من خلف الجدار. كما ترجمت بعض اعماله إلى لغات غربية.

في الاخير ليس لنا سوي مباركة مشروعك محمد بويش ودعوة الكتاب إلى الالتحاق به وفي مشروعه تجديدا لدماء المسرح والحركة المسرحية في الوطن العربي