حوار مع مبدع

حوار مع فراشة المسرح الاردني اسماء مصطفى

حوار مع فراشة المسرح الاردني اسماء مصطفى

703 مشاهدة

‏#موضوعي اليوم في ثقافية الصباح الجديد..

حوار مع فراشة المسرح الاردني اسماء مصطفى..

 

#الفنانة _أسماء _مصطفى:

لن ينمو المسرح ويتطور في بلدان ضعيفة تنبذ الحب والحريه والجمال

#حاورها _سمير _خليل

لسطوة الذكورية على مجتمعاتنا كان حضور حواء مسرحيا يتحرك بخجل وسط الاعراف والتقاليد وواقع المرأة العربية بشكل عام، لكن التماعات نسوية ابداعية اضاءت وتضيء مسارحنا بفيض الشجاعة والثقة، لذلك توزعت هذه المواهب على خارطة المسرح العربي تاركة انطباعات واعجاب، الاردنية اسماء مصطفى تلبست المسرح موهبة وشغفا وملئت فضاءات المسرح بطاقاتها وحيوتها وابهرت النظارة بإمكانياتها المسرحية، وفي اول تجربة تمثيلية في مسرحية (كأنك يا أبوزيد) اطلق عليها الفنان الراحل "محمد القباني" لقب "فراشة المسرح الاردني" وتواصل عطائها وسط اعجاب الجمهور والنقاد محليا وعربيا لتنال القاب اخرى كجنية المسرح وساحرة المسرح.

اسماء مصطفى كانت ضيفة ثقافية الصباح الجديد

 في هذا الحوار عن تجربتها وواقع المسرح العربي بشكل عام، تحدثت اولا عن حال المسرح العربي اليوم فقالت:

 المسرح العربي اليوم للأسف يمر بأصعب حالاته حاله حال كافة الفنون ، لأن المسرح اليوم ليس كما كان قبل سنه أو سنوات وهذا بسبب ان المسرح يشكل مرآة المجتمع وانعكاسه فكلما كانت الحياة والعالم والمجتمع والأنسان (الإنسانية) يسوده الأمن والسلام والامان والحب والخير والازدهار سيكون المسرح بخير، العالم العربي يعيش اليوم في أسوأ حالاته لذا المسرح بالتأكيد سيتأثر سلبا وإيجابا ".

*برأيك، كيف يتطور المسرح؟

لن يتطور المسرح بدون البحث والعلم والتجريب والمختبرات وورشات التعليم، لن يتطور المسرح بدون الانفتاح والاطلاع على تجارب الغير وبالأخص التجارب الأوروبية، المسرح تلاقي وتقبل الأخر، تثاقف وتبادل الأفكار والتجارب، التقاء من أجل الارتقاء لكي نصل الى مسرح كوني، لن يتطور المسرح بدون رحم ومناخ وحاضنة للحرية الفكرية فالمسرح لن ينمو ويترعرع ويتطور في بلدان ضعيفة تنبذ الحب والحرية والجمال والحياة وترفض وتقصي وتخاف من الأخر مرة باسم الدين ومرة باسم السياسة ومره باسم الجنس ، وجانب أخر سبب في رجوع وتدهور الحالة المسرحية عدا عن كل ما ذكرت هو نحن الفنانين أنفسنا عندما نتراجع ونترك المشهد المسرحي ونبتعد عنه لأسباب وظروف خاصة".

اشكالية المرأة والمجتمع، كيف تتناول اسماء مصطفى قضايا المرأة مسرحيا؟ اعمالك في هذا الاتجاه؟

"إشكالية المرأة والمجتمع ووضع المرأة في المسرح في ظل ثقافة السلطة المجتمعية من ناحية وفي ظل ثقافة السلطة الأبوية الذكورية المهيمنة أحيانا ، منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى هذه اللحظة ، مازالت النظرة للمرأة نظرة مليئة بالشك وتحكمها قيود ورواسب لها علاقة بموروث وتاريخ وعادات وقيم وتقاليد مجتمعية، وإذا اعتبرنا ان المرأه هي نصف المجتمع اذا لم تكن المجتمع كله فلا يمكن فصل المرأه إنسانيا وإبداعيا عن قضايا المجتمع، أنا شخصيا لا احبذ تسميات وتصنيفات مسرح نسوي، ادب نسوي، هناك حالة إبداعية خالصة بشكل عام سواء من طرف المرأه او الرجل "

وتتابع" سأتطرق الى نماذج من اعمالي كممثلة احيانا ومخرجة وممثلة وكاتبة في بعض اعمالي : مسرحية (شهقة الطين) عام 2002 ، مسرحية (السياب يعيش مرتين) عام 2006 ، مسرحية (صباح ومسا ) عام 2009 ، ومسرحية (سليمى) عام 2010

وهي اول تجربة لي أخوض فيها التمثيل وكتابة النص والإخراج ، مسرحية (قصص) عام 2010 ، مسرحية (عصابة دليلة والزيبق) عام 2014 ، ومسرحية (فوزيه)

 وهي اول عمل لي مونودراما كممثلة عام 2013 وهو عمل مشترك مع فلسطين، في عام 2015 تناولت مشروع مهم في الاردن لمدة سنتين عن تمكين المرأه من خلال عمل مسرحي (حقي وحقك وين) ".

*لديك تجارب اخراجية، الا تعتقدين ان الاخراج يشتت المرأة الممثلة؟

كيف تغلبت على هذه المشكلة؟

"اسمح لي ان اضحك من حشاشة روحي ليس انتقاصا من السؤال انما فكرة اعجبتني ان الاخراج لربما يشتت المرأه الممثلة فهل يا ترى يشتت الرجل الممثل ؟؟ لماذا يشتتها ، انا لا اتشتت لأنني قبل اي عمليه اخراجيه اتخيل العمل وابنيه صورا وهذه الصور تتحول الي شخوص بدأ من الفكرة وبعدها اقوم برسم الشخصيات علي الورق فانا اقوم بعملية فك وتركيب، بناء وهدم ، اعتمد الكولاج في العمل من خلال مختبر وبحث تجريبي، فالنص لدي يكتب على خشبة المسرح وبعد ان يكتمل وينضج العمل اقوم بتصويره".

*دائما ما ترددين ان مسرحية ادرينالين من اهم اعمالك؟

هل هي اهم تجاربك؟

" فعلا، مسرحية ادرينالين هي المحطة الاهم في مشروعي ليس انتقاصا او ان الاعمال السابقة ليست مهمه بل بالعكس لم تكن (ادرينالين) التي قدمتها عام 2018 بهذا الشكل لولا انني طوال الوقت كنت اعمل على مشروع الممثلة المخرجة التي تؤسس لمنهج في التمثيل والاخراج وكتابة نص ينتمي الى روحي الخاصة، عملت طوال الوقت على تغذية وتطوير ادواتي في العمل المسرحي من خلال تهيئة جسدي وتحضيره والاهتمام به ليكون جسدا حاضرا، جسد مثقف يتكلم على المسرح جنبا الى جنب بموازاة الكلمة المنطوقة، بياني المسرحي الذي عملت عليه طوال الوقت في مشروعي تجلى في مسرحية ادرينالين والذي يكمن في جسد الفنان ومن هنا فتجربة ادرينالين لها خصوصيه تكمن في عدة اسباب".

وتضيف" هذه التجربة تناولت قضية المرأه المصابة بسرطان الثدي وهي ممثلة مسرحية عانت وقاومت المرض من خلال الادرينالين هذا الهرمون السحري الذي لجأت اليه لتقاوم سرطانات المجتمع المتفشية والمخفية "

*وانطباعاتك وعلاقتك بالمسرح العراقي؟

"انطباعاتي عن المسرح العراقي وعلاقتي بالمسرحيين العراقيين هي علاقة طيبه وحميمه عمرها من عمر تجربتي المسرحية اي منذ 26 عاما سواء من خلال مشاهداتي ومتابعاتي للعروض التي كانت تأتي للأردن للمشاركة بالمهرجانات او العروض المشاركة عربيا، فالمسرح العراقي حاله كحال المسرح العربي تعرض لنجاحات احيانا وتراجع في اخرى وسط الظروف السياسية والاقتصادية والحروب التي انهكت كاهل الفنان وارهقته، لكن هذا لا يمنع ان نشيد بتجارب مهمه لمخرجيين وكتاب وممثلين اسهموا في بناء وتأسيس الحركة المسرحية العراقية " وتضيف" كانت مسرحية (ادرينالين ) ضيفة على المسارح العراقية اربع مرات، في مهرجاني اربيل والبصرة الدوليين، وفي دائرة السينما والمسرح ببغداد وشرفوني ان يكون افتتاح موسمهم المسرحي الاول في بيت المنتدى التجريبي بعرض (ادرينالين) هو عرض الافتتاح ،واخر مشاركة لي في العراق كان في مهرجان مسرح الشارع الدولي بمدينة كركوك وكانت مسرحية (ادرينالين) عرض افتتاح المهرجان".