حوار مع مبدع

رغداء جديد... عطاء الفنان لا يتوقف إلا بالموت

رغداء جديد... عطاء الفنان لا يتوقف إلا بالموت

2720 مشاهدة

رغداء جديد... عطاء الفنان لا يتوقف إلا بالموت

بدأت الفن منذ الصغر قلدت كل ما لفت انتباهها، أصوات وحركات مُدرسيها وزملائها وأخوتها كما قلدت الفنانة "سعاد حسني" تمثيلاً وغناء، إنها الفنانة المسرحية "رغداء جديد" التي أعلنت عشقها للمسرح في حفل تعارف أقيم بالجامعة، وتعرفت من خلال "هاشم غزال" على المسرح الجامعي الذي كان بوابة دخولها عالم المسرح عام "1986" في أول عمل مسرحي هو "رأس المملوك جابر" للراحل "سعد الله ونوس" ومن إخراج الفنان "أيمن زيدان" وكانت حينها طالبة في المعهد التجاري.

موقع eLatakia التقى "رغداء" لتتحدث عن مشوارها الفني مسرحياً وتلفزيونياً.

* ماذا تقولين عن باكورة أعمالك المسرحية؟

**
قدمت في مسرحية "رأس المملوك جابر" عدة شخصيات نظراً لقلة الممثلين حينها في المسرح الجامعي، وكنت أتوقع أنه سيكون العمل الأول والأخير لي بسبب نظرة المجتمع للفن والمسرح لكن تشجيع الفنان "أيمن زيدان" لي وإعجابه بأدائي، بالإضافة للدعم المعنوي الذي قدمه لي والدي وتحفيزه جعلني أتابع المشوار خاصة في ظل وجود مجموعة واعية تعمل في المسرح حينها منهم "فادي سفلو"، "رجب سعيد"، "محمد جوني"، "حسين عباس"، "أيمن شريتح"، "لبيب جريس"، وهو ما دفعني لتقديم مسرحية "الحكايا الثلاث" من إعداد وإخراج "جبرائيل كرتوش" و"الرحيل" للراحل "نبيه نعمان"، كنا نجهل ماهية المسرح وتعرفنا عليه من خلال الأعمال التي قمنا بها لاحقاً.

* وماذا تقولين عن مشوارك الفني؟

**
في المسرح اكتسبت الكثير من خلال الأعمال الكثيرة التي قدمتها وبصراحة كل عمل أضاف لي الكثير، وأكثر الأعمال التي أضافت لي الكثير هي مسرحية "صدى" حيث تجاوزت الكثير من النقاط من خلال تعاملي مع المخرج "نضال سيجري" وما زلت إلى الآن أتعلم وأستفيد في المسرح، في حين لا أعتبر أن العمل في التلفزيون أضاف لي شيئاً على الإطلاق لقلة المشاركة، وبالتالي وجود فترة طويلة من الزمن بين عمل وآخر، ولا أدري سبب بعدي عن الشاشة الفضية رغم أن المخرجين الذين عملت معهم كانوا يقولون لي أنني أمتلك إحساساً رائعاً لكن هذا ينساه من قاله على ما يبدو بدليل إبعادي عن أعمال لاحقة لهم.

* ما أسباب هجرة الفنانين للمسرح؟

**
أعتقد أن السبب الأول لهجرة الفنانين للمسرح باتجاه التلفزيون هو البحث عن الشهرة ثم يأتي المال ثانياً، وفي حال كان الأجر المادي للعمل المسرحي يناسب الفنان لترك التلفزيون وعاد إلى الخشبة، وللأسف في المسرح ندفع من جيوبنا لتأمين مستلزماته، وفي السنوات الأخيرة وجدنا دعماً للمسرح الجامعي ونقلة نوعية في المهرجانات التي تقام وهو ما أثلج صدورنا كفنانين مسرحيين.

* هل للفنان المسرحي عمر يتوقف فيه عن العطاء؟

** العمر ليس عقبة في وجه الفنان ولا يوجد عمر معين يتوقف عنده عن العمل، ولدينا حالات كثيرة تؤكد ذلك بدليل وجود عمالقة يقدمون أعمالاً مسرحية وأعمارهم تجاوزت الستين، وكلنا تابع القدير "عبد الرحمن أبو القاسم" في مهرجان "المونودراما" الأخير والفنان "زيناتي قدسية" كذلك، وفي "اللاذقية" أذكر زميلنا الفنان "عبد الله شيخ خميس" أطال الله بعمرهم جميعاً، الفنان المسرحي برأيي لا يتوقف عن العمل إلا في حالة المرض الشديد أو الموت، وهو يستمد طاقته من الخشبة والجمهور، وأذكر أنني كنت أستعد لمسرحية "جواهر المعبد" عام "2000" وقبل أربعة أيام من موعد العرض تعرضت لوعكة صحية أدخلتني المشفى ونصحني الأطباء بالراحة وعدم الحركة لكنني وبعد يومين عدت لأداء البروفات وقدمت العرض وكأن شيئاً لم يكن.

*
كيف ترى "رغداء جديد" واقع المسرح في "اللاذقية"؟

**
للأسف مسرحنا يعاني من أنانية التفكير وكل شخص يسعى ليحتكر العمل المسرحي ومنع غيره من العمل، إضافة لكثرة الشللية السلبية باستثناء قلة من المخلصين للمسرح لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

*
ارتباطك بالمخرج المسرحي "هاشم غزال" ماذا أضاف لك؟

**
لوجود "هاشم" في حياتي الكثير ولولاه لما دخلت المسرح وتابعت المشوار معه كانت الخطوة الأولى، وبدعمه ومساندته واصلت العمل، شجعني وساعدني وكلنا يعلم أن الفنان إن كانت زوجته من خارج الوسط الفني يعاني كثيراً، فكيف سيكون الحال وأنا فنانة؟.

وأخذ "هاشم" مني التشجيع المستمر وأحاول عدم الضغط عليه لمعرفتي بمدى صعوبة العمل المسرحي، بشكل عام علاقتنا كأسرة فنية ممتازة والحمد لله، وللأسف هناك بعض المخرجين يستبعدونني عن أعمالهم لوجود الشللية ولأنني زوجة "هاشم غزال"».

* ألا يؤثر سفره المتكرر سلبياً على حياتكم كأسرة؟


**
بحكم عمل "هاشم" في الإخراج المسرحي يضطر للسفر مراراً لتقديم عروض والمشاركة بمهرجانات خارجية وليس لسفره أي دور سلبي على الأسرة وتربية الأولاد، أولادنا وصلوا إلى عمر يساعدوننا فيه والفترة الصعبة في الصغر مرت بسلام بفضل مساعدة الأهل لنا عند سفرنا أنا وزوجي خارج المحافظة، وكعائلة نعيش حياة عادية خارج المسرح نستمتع بعلاقتنا الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء.
*
هل تتوقعين اتجاه أولادك إلى المسرح؟

** أتمنى ألا يكون الفن هدفهم لأنني وعبر السنوات الماضية واجهت منغصات عديدة، لكن ومهما حاولت إبعادهم عن المسرح لن أوفق لأنه يجري في عروقهم وسبق لكل من "وفاء" و"نور الصباح" أن شاركتا ببعض الأعمال.
وعن "رغداء جديد" الأم والزوجة تحدثت ابنتها الكبيرة "وفاء غزال" وهي في الثالث الثانوي: «أشعر بتضحية والدتي لتؤمن لنا كل ما يلزمنا ونظراً لأنني وأختي على مشارف امتحانات "ثانوية وإعدادية" فإن والدتي اعتذرت عن كل الأعمال التي عرضت عليها هذا العام لتؤمن لنا الراحة والأجواء المناسبة للدراسة«.
أما "نور الصباح" وهي في الثالث الإعدادي فتقول: «والدتي قدمت لنا الكثير وهي مثلي الأعلى وسأعمل لأكمل مشوارها الفني وبالتأكيد سأتجه إلى العمل المسرحي».
الفنان والمخرج والزوج "هاشم غزال" قال»:رغداء" هي الهواء الذي أتنفسه ورفيقة دربي وعمري وملهمتي في المسرح، لها الفضل في نجاحي الذي أخذ الكثير من نجاحها، وبلا مجاملة هي من أفضل فنانات المسرح على مستوى "سورية" وهي مظلومة ولم تأخذ حقها وأعتقد أنها تضررت لكونها زوجتي حيث استبعدها عدد من المخرجين عن أعمالهم وهم الذين خسروا فنياً».

يذكر أن بداية عمل "رغداء جديد" في المسرح كانت عام 1986 في الجامعة وتابعت مع المسرح الجامعي كممثلة ومدربة، شاركت في تأسيس فرقة نقابة المعلمين في الجامعة وهي من مؤسسي المسرح القومي باللاذقية، وعضو نقابة الفنانين في "سورية"، ومُدرسة ومدربة لشباب المسرح الجامعي حالياً، من أعمالها في المسرح الجامعي "مغامرة رأس المملوك جابر" إخراج "أيمن زيدان "، "الرجل الذي صار كلباً" إخراج "جبرائيل كرتوش"، "الرحيل" إخراج "نبيه نعمان"، "العين" إخراج "حنا يوسف"، "زوبك" إخراج "رجب سعيد"، "الممثل" إخراج "حنا يوسف"، "أول من صنع الخمر"، "حكايا الملوك"، "حفرة"، "جلجامش" إخراج "هاشم غزال"، "صدى" إخراج "نضال سيجري"

ومع نقابة معلمي الجامعة قدمت مسرحية "اللعبة الجهنمية" إخراج الدكتور "محمد بصل"، وقدمت مع نقابة الفنانين "العائلة توت" إخراج "حسين عباس"، "العرس الوحشي" إخراج "هاشم غزال"، وقدمت مع نقابة عمال النقل البري "الملك هو الملك" إخراج "ياسر دريباتي"، وفي المسرح القومي "المطلوب حياً"، "الجاكيت"، "الرجل الذي صار كلباً"، "بطاقة دعوة"، "الكسلان"، "صاحب الدكان"، "نبع الغزلان" وجميعها إخراج "سلمان شريبة"، "موت موظف"، "سعيد السعداء"، "الديك الحكيم"، "كارت الأوغاريتي" وهي من إخراج "لؤي شانا"، "الأميرة القبيحة"، "ليلى والذئب" من إخراج "كمال قرحالي"، "جواهر المعبد"، "القناع" إخراج "عبد الله شيخ خميس".


وفي التلفزيون شاركت بالعديد من الأعمال منها "وجهاً لوجه"، "تحولات"، "حرائر النساء"، "أمواج"، "يروي الرواة"، "العوسج"، "رمح النار"، "الخطوات الصعبة"، "أخوة التراب"، "ياقوت"، "العنيد"، "بارود اهربوا"، "البواسل"، "نوادر أبو دلامة"، "ليل المسافرين"، "نساجة ماري"، "أبو عاكف"، "المغامر"، "رياح الخماسين"، "شخصيات تاريخية"، "الزلزال".

بقلم : خالد جطل

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية