مواضيع للحوار

مسرحية  اوركسترا  تعاين قضايا المرأة

مسرحية اوركسترا تعاين قضايا المرأة

1063 مشاهدة

مسرحية  اوركسترا  تعاين قضايا المرأة

 

FAWANESALMASRAH

 

 

الفوانيس المسرحية

  تتشكل مسرحية «اوركسترا» من إحدى عشرة لوحة، حيث تُبنى المسرحية على الكوميديا السوداء، التي تصور شخصيات منهارة تعاني آلام الحياة وقلقها واضطرابها، فتدفعها للبكاء مرة، وللضحك مرة أخرى، بل يكاد يختلط البكاء والألم معاً، في تصاعد لحظات مفارقات الحياة بين الأمل المنشود والحلم الضائع، بإثارة قضايا المرأة المعاصرة، ما بين خسارات الواقع الفاقد للحب، في زوجة محافظة، وزوج يبحث عن متعة اللحظة المرهونة بالفشل، وعشيقة متحررة تكسر قواعد المجتمع، فالأولى تعيش في وهم لقاء زوجها الذاهب للحرب دون عودة، أوزوج شرّع لنفسه الخيانة، وعشيقة  فقدت قدرتها في الحياة المؤطرة بالزواج.

تُبرز المسرحية معاناة خمس نساء في ملجأ للعجزة، يتحركن على كراسي المقعدين، يستعدن الماضي في خسارات الحاضر، من خلال لحظات الاسترجاع ولحظات الاستباق السردي، في حوار مباشرة تقطعه مونولوجات تكشف عن دواخل النفس الإنسانية، وتشظي الذات، في صور بصرية وموسيقية ورقصية.


استطاعت كاتبة المسرحية الروائية "سميحة خريس" أن تقدم نصاً درامياً يسخر من واقع اجتماعي مصاب بالانفصام، وبعيداً عن التهريج والضحك غير المبرر، وإنما قدمت نصاً جاداً يحمل هموم المرأة العربية المعاصرة، ويخرج عن تنميط الواقع، ويتميز بلغة شاعرية قائمة على التخييل، واستطاعت مخرجة المسرحية الدكتورة "مجد القصص" أن تقدم عملاً مسرحياً على خشبة المسرح بجدية الطرح، وما تحمله المسرحية من كشف الواقع بتناقضاته، وهذا العمل ينضاف إلى أعمال مسرحية جادة قدمتها (القصص) عبر مسيرة فنية خصبة، لا تقل عما قُدّم في المسرح العربي والعالمي.

كان لفريق العمل، في هذه المسرحية، دور كبير في صناعة نجومية الممثل "الأردني"، رغم قلة الإمكانات، وقد أحرزت المسرحية، بما تنطوي عليه من تمثيل وموسيقى وتصميم وديكور وتصميم وإضاءة وغيرها، نجاحاً لافتاً للنظر، بل نجاحاً يفوق المتوقع، خاصة أننا نتعامل مع المسرح الذهني، ومشاهد قادر على ربط مفردات المشاهد ببعض، والخروج عما هو مألوف في المسرح (الشائع) على خشبات المسرح، القائم على الضحك، ويحكمه شباك التذاكر.

قد لفت نظري القدرات التي يتمتع بها فريق التمثيل، دون استثناء أحد، وأخص بالذكر"زيد خليل مصطفى" و"نهى سمارة".
هذه المسرحة تؤطر لأعمال مسرحية أخرى، وتفتح نافذة على مكانة المسرح في "الأردن"، وما وصل إليه، بجهود فردية، ودعم مؤسساتي شحيح، بما تحمله تلك المؤسسات من ميزانية شحيحة، باعتبار الثقافة ترف وفائض عن الحاجة، ولا أهمية لما تقدمه!

د.زياد أبولبن
"الدستور"