مواضيع للحوار

مهرجان المسرح العربي الشجرة التي ترمى فيساقط ثمرها..

مهرجان المسرح العربي الشجرة التي ترمى فيساقط ثمرها..

1391 مشاهدة

هايل المذابي ....

كنت قد ذكرت في مقال لي عن مهرجان المسرح العربي و دواعش المسرح، كنت قد كتبتها وأشرت أن للحديث بقية،  بخصوص الهجمة التي وجهت ضد الهيئة و ضد البرنامج الخاص بمهرجان المسرح العربي في دورته التاسعة (دورة عز الدين مجوبي) المنعقدة مؤخرا بمدينتي وهران و مستغانم بالجزائر ١٠-١٩ يناير ٢٠١٧.

لمن لا يعرف فإن "الجزائر" هي وطن المسرح العربي التي تضاهي بمهرجاناتها المسرحية المنعقدة على مدار السنة في "ولاياتها الخمسين"،  ما يقام من مهرجانات مسرحية في الوطن العربي بأكمله و عددها "حوالي ٢٠٠ مهرجان" . و بناء على ذلك فإن القول بأن البرنامج الخاص بمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح هذا العام في "الجزائر" هو برنامج ضعيف قول بائس جدا لا يرقى أو لا يستند إلى أي مرجعية واقعية لا لشيء إلا لأن موطنا "كالجزائر" لا يمكن أن يعتبر مهرجانا ضعيفا في برنامجه ممثلا لها و ها هي تنفي ذلك و تتفاعل بكل أطيافها معه أكثر مما تفعله مع أكبر مهرجاناتها المسرحية التي تعقدها بل و أن أكبر الواجهات الفنية لها قد شاركت في هذا العرس المسرحي العربي.

إن القول أيضا بأن العروض المتنافسة على جائزة "الشيخ القاسمي" في المهرجان هي عروض يتم تجميعها بعد عرضها و فوزها في مهرجانات عربية من قبل يبطل مفهوم التنافس الذي تنتهجه الهيئة و تشكل من أجله لجانا "للتحكيم قطرية" أولا تقيم كل العروض في كل بلد على حده ثم لجنة خاصة تتنافس أمامها العروض المختارة لتقديم الأفضل منها في المهرجان و تتنافس ضمن برنامجه

 .. في موضوع المناظرة وجدت من يستنكر أن يوجد لجنة تحكيم للمناظرة و كنت سأغفر لذلك القول لو لم يكن البروفيسور "واسيني الأعرج" ضمن تلك اللجنة و هو أستاذ الأدب في "جامعة السوربون الفرنسية" الذي لا يجوز لنا الحديث عنه في هذا المقام لأننا لن نفيه حقه؛ إن أعظم المناظرات في العصر الحديث و خلال الخمسة عقود الأخيرة قد جرت بين عالم اللسانيات "نعوم تشومسكي" و بين الفيلسوف الفرنسي "ميشيل فوكو" و لم يكن فيها لجنة تحكيم لكن مرد ذلك أنها لم تكن تؤصل لشيء بل كانت تسعى لإنضاج مجموعة من الأفكار العظيمة من خلال حوار فلسفي لا يستند إلى مرجعيات سابقة بل هي أفكار إبداعية لكلا المتناظرين أحدهما يمثل "فكرا رأسماليا بنيويا" و الآخر يمثل "فكرا ماركسيا اشتراكيا".. و بالقياس على ذلك نجد أن المناظرة لا تحتاج للجنة تحكيم لأن وجودها أو عدم وجودها لن يغير في الأمر شيء.

و بالنظر إلى مناظرة الريادة في المسرح العربي ووجود لجنة تحكيم فيها فإن وجود هذه الأخيرة أمر في غاية الضرورة لأن الاستنادات المرجعية تسعى للتأصيل و الإثبات لشيء من خلال مجموعة من الوثائق لطرفي المناظرة و لا بد أن ضوابط تحكم المسألة تتمثل في لجنة التحكيم.. أما غير هؤلاء من المنتقدين و هم كثر فنختصر الطريق بدلا من الخوض في النقاش حول ما يصدر عنهم من أقوال و أفعال و بيانات بقول شعبي يناسب تلك الأفكار الهلامية و السفاسف الشيئية يقول "مخرب غلب ألف عمّار" لا لشيء إلا لأنهم يقومون بدور الهدم و الخراب وهذا الفعل يناسب كسالى الفكر و الوعي و يصطلحون على تسميته بالنقد في العوالم السفلية من كوكب الأرض.. و التخريب يناسب الكسالى لأنه أسهل من البناء.. و قطع الشجرة أسهل من رعايتها و إنمائها..  و بناء على ذلك فإن القول بأن البرنامج الخاص بمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح هذا العام في "الجزائر" هو برنامج ضعيف قول بائس جدا لا يرقى أو لا يستند إلى أي مرجعية واقعية لا لشيء إلا لأن موطنا "كالجزائر" لا يمكن أن يعتبر مهرجانا ضعيفا في برنامجه ممثلا لها و ها هي تنفي ذلك و تتفاعل بكل أطيافها معه أكثر مما تفعله مع أكبر مهرجاناتها المسرحية التي تعقدها بل و أن أكبر الواجهات الفنية لها قد شاركت في هذا العرس المسرحي العربي.

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية