مواضيع للحوار

هدى عامر تقدم لأعضاء مجموعة  المسرح ثقافة  كتاب  المسرح العربي من الاستعارة الى التقليد لأحمد الشرجي

هدى عامر تقدم لأعضاء مجموعة المسرح ثقافة كتاب المسرح العربي من الاستعارة الى التقليد لأحمد الشرجي

1171 مشاهدة

هدى عامر تقدم لأعضاء مجموعة  المسرح ثقافة  كتاب  المسرح العربي من الاستعارة الى التقليد لأحمد الشرجي

 

FAWANESALMASRAH

الفوانيس المسرحية

 

 في إطار برنامج كتاب مسرحي الذي تنظمه مجموعة “المسرح ثقافة” على الواتساب – وهو برنامج يهتم بطرح نبذة عن اصدار مسرحي من طرف أحد  المسرحيين الاعضاء في المجموعة لمدة نصف ساعة – قدمت الاستاذة "هدى عامر" عرضا ملما بكل محتويات كتاب المسرحي العراقي "أحمد الشرجي" الموسوم  “المسرح العربي من الاستعارة الى التقليد” 
وقد ناقش اعضاء المجموعة محتويات الكتاب باستفاضة واهتمام وبمشاركة مؤلف الكتاب الذي اجاب على اسئلة المتفاعلين مع النقاش. وقد أدار  الحوار الاستاذ "سامي الزهراني". وفيما يلي ما طرحته "هدى عامر" في مجموعة “المسرح ثقافة” حول الكتاب :

كتاب أستاذ "أحمد الشرجي" صادر عن دار ومكتبة عدنان لنشر (المسرح العربي من الاستعارة إلى التقليد) کتاب یتضمن  خمسة فصول معنونة كالآتي:

الرمزية والمسرح الإصلاحي

وفيه:  الائتلاف والاختلاف / ادولف آبیا / إدوارد كوردن كريك / كن فنانا مسرحيا / التجانس / خطوط كوردن كريك

إشكالية التأصيل والهوية في المسرح العربي:

مدخل يجمع مناقشة الماضي بالحاضر وما نجم عنهما.


هل حرم الإسلام الفن؟

وهل الأكثر إثارة في سجال الحرية وصراع  المبدع من أجل البقاء ..وفي العناوين  التالية تأشير لقراءة توثيقية تاريخية في رحلة التأسيس بين "مارون النقاش" و "أبو خليل القباني" و"يعقوب صنوع".
ثم نأتي إلى موضوع آخر ولكنه بذات الاتجاه انهمسرحة التاريخ

أما في عنوان آخر فسیکون موضوع (الجسد بوصفه تابو) میدانا لمعالجة ساخنة في الإطار وهو يفضل فيتحدث عن الجسد عربيا بمقابل أشكال تعامل مع موضوعة الجسد… ليبدأ بعد ذلك رحلة إجابة مصاغة بطريقة الأسئلة قائلا:
هل تأثر  المسرح العربي بالخطاب الديني، ومن ثم ساهم بسجن الجسد؟

وبقى الجسد مابين طروحات المقدس والمدنس؟

وهل طهرانية الجسد كمفهوم دیني قرآني حال من دون تحرره ومن ثم أمسى أحد الأسباب التي ساهمت في عدم تطوير المسرح العربي؟

أما الفصل الثاني فجاءت عناوين مباحث "أحمد شجري" في كتابه  كالتالي :

قراءة في الإخراج والتنظير في المسرح العربي :
التصور الإخراج من خلال النص المسرحي بنماذج:
المسرح الذهني عند توفيق الحكيم
سامر…يوسف ادريس الريفي

متنقلا بعد ذلك جغرافيا إلى حيث تجربة عربية آخر في المسرح العربي وهي:

الكتابة الجديدة في المسرح العراقي… "يوسف العاني" نموذجا.
ليقرأ أولا :
الواقعية عند "يوسف العاني" كما جاء في نماذج مسرحية له ممثلة في :
رأس الشليلة1951
فلوس الدواء 1952
ستة دراهم 1954

وفي تلمس لإبعاد تلك التجربة يقرأ :لغة الشخصيات ثم إشكالية الارشادات المسرحية التي يرى أنها لعبت …دورا مهما في  تعريف القارئ  /المخرج/الممثل/مصمم الديكور/المؤلف الموسيقي بالأسلوب الذي أنتهجه النص بتوفير معلومات كافية لاغناء تصوراتهم المسرحية. بعد ذلك يبحث في تأثيرات "برتولد برشت" في التجربة ليستخرج

في الفصل الثالث من الكتاب

تناول المؤلف التصورات الإخراج في العرض المسرحي مشيرا إلى :الفرجة الكبرى …."الطيب الصديقي" نموذجا مختارا . إن هذا يتطلب عنده مناقشة في (مسرح العبث،وفي انتظار مبروك )وكذلك (توظيف التراث والتاريخ  العربي) مشيرا إلى أن هذه الإشغالات هي التي أعطت لصانعها هوية التميز لتجربته وذلك من خلال عوامل عدة منها :
توظيف المكان
توظيف إعداد بشرية كثيرة في العرض المسرحي.
مشاركة عناصر غير بشرية في تقديم العرض.
الدقة المتناهية بهندسة المكان .

ولا تنتهي بروجكتراته الضوئية الساطعة من كشف تجربة حتى تبدأ بأخرى ممثلة هذه المرة ب:
حكواتي "روجيه عساف" واتجاهه إلى العمل الجماعي والاتصال الحقيقي مع الجماهير مرتكزا على نقطتين رئیستین  هما :
تغير نوعية العلاقة مع الإنتاج المسرحي وتغير نوعية العلاقة مع الجمهور وسرعان ما يعود إلی بلد تجربة "يوسف العاني" متنقلا هذه المرة إلى جيل آخر في المسرح العراقي تجربة مسرحة الصورة لدى القصب فيض عنوان :
مسرح الصورة عند "صلاح القصب" وبين قراءة في مسرح الكادر يوشر إلی خصوبة جهد القصب ومسرحه  ثم يتجه إلى تفاصيل في توصيف التجربة :
فردوس المتلقي عند القصب
فردوس التأثر
فردوس اخير.

تناول في الفصل نفسه أثر التجربة الفرنسية في المسرح المغربي الطيب الصديقي نموذجا مؤشرا استفادة الصديقي من "جان فيلار" والمسرح الشعبي وان "الصديقي" يبقى عربا لمسرح الشعبي في الوطن العربي برمته لاعتبارات عدة منها:
1
- عمله مبلور فكرة المسرح الشعبي /المخرج الفرنسي جان فيلا
2- اهتمامه بنقل العرض المسرحي إلى أماكن جديدة على المتفرج .
3
- عمله مع نقابات الشغل وتشكيل فرقة مسرحية هدفها تقديم عروض مسرحية لفئة العمال .
4
- توظيفه لمظاهر الاجتماعية المغربية والعربية مثل (الحلقة، البساط، الحكواتي، المقامات).
5- عمله على إعادة روح الاحتفالات الشعبية لمسرح.
6
- توظيفة إعداد هائلة بشرية وغير بشرية  في عروضه المسرحية.
ثم يتابع تفاصيل معالجته في عناوين
خيط الحرير في يد الطيب الصديقي.
أثر العبث.
في انتظار كودو .
امديه اوكيف التخلص منه.

وفي الفصل الرابع

تناول تجربة "جواد الاسدي" المسرح وطن.
وتدوين يوميات البروفة عند "جواد الاسدي" وما قبل البروفة. وطاولة فندق الشام .وطاولة مكبث وبروفات الطاولة .

الفصل الخامس والأخير

تناول فيه المؤلف نهارات المشهد النقدي الجديد في المغرب سعيد ناجي نموذجا ملامح الاستقلالية في الاقتباس والتأثير في خصوصية المعالجة المحلية الجديدة..

يذهب "الشرجي" إلى ان  "سعيد الناجي"  يشكل ركنا مهما من أركان نهارات المشهد في المغرب .حمل كتابه الأخير (البهلوان الأخير أي مسرح العالم اليوم)كثيرا من الأسئلة المفتوحه التی تتیح للقارئ مساحة كبيرة للحفريات المعرفية الواعية على ماهية الظاهرة المسرحية .حفريات النقدية تسعى لإزاحة الترهل والمكرر والعادي  من المشهد النقدي المغربي والعربي حيث امتازت تجربته في مولفاته الأولى النقدية الواعية  لظاهرة المسرحية نلمس هذا في التجريب  في المسرح 1998 – والمسرح المغربي وخرائط التجريب 200 من خلال النظريات المسرحية وتداعياتها على المشهد المسرحي بشكل عام الأسئلة  المفتوحة نتاج تلك القراءات النقدية  التي تحيل التطور الهائل في المسرح العالمي إلى اكتشاف الضوء في القرن 18 الذي مهد اشتغالات مهمه علی مستوی الضوء والسنوغرافيا والديكور ما ساهم أيضا بحضور الجانب السايكلوجي للممثل على الخشبة كذلك ظهور المدارس التشكيلية الحديثة منذ نهاية القرن 19 كل ساهم بتطور العرض المسرحي وتنوعت اتجاهاته. وإصداره كتابه الاخير (البهلوان الأخير. ..أي مسرح لعالم اليوم؟)

ضم الكتاب كثيرا من المحاور (الأسئلة ) التي تضيء مناطق معتمة في ماهية المسرح بعدم تقديس النصوص والنظريات حيث بدأها في المحور الأول المسرح في المجتمعات الاستهلاكية الحديثة والذي طرح هل ماتزال الحیاة المشتركة بين الناس بنفس المواصفات التي كانت  قبل انتقال المجتمعات الاستهلاكية المدعومة من قبل شبكات التواصل والتوزيع الرهيب؟ وهل مازال المسرح عالميا كان أم عربيا في الحاجة إلى نظريات متكاملة ؟وفي هذا السؤال المهم يفتتح الكاتب محوره الثاني  هل هي نهاية النظريات المسرحية حيث يعلن  عن انتهاء زمن "بريشت" ونظرية المسرح الملحمي،و "انتونان آرتو" ومسرح القسوة وكذلك "كروتوفسكي" ومسرحه الفقير  فلقد كان أصحاب تلك النظريات بدأوا من خلال الممارسة المسرحية الخشبة كانت المحك الحقيقي لبلورة تلك النظريات وبالتالي تنوعت مصائر هم  .

ولكن ما بهر في تاريخ هذه النظريات وفي تجربة المسرح المغربي الحديث  أن أول من كان يحس بزمن انتهاء النظريات الكبرى هم المسرحيون  أنفسهم ،وتحديد اصحاب تلك النظريات  التي بذلوا جهدا كبير في بلورتها  غير جهد البيانات  الثرثارة وهكذا انتهى  برشت للحديث عن المسرح جدلي بدلا من المسرح الملحمي والتصق بكتابة الشعر بعد انتباهته الذكية لأثر الذي تركته مسرحية الأم شجاعة  بعد عرضها البارسي. بتعاطف واندماج الجمهور معها وصل حد البكاء رغم أن نظريته تذهب إلى عكس ذلك تماما لأنه أقام مسرحه على التغريب والمسافة بين الممثل والجمهور ولم يختلف الحال عن "كروتوفسكي" حيث فصل العزلة والاهتمام بالتنظير وإلقاء المحاضرات .

تطرق الكتاب أيضا لتجربة التى قدمها "روجيه عساف" في محترف "بيروت" المسرحي والتي شكلت خصوصية عساف مخرجا على الساحة المسرحية اللبنانية والعربية التي استقبلت مشروعة (مسرح الحكواتي)بترحيب كبير لکن  تجربة "عساف" ومشروعة بمجملهما علی تناص كبير مع تجربة "اريان منوشکین"  ومسرح الشمس هذا التناص بدأ من تشکیل فرقه مسرحیه مستقله (محترف بیروت للمسرح) هذا المحترف (الفرقه )استفاده کبیره من تجربه (مسرح الشمس)الفرنسية   فإننا نجد مسرحية "منوشکین" التی حملت عنوان رقمی (1789)ومسرحیه  "عساف" الأولى تحمل اسم (1936)وايضا المادة المسرحية في كل مسرحية وهي الاحداث التي جرت في تلك الأعوام (في مسرحية مسرح الشمس 1789و1793) ومسرحيه فرقه الحکواتی 1936 مشابهات ومطابقات کثیر فی تحدید الموضوع التاريخي  والعمل عليه وكتابته وتقديمه ودور الكتابة الجماعية وطبيعة النص والفضاء المسرحي الأول تحكي وقائع تاریخیه مهمه بالنسبه لذاکره الجماعية  الفرنسية ومسرحية الحكواتي أيضا تحكي عن وقائع تاریخیه  مهمه لذاکره الشعبيه العربیه.

وسلط الضوء ايضا على تجربة يوسف العاني في مسرحية  (انا امك يا شاكر 1955) حيث سجلت هذه المسرحية اول تأثير للأدب الاشتراكي في المسرح العراقي  لتناص شخصية (أم شاكر )مع شخصية (الام) عند "غوركي" ذائعة الصيت فلقد حملت "أم شاكر" كثير من صفات الأم "لغوركي" صلابتها قوة شخصيتها جلادة قلبها الوعي التقدمي الروح الوطني هذا التأثير يرجع لوجود الأدب الاشتراكي والفكر الماركسي الكبير داخل الثقافة والمجتمع العراقي آنذاك وتنامي الحركات اليسارية التقدمية التي تعمل على إيصال خطاب تنوير داخل المجتمع تأثر العاني بالأدب الروسي كثيرا بسب وله بالإنسان فكانت آثار چیخوف،وغوركي، تولستوي وغوغول)واضحة على أعماله.

تجربة الصديقي لإخراج مسرحية يونسكو (امديه أو كيف نتخلص منه)والتي أصبحت فيما بعد (مومو بوخرصة)والتي نجد في حكايتها بعدا حقیقا عن المسرح المغربي وعن مشاکله  وهمومه ألیومیه  هي حكايته زوج وزوجة لو يغادر منزلهم منذ خمسة عشرا عاما يحصلون على طعامهم من خلال النافذة على  الرغم من  هذه العزلة لكن الزوجة مادلين كانت تتصل بالعالم الخارجي من خلال عملها على مقسم الهاتف والذي يتيح لها إرسال نداءات إلى مكتب رئيس  الجمهورية .العزلة والتواجد اليومي لهما في نفس المكان جعل الزوج أمدية كثير الخصام مع زوجته مادلين بسبب وجود جثة في غرفة النوم فهي الضيف الثقيل .يوكد في تجربته المسرحية  هذه رسوخ تيار العبث. الصديقي لجاء لاقتباس معظم أفكار المسرحية وأضاف عليها الجو الكوميدي من أجل تبسيطها لمتفرج المغربي وایضا لکونها مسرحیه ثقیله  بحکایتها وفکرتها لکنه حافظ علی فکرتها الفلسفيه.

هدى عامر