مهرجان طائر الفينيق المسرحي الرابع 2012

فعاليات اليوم الثاني لمهرجان طائر الفينيق المسرحي الرابع 2012

فعاليات اليوم الثاني لمهرجان طائر الفينيق المسرحي الرابع 2012

1667 مشاهدة

تسمر فعاليات المهرجان بمشاركة الجمهور الذي احتضن بالمحبة والسلام فرقة طائر الفينيق المسرحية كأم رؤوم تهدهد طفلها بالصوت الهادئ والغناء يحمل مفردات الإنسان القائمة على المحبة كرامة وسلام، لينعم بظل الحضارة معرفة ووعيا وإبداع، يتجسد هذا الإبداع بميلاد ثلاث تجارب لأكمام ورد حديقة "فرقة طائر الفينيق المسرحية" نهلت مفردات الفن المسرحي من نبع الفنان القديس الأب "فؤاد معنا" الذي ترك قطرات الصفاء تغسل عينيه عندما صفق الجمهور لهذه التجارب التي تجسدت بأعمال  البراعم "سناء محمود"، "اليانا سعد"، "هاني معنا" تشجعهم على الاستمرار في اعتلاء الخشبة ليحققون ذواتهم على طريق الإبداع الفني المسرحي أزهار يقدمونها لجمهور "طرطوس" أولاً، وللجمهور في كل أرجاء سوريا أمنا العظيمة، متعة وفائدة برؤية ترتكز لذائقة جمالية كرستها المعرفة ببعدها الاجتماعي الإنساني...

عرافة الحفل نقلتنا بقطار محبتها إلى المحطات التي توقف عند كل واحدة القطار لنرى ما حمله اليوم الثاني . وكانت العرافة اليوم للشاعرة "أحلام غانم" قدمت العمل الولادة مسرحية "زنار شرقي". والشباب أعضاء الفرقة المسرحية: سناء محمود، ريتا حمود، مراد بدره...

البداية كانت مع العرض المسرحي بعنوان "مملكة الأموات" تأليف وإخراج: فؤاد معنا..تمثيل: مرتضى ديبة، هاني معنا، البانا سعد..تنفيذ إضاءة: وليد فاضل..

والعمل أخذ الطابع الاجتماعي/السياسي يجسد معاناة الشباب في شق حياتهم لتكوين الخلية الأولى في المجتمع/الأسرة التي تتعرض للإخصاء والاغتصاب لتفقدها أهم مفرداتها للولادة واستمرار الحياة، عبر حوار حمل مقولة "أن الموت هو الحرية" من خلال الصورة التي تضمنت بإطارها رؤية إخراجية استطاعت أن تجسد مشهدية بكافة ألوان الفن المسرحي لتوصيل الرسالة التي رغب المؤلف والمخرج أن يوصلها للجمهور، عبر فن الممثل المؤمن بهدفه خلق تواصل مع الجمهور، الذي بادلهم المحبة بالحب..

الفقرة الثانية كانت مع سكتش كوميدي بعنوان "مدير طرطوسي" تأليف: فؤاد معنا..إخراج: "هاني معنا"..تمثيل: فيصل حمدي، مراد بدره...تنفيذ إضاءة: وليد فاضل.. حيث تناول أحد مفردات الفساد التي يعاني منها المواطن مباشرة عندما يكون الشخص غير المناسب في المكان المناسب لمن ÷و أكثر طهارة ونظافة، تلك تجربة إخراجية للشاب الجميل "هادي معنا" التي استطاعت أن تحرضنا لمتابعة هذه الولادة السعيدة..

الفقرة الثالثة كانت فنية / راب /  يوأديها كل من : هادي سلمان، جورج مسوح، راني معنا..تخللها / بريك دنس /..الملفت بهذه الفقرة أنها رغم اعتمادها الإيقاع الغربي، لكن كلمات الأغاني جسدت رؤية نقدية للكثير من المواقف الفاسدة والتي تمس المواطن والوطن، تفاعل معها الجمهور وصفق لها بمحبة..

ومسك الختام كان مع العرض المسرحي "زنار شرقي" تأليف وإخراج: "اليانا سعد"..تمثيل: فيصل حمدي، هاني معنا، مراد بدره، سناء محمود، ريتا حمود..تنفيذ موسيقى ومؤثرات: فؤاد معنا، تنفيذ إضاءة: وليد فاضل..

التجربة الأولى للشابة "اليانا سعد" الهاوية للمسرح، بصفة ممثلة، التقاها الجمهور بالعديد من أعمال "فرقة طائر الفينيق المسرحي"..

اليوم يشاهدها كاتبة، ومخرجة، تجسد طموحها بالارتقاء بذاتها معرفة وثقافة مسرحية، بشقيها الأساس – التأليف والإخراج – وفي أول تجربة تقدمها للجمهور أخذت المنحى الاجتماعي برؤية نقدية لبعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي تشكل عائقا أمام تطور مفردتي المجتمع الأساس – الأنثى، الذكر – بوصفهما يملكان معا أهم حالة إنسانية الولادة/الاستمرار بالحياة يكمل كل منهما الآخر ليشكلا عضوية واحدة يتفرع عنها أغصان وزهور وثمرات المجتمع، فقد خلقا من نفس واحدة، لكن الأنا الجاهلة خلقت صراعا يفرق بينهما، ويحولهما لأداة يتلاعب بها من له مصلحة بوضع الزنار حول رقبة الأنثى، وليس على خصرها، لتكون تابع يتعرض لكل حالات القهر والعبودية..من خلال مصح ضم شخصيتان فتاة، تعرضت للظلم والقهر، من والدها، لتتشكل عندها عقدة الخوف، والرهاب، وشاب تعرض للاغتصاب من المستخدم/الآذن وشكلت لديه عقدة الخوف من الذكور..يلتقيان بهذا المصح يتعارفا ببراءة الطفل ويحبان بعضهما ويقبلها متوهما أنها تحولت لزوجته، وفعلا نراها حامل، والدهشة التي سرقتنا من الحدث/الحب تتحول الممرضة لنرى عقدتها من العنوسة، والطفولة المقهورة بتسلط الأب والأخ والأم كل يمارس قهره عليها وكأنها متوالية هندسية..والمفاجأة الأخرى والتي حققت الدهشة على صعيد النص المجسد تحول الطبيب المعالج لراوي يطلعنا على معاناته في الطفولة وتعرضه للقهر من والده السكير، المخمور، الذي ينعته بالفاشل، وكأن بالكاتبة المخرجة ترغب بتوصيل رسالة هامة تشير لضرورة الخروج من هذه الحالة من الصراع، لأنها أصبحت دائرية الحركة فكريا وعمليا وسلوكا مجاف للحقيقة والحياة الإنسانية المظللة بالحرية المعرفية والكرامة باحترام كل منا للآخر..لتنهي عملها المسرحي بمشهدية مسرحية تقول، من خلال حل إخراجي تجسد بأن أطلعنا أن الحمل كاذب فقد وضعت المريضة اللعبة على بطنها، وقبلة الشاب معتقدا أن حبه لها هو الزواج والحلم بالطفل، لكن يصلان للخاتمة أن الحب في مجتمعنا مجرد لعبة...

كنعان البني – طرطوس

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية