مهرجان الشباب المسرحي الرابع في طرطوس

فعاليات اليوم الخامس لمهرجان الشباب المسرحي في طرطوس 2009

فعاليات اليوم الخامس لمهرجان الشباب المسرحي في طرطوس 2009

2109 مشاهدة

فعاليات اليوم الخامس لمهرجان الشباب المسرحي في طرطوس 2009

جاءت فعاليات المهرجان على الشكل التالي :

1 –  ورشة عمل لمن يرغب من المسرحيين .

2 –  لقاء مع الفنان بسام كوسا

3 –  عرض مسرحية " رباعية الموت " تأليف : آرييل دورفمان ، إعداد وإخراج : يوسف  

       شموط ، لفرقة فرع اتحاد شبيبة الثورة – فرع حماة ، الساعة الخامسة مساء على خشبة        

       المسرح القومي .

4 –  عرض مسرحية " ظل رجل القبو " توليف عن نصوص / تشيخوف  "العنبر" و ماركيز "

       خطبة لاذعة" ، إخراج : سعيد حناوي ، لفرقة المسرح الشبيبي بدمشق ، الساعة السابعة  

       مساءً على خشبة مديرية الثقافة .

5 –  ندوة حوار مع المخرجين بعد عرض العمل الثاني في صالة مديرية الثقافة .

1 – بدأت ورشة العمل مع الراغبين من المسرحيين في طرطوس ومن الفرق المشاركة في المهرجان ، وعمل مع الورشة الدكتور سامر عمران ، الذي يحمل إجازة في الفنون المسرحية / قسم التمثيل / دمشق ، عمل معيد في المعهد العالي للفنون المسرحية / قسم التمثيل/ في مادتيّ التمثيل والحركة المسرحية والليونة ، نال دبلوم الدراسات العليا قسم الإخراج المسرحي من أكاديمية الفنون المسرحية / كراكوف / عام 1995 من جمهورية بولونيا . عين في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق كمدرس لمواد / الإيماء والحركة المسرحية ولا يزال على رأس عمله حتى الآن . كلف بمهام وكيل المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2001 ، كما كلف بمهام عميد المعهد العالي للفنون المسرحية 2002 – 2006 . قام بأول عرض إيماء بتاريخ المعهد بعنوان " صمت " في قسم التمثيل عام / 1999 / . وقام بالعديد من ورشات العمل في كل من " اليونان والجزائر و الدانمارك " وأخرج  العديد من المسرحيات ، وصمم الكثير من السينوغرافيا للعديد من المسرحيات وأشرف على الكثير من الفرق المسرحية والراقصة  ، كما قام بتصميم وتدريب العديد من المعارك لبعض المسلسلات التلفزيونية .

بكل بساطة تحدث قائلاً : ياشباب هناك حركات تصدر عن الجسد بدون أن تتلقى أية أوامر كي تقوم بكذا أو تفعل كذا ونجدها في سلوكنا اليومي من حركة اليد لأخذ شيء ما ، أو تناول الطعام ، وجميع الأفعال العادية التي نحن بحاجة لها ، وهناك أفعال تحتاج إلى أمر يصدر عن الجهات المتحكمة بالجسد كي يقوم بها وأغلبها متعلقة بمجمل الأعمال التي نقوم بها مع الوسط الخارجي المحيط بنا المهنة والحرفة والوظيفة .... الخ. لكن من الضروري أن نعرف أن هذا يتم عند الإنسان السوي ، أما الإنسان من ذوي الحاجات / معاق فالأمر مختلف كل فعل عنده يحتاج إلى أمر ؟؟؟؟ كي يتم التنفيذ لهذا الفعل مثلاً : أنت تريد أن تشرب كأس ماء ، مباشرة وتلقائياً تأخذ الكأس المليء بالماء وتشرب بكل بساطة ، لكن المعاق يحتاج أن يصدر العديد من الأوامر نتيجة الخلل الذي لديه حتى يستطيع أن يشرب .

وأضاف أن الهدف من من ورشة العمل هذه أن نتعرف على جسدنا وآلية حركته المباشرة وغير المباشرة ، بوصفنا نرغب بالعمل بالمسرح ، وهذا يتطلب منا قبل كل شيء أن نتعرف على هذا الجسد من الداخل والخارج بما يخص الهدف الذي نسعى له وهو التمثيل ، على أمل أن نحقق النجاح ونكتسب المهارات الواجب معرفتها من الممثل ، كي يسخرها عندما يقف على خشبة المسرح ضمن الشخصية التي سيلعبها مع بقية فريق العمل / الشخصيات . وبوصفنا أيضاً شاهدنا بعض العروض المسرحية ونشأت عنها رغبتنا في العمل المسرحي ، والبعض اشتغل بأكثر من عمل مسرحي وبشخصيات متنوعة ، لا بد أنه اكتسب بعض المعلومات التي بحاجة إلى التصحيح ، والخلل فيها في أغلب الأحيان ناتج عن عدم المعرفة بكيفية أداء الجسد بحواسه من نظر وحركة وسمع وشم وطعمة / تذوق ، أي حواسه الخمس . والفهم المكتسب بالتواتر والتقليد والافتعال غير المبرر . لذا مهمتنا هنا أن نخلص الممثل / الإنسان ما علق بذهنه من معلومات وتصرفات لا تحتاج منه لهذا الجهد المبذول ، والذي يستهلك من طاقة الجسد كمية من الجهد يمكن تسخيرها لفعل آخر . لأنه من الضروري أن نحافظ على طاقة جسدنا التي تساعدنا على تنفيذ كل ما تتطلبه الشخصية منا على كافة الصعد ، وأن لا نهدرها من الدقائق الأولى من العرض المسرحي ، وأن تكون هذه الأفعال مقنعة للمتلقي في الصالة ، والإقناع يأتي من الصدق بتقديم الحالة ، وهذا لا يعني أن تضرب زميلك بالخنجر كي تكون صادقاً ، بل أن تتحكم بالفعل الذي ستقوم به وأنت الممثل" خالد ، جورج....الخ " تقوم بأداء شخصية ما مكلفة بأن تقوم بفعل ما . وهذا كله يأتي من خلال معرفتنا بوظائف هذا الجسد وكيفية التحكم بها بما يتطلبه العمل المسرحي منا بلا تكلف واستعراض. وأضرب لكم مثالاً أتمنى أن تصلوا من خلاله لتملك مفاتيح العمل على الممثل :" أنت ذاهب إلى موعد مهم جداً ، ولجوار بيتك جسر على نهر مليء بالتماسيح ، فجأة تشاهد حيّة/ ثعبان قابع في منتصف الجسر ، والجسر بلا حواجز وضيق إلى حد ما ، ماذا تفعل ". وبالعودة لما ذكرنا في سياق هذا الموضوع نرى أنه من الضروري أن نستخدم حواسنا وأفعالنا الإرادية وغير الإرادية ونخضعها للعقل كي نتجاوز هذه الحالة بصدق وبإقناع تام للجمهور، بمعنى أن نخضع أفعالنا للتحكم الموضوعي والعقلاني ونحن نعالج هذه الحالة / التمرين . تلك هي ورشة العمل التي تساعد المسرحي بمختلف صفاته على اكتساب المهارات الفنية والتقنية تحديداً عند الممثل .

2 – لقاء جماهيري مع الفنان بسام كوسا في صالة مديرية الثقافة في الساعة الثانية عشر ظهراً . وكما هو معروف ولد الفنان بسام كوسا في مدينة حلب ، متزوج ولديه ولدين ذكرين ، خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت . عمل في بداياته بالمسرح الجامعي الذي كان يضم الهواة ، وعمل بالمسرح القومي . وشارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية ولجان التحكيم في المهرجانات السينمائية ، أخرج فيلمين قصيرين للسينما ( سهرة مهذبة و دواليك ) ، وأخرج عملين مسرحيين ( عشاء الوداع 2008– كذا انقلاب 2009) . كما كتب العديد من المقالات النقدية ( السياسية والاجتماعية والفنية ) في الصحف والمجلات السورية والعربية .

لقد كان اللقاء حميمياً بين الجمهور والفنان بسام كوسا وتم الحوار حول الكثير من القضايا التي تتعلق بالدراما السورية واقعها مستقبلها ، وعن المسلسلات المحلية المتكررة والمسلسلات القادمة من خارج القطر . والأمور الذاتية والمتعلقة بالفنان وعودته إلى المسرح ، وضرورة الاهتمام بالمسرح بالعموم كان اللقاء ممتعاَ.

3 –  عرض مسرحية " رباعية الموت " الذي تحدث عن شابة تتعرض للاعتقال من من قبل السلطة في "تشيلي" يتم تعذيبها واغتصابها في المعتقل وبعد خمسة عشر عاماً تلتقي بالجلاد المغتصب لها وفي بيتها ، ويتم التعرف إليه من خلال نبرات صوته ، والموسيقا التي يحبها ، تقرر مواجهته وكشف أوراقه  أمام زوجها ، تدخل عليه غرفة النوم وتضربه بقبضة المسدس ليغمى عليه ، تسحبه للصالون وتحضر أشرطة الموسيقا من سيارته التي أوصل بها زوجها مساء أمس ، بعد استيقاظه من الغيبوبة تبدأ فصول المحاكمة ، وتكثر الأدلة التي تدينه ، حيث تشم رائحة جسده لتتأكد أنه الجاني المغتصب ، تأخذ من الاعتراف المكتوب وتسجل كل شيء ليس بهدف الانتقام بل بهدف تعرية هؤلاء الثوار المزيفين ومدى خطرهم على المجتمع والبلاد ، وضرورة الانتباه لهم والخلاص منهم .

لقد كان العرض محكم الصنعة على نصاً وإخراجاً وتمثيلاً ، بمعنى أن العرض كان متكاملاً  بشروطه الفنية التي استطاعت أن تصل إلى الجمهور الذي تعاطف مع الخط الإنساني الذي اشتغل عليه المخرج عند باولينا / يارا بشور/ التي لعبت الشخصية باتقتان ودراية شكلاً ومضموناً فقد كان الإحساس عالياً يندفع من داخلها مشحوناً بجماليات وزخرفات المهرة في الصنعة / تكنيك وتقنيات الممثل / ، وهذا الكلام ينسحب على بقية فريق العمل ، فادي الصباغ بدور الزوج ، وعامر مغمومة بدور المغتصب . جملة ما ذكر وعلى أهميته يرتكز على جهود المجموعة وبشكل خاص الفنيون الذين اشتغلوا بصدق ليصل العرض المسرحي للجمهور بشكل يمتلك الفائدة والمتعة .

4 – عرض مسرحية " ظل رجل القبو " وكما يتحدث كتاب المهرجان :" عن معاناة شاب وعلاقته بسلطة الأب ومحاولة أن يكون فاعلاً في مجتمعه مروراً بسلطة المدرسة وينتهي به المطاف في مشفى الأمراض العقلية ".

لقد قدم المخرج عمله المسرحي معتمداً على رؤيته الفنية للنص / التوليفة والتي تجسدت على الخشبة بمستويات مختلفة على صعيد الصورة البصرية الضاجة بالحركة والمرتكزة بالأساس على سينوغرافيا مرسومة بشكل يسمح لكل عنصر من عناصرها أن يقدم نفسه عبر الحدث والفعل المرهونين للزمن المسرحي بلحظة التفجر . جميعاً ارتهن لأداء الممثل الهاوي والعارف لمفردات الشخصية التي يؤديها مع مجموعة العمل . كانت الخشبة مفعمة بالحركة بكل مساحتها وفضائها ، لتقدم بالنهاية مشهدية بصرية فنية وجمالية .

بالعموم كان الاجتهاد والجهد واضحين عند المخرج وعند فريق العمل من فنيين وممثلين تألقوا جميعاً بالأداء النظيف والصادق .

ويبقى السؤال الذي يحتاج منا جميعاً قبل الإجابة أن نتوقف أمام هذا العرض المسرحي ونقوم بتفكيكه إلى عناصره الأولية وإعادة تركيبه وفق القواعد المسرحية والمتعلقة بالأمور الفنية وكيفية التعامل معها لنصل بالنهاية لعرض نظيف وجميل يحقق للمشاهد الفائدة والمتعة والاحترام ، ويساهم برفع درجة ذائقته الفنية . ويحقق من جهة أخرى لفريق العمل مخرج وممثل وفني أن يقدم نفسه للجمهور والمجتمع بوصفه فنان / مبدع .

هل استطاع مخرج العمل المسرحي أن يوصل للجمهور رؤيته الفنية والجمالية المحمولة على خلفيته الفكرية وتراكمات خبراته المختزنة بفن المسرح ؟؟؟ تلك هي المسألة ؟؟؟!!!!

5 – ندوة الحوار التي كانت الختام في فعاليات هذا اليوم ، حيث تم تناول العرضين المسرحيين حواراً بين الجمهور والمخرجان ، أدار الجلسة الفنان مصطفى الخاني ولؤي عيادة مقرراً. لقد كان الحوار على أهميته وكما في الأيام الفائتة محصوراً بسياق الرأي الانطباعي والمرهون لمفردات واسعة الطيف ، لكن لم يخلو الحوار من إشارة أو ملاحظة مهمة ، وبشكل خاص للعمل المسرحي الثاني ، الذي أثار الجمهور الذي أحب العمل من جهة ، ومن جهة أخرى أشكلت عليه كيف يمسك بمقولة العمل من خلال الصورة السريعة والمتنوعة والعديدة الدلالات ، وهل هذا يساهم بتقريب المسرح من الجمهور؟.

كنعان البني – طرطوس         

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية