مهرجان طائر الفينيق المسرحي العربي الخامس 2013

فعاليات اليوم الثاني لمهرجان طائر الفينيق المسرحي العربي 2013

فعاليات اليوم الثاني لمهرجان طائر الفينيق المسرحي العربي 2013

1734 مشاهدة

بحضور الجمهور الذي تعود على فعاليات هذا المهرجان الذي أخذ طابع العرس الشعبي تزف فيه فرقة طائر الفينيق المسرحية جديدها عروسا ممهورة بالمتعة والفائدة، تزينها جماليات الفن المسرحي الذي يلامس شغاف قلبهم محبة وسلام..

أولى هذه الفعاليات كانت مسرحية "هلوسة" مونودراما .. من تأليف الأستاذ الفنان: فؤاد معنا .. إخراج: هاني معنا .. تمثيل: اليانا سعد ..

هلوسة نص اجتماعي يحاكي هموم الشباب ومعاناتهم في ظل المتغيرات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية .. وبشكل خاص النظرة للمرأة التي تشكل شريك أساس في بناء المجتمع .. من قبل مجتمع يعاني من ضغوط التشويش في فهم معادلة الإنسان بعنصرية الأساس "الأنثى والذكر"..وتكريس مفاهيم ومصطلحات وشعوذات تعاكس الناموس وفهم الحياة ضمن هذا النسق الجميل للحياة.. وقد استطاع العرض أن يشد الجمهور نتيجة امتلاكه الفنية التي تألقت بالصورة  المكتملة الشروط من لون وضوء وحلول إخراجية تركت المجال للممثل أن يقدم خبرته وتكنيكه على صعيد الحركة جسدا وخصوصا الوجه وردات فعل ارتسمت عليه متمركزة في حركة العيون حتى ولو كانت من خلف النظارات التي شكلت إطارا لهذه النظرة العاتبة، الفرحة، الحزينة. وجاءت الخاتمة التي كثفت هذه الهموم بالبعد الوطني ومعنى الانتماء للأرض والإنسان والدم الذي يروي الثرى لينبت الزيتون والتين .. فصفق الجمهور مطولا ووقف تقديرا واحتراما لهذا العطاء.

الفقرة الثانية تضمنت اسكتش كوميدي بعنوان "ثورات دليفري" تأليف: فؤاد معنا..إخراج: سناء محمود .. تمثيل: هاني معنا، سناء محمود، سناء محمود، عمار الحاصوري..

حيث تحدث السكتش عن تصدير الثورات بتوجيهات خارجية تبحث عن مصالحها..واستغلال الشعوب واستعبادها واضطهادها وسرقة ثرواتها الوطنية..كل ذلك جاء بقالب ساخر لا يخلو من الفكاهة الموظفة في خدمة العرض، لذا كان تفاعل الجمهور مميزا بالضحكة المحمولة على حزن وألم...تلك هي الحياة.

الفقرة الثالثة كانت لفرقة الراب "Coast Rule" ..قدمت أغاني ذات بعد وطني يحاكي هموم الوطن وإنسانة عبر اللحن الوافد واللغة الإنكليزية ليصل مضمونه للآخر الغربي..

الفقرة الرابعة مسرحية "أحلام سيكام" تأليف وإخراج: اليانا سعد .. تمثيل: هاني معنا، ريتا حمود، عمار الحاصوري، حسن سعد..

النص عبارة عن حكايات لمجموعة من الأطفال تحلم ويتم تجسيد الحلم من قبل المجموعة بالتناوب .. سليم الحالم بالنهب والسلب والفساد مستغلا وظيفته في تحقيق ذلك الحلم..سامي يحلم بدخول المعهد العالي للفنون المسرحية وعبر حواره مع والدته يتم فرز المعاناة والمشاكل التي يعاني منها المسرحيون .. تيم الفاقد للعمل وماري حبيبته وزوجته تحثه على العمل .ولكن توالي الانتكاسات حولته لفرد لا مبالي درويش وصل حد السذاجة..وماري التي لم تروي حلمها .. فقد تغربت وعادت لبلدها وهي تحلم بتحقيق حلمها بالزواج من حبيبها "تيم" معتقدة أن الظرف قد أصبح ملك اليد..لكن الأحداث سرقت منها الحبيب الذي حمل السلاح ليدافع عن وطنه مقابل تنازله عن حبيبته مؤكدا أن الوقت قد فات وتأخرت حبيبته بالعودة..اعتمدت المخرجة المؤلفة وبطريقة غير مباشرة أسلوب المسرح داخل المسرح..وجعلت من الأغنيات المؤثرة وذات الاختيار الموظف مفاتيح للانتقال من حلم لآخر..واعتمادها على اللغة المحكية المحلية جعلت الجمهور يتفاعل مع العرض ابتسامة ... ضحكة .. ثم دمعة حزن على الشباب تتكسر أحلامه ... ولقد تألق الجميع في هذا العرض وخصوصا الممثلة "ريتا حمود" التي كانت القاسم المشترك في كافة الأحلام/الحكايا ممثلة واعدة بقدراتها التي تتطور باجتهاد ملفت ..وهذا لا يلغي ما قدمه الممثلون ضمن مجموعة هذا العمل...

هكذا وبالعودة للفقرات المقدمة نلمس الجديد لهذه المجموعة الجميلة الشابة كتابة، وإخراج، وتمثيل.. برعاية معلم الأستاذ "فؤاد معنا" الذي آمن بتواصل الأجيال فحقق مقولة الفرقة الولود..

اللجنة الإعلامية

كنعان البني

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية